المجلة الطبية

بقيادة عالم يمني.. فريق بحث علمي يكشف عن تحديات كورونا النفسية والصحية

-

بقيادة عالم يمني فريق بحث علمي يكشف عن تحديات كورونا النفسية والصحية طويلة المدى

المجلة الطبية_ خاص|
شكل البروفيسور مصطفى العبسي، أستاذ في قسم طب الأسرة والعلوم الحيويه والباحث الرئيسي لمختبرات الإجهاد والإدمان في كلية الطب بجامعة مينيسوتا، فريقًا علميا من 14 دولة لتنفيذ بحث استقصائي عالمي بهدف تحديد ومتابعة التغييرات التكيفية التي مر بها الناس مع تصاعد الوباء في أنحاء مختلفة من العالم وخاصة تلك التي بدأ الفيروس ينتشر فيها بشكل واسع.

وبحسب ما كتبت _ اليسا دوندورف_ فقد أوضح الدكتور العبسي أن: انتشار الوباء وبسرعه مخيفة وخاصة في امريكا يلقي الضوء على مدى سوء استعداد عالمنا لمواجهة مثل هذه الأزمات الصحية الخطيرة. مشيرا إلى أن تحليل كيفية تكيف الناس مع هذه التغيرات الكبيرة في حياتهم قد يساعد على التعلم من هذه الازمة من أجل تطوير تدخلات علاجية فعالة في المستقبل.

وفي أواخر مارس أطلق فريق علمي في جامعة منسوتا النسخة إالانجليزية من البحث الاستقصائي مستفيدا في ذلك من الموارد البشرية المتاحة للفريق ومن برامج الدعم المقدمة للدكتور العبسي من المعاهد الوطنية للصحة وجامعة منسوتا وتعاون خبراء ومشاركين اوروبيين. عمل اعضاء الفريق مع شركائهم في جميع أنحاء العالم لإجراء مسح اولي. في أوائل أبريل تم توسيع تغطية هذا البحث إلى بلدان اخرى متضررة من الوباء وذلك من خلال ترجمة أدوات البحث إلى ثماني لغات – الفرنسية والألمانية والإيطالية والروسية والإسبانية والعربية والصينية والبلغارية.

وقال العبسي أن فريق البحث الاستقصائي قام بدمج مجموعة متنوعة من الأسئلة في البحث المتعلق بالصحة العقلية وتعاطي المخدرات والتوتر والعوامل الاجتماعية والاقتصادية وأساليب التكيف مع الوباء”. وقد “كان التركيز على البدايات الأولى وما يصطحبها من مخاوف ومحاذير لم يخبرها العالم من قبل. وتم ذلك بإستشارة زملائنا في الجامعات والمراكز البحثية الاخرى”
وفيما يتعلق بالتعامل السليم مع الجائحة فإن الخطوة الأولى تتمثل في التركيز على “تنقية الهواء” من المعلومات الخاطئة والشوشرة التي انتشرت في البداية عن الفيروس من خلال التركيز على الابحاث العلمية التي يمكن أن تساعد في علاج أعراض المرض واكتشاف لقاح يقيه.

ويضيف الدكتور العبسي، لابد من اتباع استراتيجيات وقائية مفيدة يمكن أن تسهم في الحد من الوباء واثاره. تتمثل الخطوة الثانية في توجيه وتشجيع الناس لاتباع السبل التي تساعدهم على الوقاية والتكيف الابجابي والإستمرار في متابعة نمط صحي سليم من خلال إرشادات واضحة بسيطة حول كيفية تنظيم روتين يومي، وكيفية التعامل مع مشكلات النوم والانخراط في الأنشطة البدنية.”

وأشارت النتائج الأولية التي توصل إليها فريق البحث إلى قدر كبير من الخوف والاحساس بالريبة حول ما يحدث وحول السلامة والأمن والمستقبل، مما تسبب في زيادة التحديات النفسية. حيث شعر المستجيبون عمومًا بالكثير من التوتر والاكتئاب والقلق والعصبية منذ أن بدأ فيروس كورونا الجديد في الانتشار. وكان ذلك اكثر قوة في الفئات التي تعاني من ظروف امنية ومعيشية صعبه قبل ظهور الوباء.

كما كشف التقرير الأولي أن المشاركين عانوا من انخفاض في النوم واضطرابات سلوكيه اخرى. وبالتركيز على البيانات المتعلقة بتعاطي المخدرات بما في ذلك الماريوانا والنيكوتين والكحول، فقد أشار غالبية المستجيبين إلى أنهم استمروا في استخدام هذه المواد بنفس المعدل أو زادوا من تعاطيهم منذ بداية انتشار فيروس كورونا.

يشير الدكتور العبسي إلى أنه: “من المرجح أن عواقب هذا الوباء ستظل معنا طوال حياتنا وربما ستستمر مع الجيل القادم”. ” لكن نأمل ان المعلومات والنتائج التي نجمعها الان تقدم مسارات وبيانات مفيدة للتعامل مع مثل هذه الازمات الصحية في المستقبل والتقليل من اثارها طويل المدى؟”

ويعمل البروفيسور العبسي وفريقه حالياً في مينسوتا وجامعات أخرى على المرحلة التالية من بحثهم ، وتصميم دراسة طولية لتتبع المستجيبين بمرور الوقت مع تغير الوباء.

Exit mobile version