المجلة الطبية

الطرق العلمية لحمية صحية

-
د. محمد أحمد قاسم السباعي

الطرق العلمية لحمية صحية

لقد ارتفع في الآونة الأخيرة مستوى الوعي بالمحافظة على الوزن في المجتمعات العربية.. خاصه بين النساء. وما دفعني للكتابة حول هذا الموضوع هي الأضرار الكثيرة الناتجة عن زيادة الوزن (السمنة) وعلاقتها بالعديد من الأمراض مثل (أمراض القلب والشرايين، السكري، العظام، الكلى وغيرها) بالإضافة إلى تعدد الأساليب الخاطئة وغير الصحيحة لإنقاص الوزن.. وكذلك انتشار الكثير من المنتجات الموصوفة بـ المكملات الغذائية، والترويج لبرامج مختلقة من الحميه الغذائية.

وقبل البدء في شرح الطريقة السليمة، لابد من ذكر بعض الطرق الخاطئة لعملية تنقيص الوزن، ومن هذه الطرق:

أولا: برنامج الاعتماد على نوع واحد من الأغذية مثل الخضروات والفواكه. من المؤكد قطعا أن الشخص الذي يتبع هذا البرنامج يفقد العديد من الكيلوغرامات خلال وقت قصير.. ولكن لابد أن نأخذ بعين الاعتبار الآثار الصحية المترتبة على ذلك مثل نقص المركبات الأساسية كالكربوهيدرات والدهون والبروتينات من الجسم. فهذا بدوره سيؤثر على العمليات الحيوية داخل الجسم بشكل سلبي بالإضافة الى أن الحمية القاسية (فواكه أو خضروات) سوف تؤدي إلى فقدان 50% دهون و50% بروتين، ولك أن تتخيل فقدان الجسم نصف ما خسرت من وزن على هيئة بروتينات أي أنسجة وخلايا، الأمر كما يحدث في المجاعات.

إقرأ أيضاً..حمية سهلة للتخلص من دهون البطن خلال اسبوع واحد فقط

ثانيا: الحمية الكيتونية.. وفي هذا النوع يخسر الشخص الوزن عن طريق الاعتماد على نوع واحد من الأغذية مثل الأغذية الدهنية.. أو بالأصح الدهون فقط، وهذا يؤدي الى فقدان كمية كبيرة من الوزن بسبب بقاء الدهون فتره في المعدة من دون هضم. والاعتماد على الحميه القاسية يؤدي الى نقص كمية الطاقة اللازمة لعمل الدماغ الذي لا يستطيع استخدام الطاقة الآتية من أي مصدر غير الكربوهيدرات.

السبب الآخر أن استهلاك الدهون يؤدي الى تراكم المواد الكيتونية بسبب قلة الكربوهيدرات اللازمة لإكمال عملية تحليل الدهون.. وهذا بدروه يؤدي الى تراكم الاجسام الكيتونية وبالتالي ارتفاع حموضة الدم.

ثالثا.. استخدام المكملات الغذائية، والمكملات الغذائية عبارة عن منتجات تتكون بالأساس من بعض المركبات الكيميائية حسب الشركة المنتجة.. فبعضها قد يحتوي على مواد مثبطة للشهية أو فاتحة أو تعتمد آلية عملها عن طريق حجز المياه داخل الجسم. وكذلك عن طريق تقليل امتصاص المغذيات في الأمعاء أو عن طريق تثبيط إفراز حامض المعدة وبالتالي تثبيط عمل الانزيمات وبدوره يؤدي الى تأخير عملية الهضم.

قد يهمك..هكذا تحافظ على وزنك من دون حمية غذائية

وقد ناقشت العديد من الدراسات الأضرار الصحية الناجمة عن استخدامات المكملات الغذائية، فمثلا بعض المكملات الغذائية تتلخص آلية عملها لزيادة الوزن.. بحبس كمية كبيرة من السوائل داخل الجسم، بالإضافة الى ـنه فاتح للشهية وهذا يؤثر على عمل الكلى وقد يسبب ما يسمى بالتسمم المائي.

لذا انصح كما ينصح العديد من المختصين في هذا المجال باتباع الطرق التالية من أجل إنقاص الوزن:

 أولا_ تناول كميات معقولة من الغذاء بالوجبة الواحدة: حاول تناول نصف كمية الافطار التي تتناولها يوميا.. أي أن إنقاص كمية الوجبة (لا المكونات) فضروري أن تحتوي الوجبة على حوالي 40-65% كربوهيدرات و10-35% بروتينات و20-35% دهون. كذلك يجب ألا تقل كمية الطاقة عن 1000 سعره حرارية باليوم (1 جم من الكربوهيدرات والبروتين يعطي 4 سعرات حرارية و1 جم الدهون يعطي 9 سعرات حرارية، بحيث لا تقل كمية الكربوهيدرات عن 40% والبروتين عن 10% والدهون 20% بالوجبة.

أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب

ثانيا_ طريقة إلغاء وجبة العشاء ثبت أن هذه الطريقة ناجحة في عملية خسران الوزن.. ولكن لابد أن تتم بالطريقة الصحيحة حتى يتعود الجسم بشكل صحيح. فمثلا لابد من اتباع البرنامج المناسب المتمثل في تأخير وجبة الافطار ساعة عن المقرر لها، مثلا أنت تفطر دائما الساعة الثامنة صباحا قم بتأخيرها الى 9 صباحا، وإذا كان موعد الغداء في الواحدة ظهرا اجعله عند الـ 2 ظهرا، وكذلك العشاء إذا كان موعده الساعة الثامنة قم بتأخيره الى التاسعة، واستمر بهذه الطريقة لمدة اسبوع. وبعد ذلك قم بتأخير الوجبات لمدة ساعة واستمر لمدة اسبوع حتى تتناول الافطار الساعة 11، والغداء مثلا الـ 4 العصر حتى يأتي الليل وانت لازلت تشعر بالشبع، عندها يمكنك حذف الوجبة من دون أي مشاكل تذكر.

ثالثا_ النشاط الفيزيائي.. هنا لابد من اجراء أو بذل مجهود بالإضافة الى البرامج السالفة الذكر.

رابعا_ التحفيز تعرف بأنها مثيرات تحرك السلوك الإنساني، وتساعد على توجيهه نحو الأداء المطلوب، لذا فهي من أهم العوامل لانقاض الوزن.

* أستاذ مساعد قسم علوم وتكنولوجيا الأغذية جامعة إب

Exit mobile version