المجلة الطبية

المداني.. الصنف الآمن في سوق الدواء اليمني

-
أحمد الشهاري

لم يكن يدرك بأنها موجودة على أرض الواقع سوى بضعة تجار لا أكثر، إنها الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية التي ظهرت للعلن بشكل مفاجئ كمؤسسة وطنية مرتبطة بشكل وثيق وكبير بصحة المواطن.

ومنذ تعيين الدكتور محمد يحيى المداني رئيساً لها ظهرت أمام المجتمع كمؤسسة وطنية رائدة، وذلك عن طريق الأنشطة والبرامج والاستراتيجيات التي بدأت بوضعها وتنفيذها بشكل عملي، وفي الوقت الذي كانت وما تزال الحرب والحصار على اليمن جعلت الهيئة من تأمين الدواء قضية رئيسية سهرت عليها واستيقظت، لتنفذ عدة برامج ومبادرات تهدف في مجملها لخدمة المواطن بالدرجة الأولى.

تحركت الهيئة في عدة اتجاهات كانت نسبة النجاح فيها شبه مستحيلة، باتجاه التجار المصنعين والمستوردين للأدوية وأعادت ترتيب أوراقهم وسهلت آليات عملهم واجراءتهم وقدمت لهم كل الدعم بدءا من تجديد رخص العمل واستمرت في دعمهم إلى أن صدرت لصالحهم قوانين نافذة.

ولضبط عمل التجار والحد من الجشع وضمان خدمة المواطنين أشرفت بشكل مباشر ودقيق وبمسؤولية وطنية وإنسانية على كافة الأصناف التي ينتجونها أو يستوردونها وحصنت المواطنين من مئات الأصناف المجهولة والمهربة، التي كانت تجد طريقها بشكل آمن إلى رفوف الصيدليات.

يذكر أن إسهامات الدكتور محمد المداني خلال الأعوام الماضية في الحراك الذي دار ولا يزال حول الصناعات الدوائية المحلية أفضت إلى صدور قانون بإعفاء مدخلات الصناعات الدوائية من الرسوم الجمركية وضريبة المبيعات ، وهو نجاح ضمن خطة طموحة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأدوية.

وأنجزت الهيئة العليا للأدوية بقيادة الدكتور المداني الكثير من الأدلة الدوائية الإرشادية وأعادت الإعتبار للصيادلة وللدواء اليمني في ظل ظروف صعبة ومعقدة.

اليقظة الدوائية التي ظهرت بها الهيئة العليا للأدوية مع بداية الحرب على اليمن أيقظت أيضاً المسؤولين في حكومة صنعاء التي وجدت نفسها مضطرة للقيام بتغييرات جذرية في وزارة الصحة لتدخل الوزارة ضمن الحراك الصحي وتستعيد دورها ومكانتها وتؤدي مسؤولياتها بنشاط لا يتوقف في كافة المحافظات التي تحكمها سلطة المجلس السياسي، بل وامتد تأثير الهيئة ليحدث صدى في المحافظات التي تخضع لسلطات وسياسات أخرى.

ونجح الدكتور المداني في جعل الدواء قضية ذات أولوية قصوى لدى الجهات الحكومية، كما اطلع وسائل الإعلام بكل المستجدات المرتبطة بالدواء من خلال فتح أبواب الهيئة لكل القنوات والصحف والإذاعات والرد على كل الأسئلة ظلت لسنوات كثيرة بلا إجابات أو ردود.

الحقيقة أن لكل مسؤول مهمة وأن الجميع يبذلون ما في وسعهم غير أن هناك من يقاتلون لتحقيق النجاح وصناعته من الصفر، وقد مثل الدكتور محمد المداني ظاهرة صحية فريدة في القطاع الصحي وسوق الدواء اليمني بشكل خاص، وذلك بتحقيق الكثير من المكاسب لكل من المواطن والتاجر والصيدلي.

*نائب رئيس الاتحاد اليمني لمنتجي الأدوية

Exit mobile version