المجلة الطبية

مبادرات طبية أوجدها كورونا وتصدرت الواجهة

-

مبادرات طبية أوجدها كورونا وتصدرت الواجهة

المجلة الطبية_ محمد غبسي|

“أشعر بألم شديد فوق منطقة السرة ويوجد انتفاخ قليل وأعاني من ضيق التنفس ولم أعرف ما هو هذا المرض، فهل من الضروري أن أذهب لزيارة الطبيب”؟

رسالة نشرتها منى مرشد في مجموعة “أنا طبيب أنا معك” على موقع الفيس بوك، لتحصل على استشارة مجانية خلال ساعات دون أن تغادر منزلها، “احتمال كبير تكون المشكلة بسبب المعدة (التهاب أو قرحة)، ودليل على ذلك زيادة الألم مع أكل أو شرب مواد تؤثر على المعدة كالشاي أو القهوة أو البهارات والبسباس والشطة والمشروبات الغازية والزيوت والحمضيات، يحصل معها ألم وشعور بالغثيان أو القيء أو ارتجاع للمري”.

وأضاف الدكتور جندل الجرادي الذي رد على تساؤل منى وهو طبيب عام في مستشفى ابن رشد في حجة: موضحاً: “وإذا كانت هذه الأكلات لا تزيد الألم ولا تسبب غثيانا أو قيئا، فهذا يعني أنك تعانين من مشكلة أخرى وفي هذه الحالة تصبح زيارة دكتور باطنية ضرورية لمعرفة الأسباب الاخرى كالتهاب القنوات الصفراوية أو حصوات المرارة، أو التهاب البنكرياس وغيرها من الأسباب.

أنشأ عشرات الأطباء اليمنيين صفحات ومجموعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتلقي شكاوى واستفسارات المواطنين الطبية كمبادرات تفاعلية يقدمون من خلالها استشارات طبية مجانية خدمة للمجتمع.

تفاعل كبير من قبل المواطنين

الدكتور عمر عبد العزيز الفقيه- أحد مؤسسي مبادرة “أنا طبيب أنا معك” أكد لـ لمجلة الطبية أن المبادرة ولدت بسبب انتشار الشائعات وتخويف الناس من المستشفيات في ظل جائحة كورونا، فجاءت المبادرة بفكرة من خمسة من الأطباء وبدأت بإنشاء صفحة على الفيسبوك ومجموعة على الواتس آب لاستقبال الأسئلة والاستفسارات وقد تطوع الكثير من الأطباء لتقديم الاستشارات وتطمين المواطنين وأهالي المصابين بفيروس كورونا، حد قوله.

وأضاف الفقيه: المبادرة وجدت تفاعلا كبيرا من قبل الأطباء اليمنيين في الداخل والخارج وكذلك المواطنين الذين فضل معظمهم الحصول على استشارات وهم في المنازل بسبب الاجراءات الاحترازية، لافتاً إلى أن مثل هذه المبادرات تؤسس لمستقبل مختلف تسوده روح التعاون من قبل الأطباء والثقة من قبل المواطنين والمرضى.

هذه المبادرات التي ولدت من رحم جائحة كورونا تؤسس بحسب المتابعين، لمرحلة قادمة أكبر وأوسع من المبادرات والأنشطة الطبية المفتوحة والتي استخدمت التكنولوجيا لتطوير المعرفة وبناء علاقة جديدة للمرضى بمقدمي الرعاية سواء كانوا في الداخل أو في الخارج.

مساعدات عينية

وفي ذات الفترة دشنت مبادرة “أطباء اليمن في المهجر” والتي نشطت بشكل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي وانضم إليها الكثير من الكوادر الطبية اليمنية المهاجرة خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا كوفيد-19.

ولم تتوقف أنشطة “أطباء اليمن في المهجر” عند تقديم الاستشارات الطبية فحسب، بل انتقلت إلى أرض الواقع وبدأت بتقديم مساعدات عينية للعاملين في القطاع الصحي في أكثر من مدينة ومحافظة يمنية.

وأفاد استشاري جراحة المسالك البولية وزراعة الكلى والمنسق العام للمبادرة الدكتور شكري الفلاحي أن المبادرة تنسق الآن مع الجهات المختصة لافتتاح مركز عزل خاص في مستشفى الثورة بصنعاء مخصص للعاملين في قطاع الرعاية الصحية، في إطار سعيها الطوعي لإسناد الكادر الطبي في اليمن فنياً وعلمياً ونفسياً وحقوقياً ومادياً.

مبادرة أطباء اليمن في المهجر

وتطمح المبادرة بحسب الدكتور الفلاحي إلى أن تصبح جهة مرجعية طبية في اليمن من خلال ما ستقوم به من ترجمات ونقل لأحدث البروتوكولات والطرق العلمية الطبية الحديثة في أي دولة من دول العالم وجعلها ملائمة وقابلة للتطبيق في اليمن مع مراعاة ظروف النظام الصحي.

الطبيب اليمني المختص بأمراض القلب في مستشفى الأسد بدولة سوريا الشقيقة الدكتور بسام علي مطير أكد أن بإمكان أطباء اليمن في الخارج تقديم المساعدة للمرضى في اليمن خاصة في ظل جائحة كورونا، فذهاب المصاب بـ كورونا إلى المستشفى يمكن أن يفاقم المشكلة ويساهم في تفشي الوباء وكلما ارتفع عدد الإصابات كلما زاد العبء على المنظومة الصحية بشكل عام.

ويضيف في حديثه للمجلة الطبية: “كلنا نعرف أن ٨٠ ٪ من إصابات كورونا تظهر بأعراض خفيفة لا تستدعي الذهاب للمشفى، لذا كانت المبادرة التي سهلت على المصاب التواصل مع الطبيب الذي يمده بالتوصيات اللازمة ومتى يجب عليه الذهاب إلى المستشفى”.

ما بعد كورونا

أخصائية الباطنية الدكتورة بسمة الحارث – أكدت أن اليمنيين شهدوا في زمن جائحة كورونا الكثير من حملات التوعية والإرشاد من جهات مختلفة داخل وخارج الوطن، كما شهدوا مبادرات طبية إرشادية علاجية بأنواعها المختلفة والتي أُسست على هدف واحد -وإن اختلفت اسماؤها – وهو توفير النصح الطبي والعناية الصحية عبر مواقع التواصل الالكترونية لمن يحتاجها من أبناء الوطن.

وأضافت لقد كان لهذه المبادرات دور فعّال في توعية المواطنين ومساعدتهم وتوفير الارشاد الصحي خاصة في ظل انتشار كورونا، مشيرة إلى استمرار هذه المبادرات إلى ما بعد الفيروس لتؤدي دورها في إعانة الشعب صحيا.

تطبيق طبيبي

قال الدكتور مروان الغفوري وهو جراح قلب يمني يعمل في المانيا وأحد مؤسسي مبادرة طبيبي “تطبيق” انهم استقبلوا قرابة أربعة آلاف حالة من اليمن وعدد من الدول العربية خلال شهر يوليو الماضي 2020 تم الرد عليها باستثناء ٥٤ حالة.

وأضاف مروان الغفوري في منشور على صفحته في الفيس بوك جاءت الاستشارات على النحو التالي ” الأمراض الجلدية والتناسلية: 472 استشارة” “الباطنة العامة: 453 استشارة” “أمراض النسائية والتوليد: 450 استشارة” ” كوفيد-19: 423 استشارة” ، ” طب الأطفال: 234 استشارة” بالإضافة إلى استشارات اخرى في اقسام مختلفة رد عليها ٢٠ طبيبة و٩٠ طبيبا من داخل اليمن وخارجه.

 وبحسب الغفوري فقد بلغ عدد الأطباء المنضمين للمجموعة ٤٧٠ طبيبا، بعضهم يعمل بكامل طاقته وآخرون لم يتحركوا بعد، حد قوله، ويتواجد داخل “العيادة/ التطبيق” بمعدل ٥٦ طبيبا في اليوم الواحد. علماً بأن التطبيق تم تدشينه قبل جائحة كورونا في اكتوبر 2018، إلا أنه قدم خدمات واستشارات حول كورونا.

 

مبادرة الدكتور محمد هطيف

مبادرات فردية

على مستوى المبادرات الفردية فقد بادر استشاري جراحة العظام والمفاصل الدكتور محمد هطيف مؤخراً بتخصيص يوم في الاسبوع لاستقبال الحالات المعدمة ومعالجتها مجاناً، وذلك في عيادته الخاصة الواقعة في برج الأطباء في شارع الستين بالعاصمة صنعاء.

وكان الدكتور سامي الحاج قد حول سيارته الخاصة إلى عيادة متنقلة في شوارع العاصمة لتقديم الاستشارات المجانية للمواطنين وذلك بوضع لاصق على الزجاج الخلفي للسيارة، وهي مبادرة سمحت للمواطنين الذين قابلوه بالحصول على استشارات مجانية في ظل الإجراءات الاحترازية الخاصة بـ كورونا، وفي الوقت الذي كان الجميع يخاف الذهاب إلى المستشفيات خشية الإصابة بالفيروس.

مبادرة “أوقفني إذا كنت بحاجة لاستشارة طبية”

Exit mobile version