د. عبدالحميد الصهيبي
ضغط الدم.. واللباس الأبيض
نظرا لضغط العمل خلال هذه الأيام التي نودع فيها عام ٢٠٢٠ بكل ما فيه، وجدت نفسي مضطرا لطلب مهلة إلى عطلة نهاية الأسبوع لأتمكن من كتابة هذا المقال.
في الحقيقة ونظرا للانشغال لم تكن ساعتها قد تبلورت لدي أي فكرة بشأن موضوع وعنوان هذا المقال.
وقبل أن أهم بالكتابة وصلتني رسالة عبر الـ (واتس أب) من قبل زميل عزيز يشاركني فيها رابطا لحديث أحد الأطباء عن متلازمة ضغط الدم ومتلازمة الجاكت الأبيض، وفيها إشارة إلى وجود علاقة بين حالة الشخص النفسية والعاطفية ومعدل ضغط الدم، وأن وجود الشخص داخل المرفق الصحي قد يؤدي إلى اختلاف القراءة (هبوطا أو ارتفاعا) عن القراءة الحقيقية.
الزميل العزيز أشاد بما تناوله ذلك الطبيب، وأن ما أورده هو التفسير – ربما الوحيد – لما يحدث لزميلي، حيث يرتفع معدل ضغط الدم كلما زار الطبيب ثم يعود لحالته الاعتيادية عند أخذ القياس بعيدا عن المرافق الصحية.. عندما تغيب عن أنظاره البالطوهات الطبية البيضاء.
قد يهمك..العازفون بالحبر
أخبرت زميلي بأن القلق واحد من العوامل المهمة التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند قياس معدل ضغط الدم، فضلا عن عوامل أخرى تتعلق بوقت القياس والغذاء والنشاط والنوم والإجهاد.
بالإضافة إلى جوانب تتعلق بالأداة المستخدمة للقياس وقدرات وخبرات العامل الصحي أو الطبيب في استخدامها للوصول إلى قراءة الصحيحة، وبالتأكيد فان سلامته الطبيب نفسه الذهنية والسمعية تعد من العوامل المهمة التي ينبغي ضمان ملاءمتها لعملية القياس، والتأكد منها قبل إثبات الحالة فيما يتعلق بمعدل قياس الضغط (ارتفاعا أو انخفاضا).
قبل رسالة زميلي العزيز بستة أيام كنت قد استقبلت رسالة من أحد أشقائي المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، طلب مني المشورة بشأن معدل ضغط الدم الخاص به، حيث أجرى قياسا وكانت النتيجة ١٥١/٩٧.
طبعا أشرت في ردي له إلى أن هذا المعدل يعتبر ضمن “مستوى عال” مقارنة بعمره، فهو ما يزال في بداية الثلاثينات، ولكني ألمحت إلى أن هذا الارتفاع قد يعزى إلى حالته النفسية وقت القياس، وان التوتر والقلق قد يكون السبب، وهذا ما أكده لي بالفعل، لقد أخبرني بأنه كان في حالة قلق شديد.
إقرأ أيضاً..البطاطا الخضراء.. القاتل الخفي على الطرق السريعة
كانت نصيحتي له بأن يعيد قياس الضغط من جديد، وان يقوم بذلك في أوقات مختلفة ولعدة أيام للتأكد من دقة القياس في توصيف حالته، وهذا ما تم بالفعل.
ولكني لم أعد للاستفسار عن ذلك إلا بعد أن شدت انتباهي رسالة زميلي، ومباشرة عدت لأسأل أخي الذي أخبرني بأن نتائج قياس ضغط الدم جاءت في مستوى أقل بكثير مما كانت عليه حيث تم إجراء القياس لعدة مرات وكان المعدل ١٣٠/٨٠ وهو المستوى الطبيعي، مما يؤكد التأثير الواضح للحالة النفسية أثناء أخذ قياس ضغط الدم.
ووجدت نفسي أعبر عن هذه التجربة ضمن سطور هذا العمود حول قياس ومعدلات ضغط الدم وتأثير الحالة النفسية للشخص على النتائج، وهذه مسألة طبية مهمة ينبغي التنبه لها دائما.
أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب
في المقال القادم سنتحدث عن ماهية ضغط الدم وأنواعه وطرق القياس وأسبابه وعوامل أخرى تؤثر في نتائج قياسه عوضا عن بعض النصائح والإرشادات بهذا الخصوص. فإلى اللقاء.
* خبير وطني في مكافحة الإيدز والأمراض المعدية
المصدر : https://alttebiah.net/?p=13726