المجلة الطبية

الممرض والسكري

-
د. عبدالحميد الصهيبي

الممرض والسكري

خلال الشهر الجاري وتحديدا في الرابع عشر من نوفمبر مرت ذكرى اليوم العالمي لداء السكري.

هذا اليوم الذي حددته منظمة الصحة العالمية يوما عالميا للدعم والمناصرة للمصابين والمتأثرين بهذا المرض في جميع أقطار العالم.. ومن خلاله تقام بعض الأنشطة والفعاليات التي تسهم في رفع مستوى الوعي حول المرض ومسبباته. والعوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة به وما هي النصائح والإرشادات التي تعزز صحة الجسم من خلال تغذيته المناسبة والأنشطة البدنية الضرورية والتي بلا شك تلعب دورا في الوقاية منه او تأخير حدوثه.

هذا المرض اسم شائع ولكن لا يتم التعرف عليه بشكل صحيح، ولا يكاد يدرك الأغلبية من الناس من أمر هذه المشكلة.. سواء انها مشكلة كبيرة تؤثر على صحة المريض وتتسبب بكثير من المتاعب الصحية التي تجعل من المريض في كل الأوقات بحاجة الى العناية المستمرة.. وتكرار الزيارات الى المرافق الصحية ثم شيئا فشيئا تزداد حالته سوءا حتى يصل بنهاية المطاف الى أمور يصعب احتمالها كبتر القدم او الساق وحالات العمى أو الفشل الكلوي ومن ثم الوفاة.

إقرأ أيضاً..مأساة مرضى السكري في وطني

وأنا أكتب هذه الحروف تتوارد في خاطري مشاهد عديدة في شريط الذكريات لعدد من المرضى أصابتهم صدمة الإبلاغ بحالتهم ولم تفارق حياتهم.. لأنهم تعرضوا لها دونما أي دعم او مساندة، دون أي مناصرة أو تشجيع، دون توعية أو تعريف.. وفقط ارتسمت في عيونهم تلك النهايات المأساوية والمطبوعة في الذاكرة.

المعلومة المبتورة للأسف تصنع معاناة وخوفا ورهبة وقلقا وتوترا تضعف مناعة الجسم وقدرته على مقاومة الأمراض والسيطرة عليها.

إنها من أخطر وأشد أنواع المثبطات لأجهزة الجسم، خلاياه، انسجته، من تأدية وظائفها الحيوية والتي لا تستقيم صحة الأبدان بدونها.. ولذلك تتشكل في أذهاننا تلك الصور لحالات الاستسلام غير المبرر لداء السكري فنجده أكثر فتكا.. أكثر تدميرا لصحة الإنسان في البلدان النامية بينما يتم التعايش معه والتخفيف من عواقبه ومضاعفاته في البلدان المتطورة.. وهنا نتساءل عن السر في مثل هكذا فوارق برغم أن أنظمة الدواء المستخدمة في جميع أقطار العالم تقوم على أدلة وبروتوكولات موحدة وتستخدم نفس الأدوية في كل الأقطار.

إنه بعد الرعاية بمفهومها الشامل وطريقة إدارة الحالة وليس فقط وصف الدواء وهي الحلقة المفقودة والغائبة التي وجدت منها منظمة الصحة العالمية فجوة حقيقية استدعت ان يخصص اليوم العالمي لهذا العام للتعريف بها حيث تم اختيار شعار ((الممرض والسكري)).

وهو شعار يسلط الضوء بشكل كبير على أهمية الأدوار المناطة بكوادر التمريض للعناية والاهتمام بمرضى الداء السكري وكيفية التعامل معهم، تغذية ونظافة.. ونشاطا بدنيا والكثير الكثير مما ينبغي على المرضى وعائلاتهم التعرف عليها والالتزام بها.

قد يهمك..هكذا يؤثر السكري على صحة الفم والأسنان!

وقبل هذا وذاك.. الدعم النفسي والارشاد والتهيئة المستمرة والتي بلا شك تعزز مقدرة الجهاز المناعي للجسم لمواجهة المرض ومضاعفته.. وتشجع كل الأعضاء والأنسجة للاستعداد لمواجهته والتصدي له.

وقفات الختام:

مرضى السكري وكورونا

يتعرض البالغون في أي عمر ممن يعانون من حالات طبية أساسية معينة لخطر متزايد للإصابة بمضاعفات خطيرة.. نتيجة فيروس كورونا (كوفيد-19)، وتحتاج الحالات الشديدة والحرجة الى الدخول إلى وحدة العناية المركزة والاعتماد على التنفس الصناعي.. وتزداد مثل تلك الحالات الحرجة في أوساط المصابين بالفيروس ممن لديهم تاريخ مرضي لأمراض مزمنة أخرى بشكل أكبر وفي مقدمتها داء السكري.

حيث أن مرضى السكري -كغيرهم من المصابين بأمراض مزمنة- لديهم مناعة أقل من الأشخاص الأصحاء. فعندما تكون نسبة السكر في الدم مرتفعة لا تعمل الخلايا المقاومة بشكل جيد على محاربة الهجوم المعدي للفيروسات.. مما يسمح للعدوى بالانتقال بشكل سريع وخطير.

وفي هذه الرسالة الصحية نود الاشارة الى بعض النصائح والارشادات لتعزيز قدرة الجهاز المناعي للمرضى.. من أجل الوقاية من الإصابة بالفيروسات وفي مقدمتها فيروس كورونا:

أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب

الحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن الهدف العلاجي، كما هو موصى به من قبل متخصصي الرعاية الصحية المشرفين عليك.. (معدل السكر في الدم عند الصيام 80-130ملغ/ ديسليتر، وبعد الأكل أقل من 180 ملغ/ديسليتر). في حال ارتفاع متكرر في مستوى السكر فوق 180 قم بالاتصال أو زيارة طبيبك لتعديل جرعة الأدوية.

عدم التعرض للجفاف وذلك بشرب الكثير من الماء.

اتباع نظام غذائي متوازن، يضم 3 وجبات بجانب الوجبات الخفيفة التي تحتوي على أغذية متنوعة (الكربوهيدرات والدهون والبروتين بالإضافة إلى الفواكه والخضروات)، وبحسب الارشادات والتوصيات من الطبيب المعالج.

الحفاظ على وزن جسم صحي

الحفاظ على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام حتى ولو كنت في المنزل فضلا عن اهمية الالتزام بالإجراءات والوسائل الموصى بها.. للوقاية من كورونا كلبس الكمامات والابتعاد عن الاماكن المزدحمة والامتناع عن لمس الآخرين والأسطح والتقيد بمفهوم” السلام تحية “.

  • * خبير وطني في مكافحة الإيدز والأمراض المعدية

Exit mobile version