صنعاء تحتفي باليوم العالمي للصحة النفسية
المجلة الطبية_ خاص|
وجهت صنعاء اليوم دعوة هامة للمنظمات الدولية العاملة في اليمن تتعلق بتبني إنشاء مستشفيات متخصصة برعاية المصابين بالامراض النفسية.
وطالب وزير الصحة العامة في السكان في صنعاء الدكتور طه المتوكل المنظمات الدولية بالعمل وفقاً لمنهجية ورؤية وزارة الصحة في مجال الصحة النفسية.. وتلبية احتياجاتها في بناء مستشفيات الأمراض النفسية وتجهيزها وتوفير الأدوية وتأهيل الكوادر الطبية والصحية
جاء ذلك في كلمة القاها في فعالية أقيمت اليوم السبت في العاصمة صنعاء احفتاء باليوم العالمي للصحة النفسية الذي يوافق العاشر من اكتوبر من كل عام.. وذلك للتوعية بأهمية الرعاية الصحية لمن يعانون من الاضطرابات النفسية وحث الحكومات على بناء المنشآت الخاصة بهذا المجال الطبي.
وبالمناسبة ذاتها أكد المتوكل الحرص على تفعيل دور الصحة النفسية في أوساط المجتمع، خاصة في ظل الآثار السلبية التي تركها الحرب والحصار.
أكثر اليمنيين تضرراً
وأشار الدكتور المتوكل خلال الفعالية التي نظمها البرنامج الوطني للصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي بوزارة الصحة إلى أهمية تكامل الجهد الرسمي والمجتمعي لرعاية المرضى النفسيين وتأهيلهم ودمجهم في المجتمع.. مؤكداً أن الأطفال والنساء هم أكثر الفئات تأثراً من الحرب سواء بالأمراض العضوية أو النفسية.
قد يهمك أيضاً.. بقيادة عالم يمني.. فريق بحث علمي يكشف عن تحديات كورونا النفسية والصحية
ونوه بجهود البرنامج الوطني للصحة النفسية وكافة الكوادر الطبية العاملين في المجال الصحي لمواصلة جهودهم في تأدية رسالتهم الإنسانية للتخفيف على المرضى النفسيين.. داعيا رجال المال والأعمال إلى دعم مراكز ومستشفيات الأمراض النفسية وتوفير الغذاء والدواء.
وفي السياق أوضح مدير البرنامج الوطني للصحة النفسية والدعم الاجتماعي الدكتور عبد القدوس حرمل بأن الوزارة كلفت البرنامج بإعداد خطة استجابة عاجلة للعام 2020 لرفع مستوى واقع الخدمات بنسبة 50 بالمائة.
وتطرق إلى جهود البرنامج في رفع وتحسين بيئة العمل فيما يخص الصحة النفسية وتفعيل آلية العمل الطوعي والمبادرات الذاتية لاستغلال الإمكانات المتاحة في هذا المجال.
وتشير أحدث إحصائيات لمنظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقرب من مليار شخص حول العالم يعانون من الاضطرابات النفسية وهي اضطرابات يمكن لأي شخص في أي مكان أن يتضرر منها.
كما يُعد الاكتئاب أحد الأسباب الرئيسية للمرض والإعاقة بين المراهقين والبالغين.. ويعاني واحد من كل 5 من الأطفال والمراهقين من أحد الاضطرابات النفسية.
إقرأ أيضاً.. دولة أسيوية تدعم المستشفيات النفسية في اليمن بـ 3 ملايين دولار
وغالباً ما يتوفى الأشخاص المصابون باضطرابات نفسية حادة مثل الفصام قبل عامة السكان بعشرة أو عشرين سنة، فيما يحصد الانتحار أرواح ما يقرب من 800 ألف شخص سنوياً.. بمعدل شخص واحد كل 40 ثانية – وهو السبب الرئيسي الثاني لوفاة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15-29 سنة.
فجوة الرعاية
وعلى الرغم من الطابع الشامل للمرض النفسي وحجمه، فإن فجوة الرعاية مازالت واسعة بين الطلب والعرض المتعلقين بخدمات الصحة النفسية.. إذ لا يحصل سوى عدد قليل نسبياً من الناس في شتى أنحاء العالم على خدمات الصحية النفسية الجيدة.. وفي البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، لا يتلقى أكثر من 75% من الأشخاص المصابين بأمراض نفسية أي علاج على الإطلاق لحالتهم.
وترجع الصحة العالمية الفجوات الخطيرة التي مازالت قائمة في مجال رعاية الصحة النفسية إلى النقص المزمن الذي استمر على مدى عقود عديدة في الاستثمار في تعزيز الصحة النفسية والوقاية من أمراضها ورعاية المصابين بها.
كما تؤكد المنظمة بأن الوصم والتمييز وانتهاكات حقوق الإنسان للأشخاص المصابين بالأمراض النفسية لا تزال منتشرة على نطاق واسع.
التكلفة الاقتصادية
أما بالنسبة للتكلفة الاقتصادية فيُعد فقدان الإنتاجية الناجم عن الاكتئاب والقلق، من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً.. ويكلفا الاقتصاد العالمي تريليون دولار أمريكي سنوياً.
وأكدت الصحة العالمية بأن البلدان تنفق أقل من 2 في المائة في المتوسط من ميزانياتها الوطنية المخصّصة للصحة على الصحة النفسية.. وعلى الرغم من زيادة المساعدة الإنمائية الموجّهة إلى الصحة النفسية في السنوات الأخيرة.. فإنها لم تتجاوز قط 1% من المساعدة الإنمائية الموجّهة إلى الصحة.