المجلة الطبية

آمن ولكن!

-
د. عبد الحميد الصهيبي

ما هذا أيها الكورونا تجبرنا على أن نتحدث عنك حتى وقد هرمنا من أخبارك …ومات الأكثر معاناة وألماً والأكبر سناً نتيجة لشدة فتكك.

أعود بادئ ذي بدء للحديث عن أول الكتابات بشأن فيروس كورونا وانه سيواجه ارضا لا تقبل الغزاة، وإن قل عتادها وعدتها.

عوامل كثيرة رأيتها من وجهة نظري كانت سببا في تأخر تسجيل الحالات في اليمن وهي كذلك الأسباب التي أدت الى تقهقر الفيروس وفقدان توازنه وهو يواجه مجتمعا لا تستطيع تقدير حالته من المؤشرات والأرقام والإحصائيات فهو استثناء لأنه يعتمد على الثقة بالله أولا وأخيرا.

لم يتهيب الغالبية من أبناء الشعب الموت ولم يكن ذلك في حسبانهم، وإن كان ولابد، فلماذا نعيش حالة القلق مما لا بد منه؟

تم الأخذ بالاحتياطات وفقا للمتاح والممكن وتمت عملية الإغلاق لأماكن التجمعات والازدحام وتم تطبيق استراتيجية التباعد على مضض وإن حدثت اختراقات هنا وهناك ولكنها في الغالب مرت بسلام.. هكذا نظن وهكذا نأمل.

المهم تأكد للجميع، القاصي والداني القريب والبعيد أن في اليمن أمرا ما، قوة ما، لا تحركها أيادي البشر بل تسكن في صدورهم وتلهج بها ألسنتهم، فالله هو حسبنا وهو نعم الوكيل.

قد لا يروق للبعض قراءة هذه الأسطر استنادا لكون من يكتبها طبيبا يعمل في المجال الطبي المجتمعي ولكنها حقيقة الحال ولسان المقال وإن كان هناك من شيء نضيفه إلى ذلك فهو الدعوة إلى عدم الاستعجال أو التراجع أو العودة للسلوكيات الخاطئة والممارسات التي يوجهها الإهمال.

إذاً اليمن آمن.. كان وسيستمر ولكنه أكثر أمانا بجهودنا المستمرة وإن كانت بسيطة، برسائلنا الهادفة بعيدا عن الإشاعات المدمرة، بتطبيق إجراءات الوقاية في المرافق الصحية وفي أماكن التجمعات، بالبقاء في حالة تقارب محكوم بضوابط السلام التحية، وتجنب المخالطة لكبار السن.

سيبقى اليمن آمنا مهما سمعنا من موجات انتشار ما إن تنتهي حتى تتجدد – من خلال ضبط المنافذ الحدودية جوا وبحرا وبرا وعمل الإجراءات الاحترازية اللازمة وتجهيز تلك المنافذ بوسائل تشخيص تحدد حالة الشخص فيما يتعلق بالإصابة بالفيروس من عدمه والتعامل مع الواصلين وفقا لذلك، ومن الجدير بالذكر التأكيد على أهمية التغذية في تقوية الجهاز المناعي وطلب الاستشارة المبكرة في حال الضرورة قبل طرق أبواب المرافق الصحية.

كل ذلك مهم، والأهم أن دروس كورونا لن تنتهي بل إنها ستلهم الأجيال القادمة من أجل التفكير في قادم الأيام، فمن شاهد حالة الأطفال لحظات حرمانهم من ممارسة الألعاب والذهاب للحدائق أو المطاعم ( المدارس لم تذكر هنا لأنهم أي الأطفال وجدوا في الكورونا ملاذا للابتعاد عن المدرسة ومازالت لديهم أمنيات بأن يطول هكذا حال، طبعا هذا مؤشر خطير يعكس أهمية التشخيص لسبب الخصام بين أبنائنا الطلاب وبين مؤسسات التعليم سواء الخاص منها أو العام ) يدرك حجم المعاناة التي عاشها الأطفال وأولياء أمورهم خصوصا خلال أيام عيد الفطر المبارك.

إذاً فإشراقة أمل وأرواح تملأها الإرادة والعزيمة والعمل كفيلة بأن تقضي على فيروس كورونا وأن يكون قدومه الى اليمن بمثابة مغامرة لم يحسب لها الفيروس وبما يمتلكه اليمانيون من أسلحة خفيه أو ظاهرة.

بهموم أقل وبحرص أكثر استقبلنا العيد، ونتمنى أن تظل البهجة في مرتسمة نفوس الصغار والكبار وأن يعود علينا وقد تحقق لشعبنا ووطنا الأمن والأمان والرخاء والسلام.

*خبير وطني في مكافحة الإيدز والأمراض المعدية.

Exit mobile version