حذرت “منظمة أطباء بلا حدود ” من ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد في مديرية عبس بمحافظة حجة بنسبة 41% عن الستة الأشهر الأخيرة من العام الماضي، ووصفت وضع الأطفال” بالمؤلم ” في مدينة” نائية” تقع شمال غرب اليمن.
وأوضحت موريل بورسييه، -رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في اليمن الأربعاء الماضي- أن المنظمة التي تعمل في منطقة عبس منذ أكثر من خمس سنوات تستقبل الكثير من الأطفال المرضى بسوء التغذية ما يتجاوز القدرة الاستيعابية لمركز المنظمة العلاجي الذي يستوعب 50 طفلا.
وتكتظ مراكز سوء التغذية بالأطفال دون سن الخامسة الى 12عاما، وبحسب رئيس قسم التغذية بمستشفى السبعين للأمومة والطفولة الدكتورة سهير المدحجي -للمجلة الطبية- أن سوء التغذية يعني النقص أو الزيادة أو عدم التوازن فيما يتناوله الشخص من الطاقة والمغذيات.
وأوضحت رئيسة القسم -الذي تدعمه منظمتا اليونيسف والغذاء العالمي- أن حالات سوء التغذية التي تصل إليه من مختلف محافظات الجمهورية من النوع الأول والتي ترتبط بالتقزم ” انخفاض الطول بالنسبة للعمر”، والهُزال “الوزن بالنسبة للطول”، ونقص الوزن ما يعني انخفاض الوزن بالنسبة للعمر، ونقص الفيتامينات والمعادن.
وفي السياق أشارت إلى أن القسم يقدم الرعاية الصحية للأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد والوخيم والذين عادة ما يعانون من ضعف التركيز وقلة الشهية والتعب والشعور الدائم بالبرد والاكتئاب وفقدان الدهون، وكتلة العضلات، وأنسجة الجسم.
وتنصح المدحجي الأمهات بمراقبة أعراض سوء التغذية على الأطفال والتي تبدأ بملاحظة تقصف الشعر وتأخر النمو وقصر القامة وانتفاخ البطن، وجفاف الجلد وضعف وبطء التئام الجروح والصداع وتشقق الأظافر وسرعة التقاط العدوى وتورم الأطراف وزيادة أو نقص الوزن.
وفي حين أكدت وزارة الصحة اليمنية في حكومة صنعاء أواخر العام الماضي إنّ طفلا واحدا يموت كل 5 دقائق بسبب سوء التغذية أو مرض معدٍ، أي ما يعادل وفاة 288 طفلاً يومياً.
تعتبر معدلات سوء التغذية الحاد والوخيم في اليمن “مصدر قلق بالغ وحلقة مفرغة وفتاكة ” بحسب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس.
حيث توقعت أربع وكالات تابعة للأمم المتحدة منتصف فبراير الجاري أن يعاني ما يقرب 2,3 مليون طفل دون الخامسة في اليمن من سوء التغذية الحاد هذا العام 2021.
وأوضحت أن 400,000 طفل منهم سيعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم مع إمكانية تعرضهم للوفاة في حال عدم حصولهم على العلاج بصورة عاجلة.
وتطلق المنظمات الإنسانية تحذيرات متواصلة عن مستويات سوء التغذية المرتفعة والمهددة لحياة الأطفال في اليمن، حيث تشير الأرقام الحديثة والواردة في التقرير الأخير بشأن سوء التغذية الحاد للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية وشركائهم، إلى وجود ارتفاع في معدلات سوء التغذية الحاد والوخيم مطلع العام 2021م بمقدار 16٪ وَ 22٪ على التوالي بين الأطفال تحت سن الخامسة عن العام 2020.
وأوضح بيان صحفي مشترك صادر عن المنظمات الأربع أن معدلات الإصابة بسوء التغذية الحاد بين الأطفال الصغار والأمهات شهد عام 2020 ارتفاعا كبيرا بسبب الإصابة بعدد من الأمراض كالإسهال والتهابات الجهاز التنفسي والكوليرا وارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي.
مضيفا أن من بين المحافظات الأكثر تضررا (عدن، الضالع، حجة، الحديدة، لحج، تعز ومدينة صنعاء)، والتي تمثل أكثر من نصف حالات سوء التغذية الحاد المتوقعة عام 2021.
وتصف التقارير الأممية الوضع الصحي في اليمن بـ “الهش ” وتحدد اليمن بأكثر الأماكن “خطورة ” لنشأة الأطفال بسبب ارتفاع معدلات سوء التغذية وانتشار الأمراض المعدية، ومحدودية فرص الحصول على خدمات التحصين الروتينية والخدمات الصحية للأطفال والأسر، والممارسات غير السليمة لتغذية الرضع والأطفال الصغار، وقصور أنظمة الصرف الصحي والإصحاح البيئي.
