أمراض الصيف تؤرق الأهالي والأطباء ينصحون بهذه الاجراءات
المجلة الطبية_أدهم محمد|
للمرة الثانية منذ عيد الفطر الماضي يضطر صالح حميد الأبارة لنقل إبنه فاضل،8سنوات، إلى المستشفى الجمهوري في صنعاء وهو يعاني من حالة إسهال شديد.
الأبارة الذي يسكن في حي وادي أحمد شمال صنعاء وهي منطقة مزدحمة بالسكان وتعاني من تدني خدمة الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار، قال في حديثه لـ المجلة الطبية ” الفحوصات في المرتين تقول إن الإسهال سببه التسمم الغذائي”.
وبحسب والده – صالح – فإن الكثير من أبناء الحي أصيبوا بنفس حالة ابنه، وهناك من تم إسعافهم إلى المستشفيات وهم في حالة خطيرة بينما تم الاهتمام بآخرين في المنازل من خلال إعطائهم بعض الأكلات التقليدية “أنواع من الحساء التقليدي الساخن” وهؤلاء من الأطفال الأكبر سنا.
يتعرض الأطفال في اليمن إلى عدد من الأمراض المرتبطة بفصل الصيف وموسم تساقط الأمطار نظرا لارتفاع درجة الحرارة وتدني خدمات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار، بالإضافة إلى تدني حرص الأهالي على تجنيب الأطفال بعض الممارسات غير الصحية، كما أن انقطاع التيار الكهربائي “مؤخرا” وتوقف أجهزة التبريد المنزلية وبالتالي تعرض الطعام للتلف بشكل أسرع، فاقم المشكلة.
يأتي ذلك في ظل تراجع مستوى النظام الصحي الذي أصبح يعمل بنسبة 50% من قدراته الفعلية، بحسب تصريحات لممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن ألطاف موساني، في منتصف شهر مايو الماضي، بسبب الحرب الدائرة منذ أكثر من خمسة أعوام.
تجنب الأطعمة المكشوفة
دعت إخصائية الأطفال الدكتورة مريم عمر الأهالي إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة الكفيلة بتجنيب أطفالهم الأمراض المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف من خلال الالتزام بعدد من التصرفات الوقائية والصحية.
وقالت الدكتورة مريم في حديثها لـ المجلة الطبية “ندعو الأهالي إلى تجنيب أطفالهم تناول الأطعمة المكشوفة والماء الملوث وننصح بالإكثار من شرب السوائل والوقاية من ضربات الشمس في فصل الصيف”.
وبحسب الدكتورة – مريم – اقترنت عدد من الأمراض في اليمن بفصل الصيف مثل الاسهالات، التسمم الغذائي، ضربات الشمس، الطفح الجلدي، والربو، مؤكدة أن الإسهال هو أخطر هذه الأمراض على حياة الأطفال في هذا الفصل.
وأوضحت أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات هم الفئة الأكثر تضررا “خاصة المصابين بسوء التغذية” مشيرة إلى أن التسمم الغذائي دائما ما يكون السبب والذي يأتي نتيجة لتأثير ارتفاع درجة الحرارة ما يجعل الطعام جاذبا للميكروبات، بالإضافة إلى انتشار الذباب.
وتنصح الدكتورة مريم عمر – الأهالي، خاصة في المناطق المزدحمة وممن لا تتوفر لديهم مياه نقية، بضرورة غلي الماء ومن ثم تبريده قبل شربه ليتجنبوا الإصابة بمثل هذه الأمراض، بالإضافة إلى تخزين الطعام بشكل جيد خاصة في ظل انقطاع التيار الكهربائي وتوقف أجهزة التبريد المنزلية حيث يصبح الطعام معرض للتلف بشكل أسرع بالذات في هذا الفصل.
وفي سياق مختلف طالبت اخصائية الأطفال الأمهات المرضعات باعتماد الرضاعة الطبيعية كمصدر أساسي للرضع في عامهم الأول لأن الرضاعة الصناعية، خصوصا غير المعقمة وغير النظيفة، إحدى المسببات للإسهالات عند الأطفال، حد قولها.
أمراض معدية
ارتبط انتشار الأمراض المعدية بالأمطار خاصة عند الأطفال باعتبار الجهاز المناعي لديهم أضعف منه عند الكبار وقدرة التحمل لديهم أقل.
وفي هذا السياق تقول الدكتورة فهمية القاسمي – في تصرح خاص لـ المجلة الطبية “في موسم سقوط الأمطار تنتشر الأمراض المعدية، وأكثر المناطق عرضة لهذه الأمراض هي المناطق الشعبية المزدحمة ذات الكثافة السكانية العالية “.
وتؤكد أن أمراض مثل القيء والاسهالات المائية الحادة التي تصيب الأطفال نتيجة لانتشار البعوض والبكتيريا والبلهارسيا تأتي بسبب التلوث وتدني شبكة الصرف الصحي في بعض المناطق.
وتنصح الدكتورة فهمية – الأهالي بالحرص على النظافة ومنع أطفالهم من اللعب في الشوارع الموحلة وتجنب المياه الراكدة التي تتركها السيول في الشوارع والأحياء، مشددة على ضرورة استشارة أطباء مختصين عند إصابة أحد الأطفال بواحد من هذه الأمراض وعدم استخدام المضادات الحيوية من تلقاء أنفسهم.
