تلقيت دعوة من هيئة تحرير المجلة الطبية لكتابة مقال عن اليوم العالمي لسلامة المرضى، ويسعدني الكتابة لهم ، خاصة عن اليوم الذي لطالما اعتبرناه نحن الأطباء مقدس، لذلك كتبت “من لقطات الذاكرة عن كورونا”.
حاولت أن أتجنب الكتابة عن أهمية هذا اليوم لأن هناك الكثير ممن كتبوا عليه.. لكني سعيت إلى أن أذكر لحظات وثقتها الذاكرة عن دور الكادر الصحي خلال جائحة كورونا. لقد رسم الكادر الطبي صورة مشرقة سيتناقل محمودها الأجيال، فبإمكانيات محدودة نجح في السيطرة على طوفان قاتل وحمى المجتمع منه.
لقد أثبت الطبيب اليمني ومن معه من كوادر طبية أنهم مجاهدين وليسوا أطباء وكوادر طبية فقط.. فبرزوا بسلاحهم العلمي يواجهون هذا الموت الداهم الذي عجزت كبرى الدول عن مواجهته، و ألزمتهم إنسانيتهم أن يكونوا في مقدمة صفوف المعركة فكان منهم من كتب الله له الشهادة والعزة ومنهم من أكرمه بالشفاء ليبقى في المعركة دون وهن أو خذلان.
شكرا لكل أسرة عانت المخاوف على إبنها العامل في المجال الطبي وهو يذود عن حمى المجتمع ضد هذه الجائحة مغادرا عائلته التي تدرك أن احتمالية العدوى مؤكدة إلا أنها احترمت إرادة وعزيمة ابنها في خدمة مجتمعه.
إن المسؤولية الإنسانية تلزم الطبيب أولا بضمان حماية نفسه وحماية كوادره من أجل ضمان تواجد وكفاءة آداء المنظومة الطبية في وجه الجائحة التي لم تكن لحظية، لكنه لم يكن يمتلك من أدوات السلامة إلا ما يمتلكها المواطن العادي، ولو انتظر إلى حين توفرها لمات الكثير من المواطنين وهو مايزال في حالة انتظار.
ما حدث من تفاني الجميع أثناء الجائحة يعد مبهجا ومحل فخر، بالرغم من أن هناك مواطن ألم عانينا منه ستبقى كثيراً، مثل الغش والاحتكار وارتفاع الأسعار المبالغ فيه للمواد الطبية.
أيضا جدير بنا الإشارة إلى مشاهد مؤلمة لازلنا نراها مثل الاستهتار وعدم إلتزام البعض بالتعليمات الطبية ووسائل السلامة والهروب من العزل، معرضين انفسهم وعائلاتهم والكادر الطبي وبقية المرضى لمخاطر العدوى.
فسلاما لكل روحا طاهره فارقتنا.. وكل الإحترام والتقدير والوفاء لكل مناضل.. لازال متأهب ويذود بروحه.
*استشارية باطنية وسكر رئيس قسم العنايات المركزة في مستشفي الثوره_ صنعاء
