المجلة الطبية

مرض الفقراء “السل” ينتشر في هذه المناطق اليمنية!

-

 

مدير برنامج مكافحة السل الدكتور عصام مهيوب لـ الطبية:

مخاطر وخيمة بانتظار المتساهلين بالعلاج

دعا مدير برنامج مكافحة السل الدكتور عصام مهيوب، مرضى السل الرئوي للتعامل مع المرض بجدية.. واستكمال الفترة العلاجية المحددة من قبل الطبيب المعالج مهما كانت الأسباب.  

وأكد -في حديثه لـ “المجلة الطبية “– أن تأخر العلاج يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية للمريض وقد يصل إلى مراحل يحتاج خلالها للتنفس الاصطناعي.. وعملية سحب السوائل من الرئتين وإصابة القلب بمضاعفات قد تودي بحياته.

 

 

المجلة الطبية_ أدهم محمد|

برنامج مكافحة السل في العاصمة صنعاء

السل مرض بكتيري معدٍ ينتقل من شخص لآخر من خلال الجهاز التنفسي عند استنشاق الرذاذ المتطاير من فم المريض أثناء العطس أو السعال أو البصق على الأرض، ومن العوامل المساعدة على الإصابة.. المسكن غير الصحي الذي لا يتعرض للتهوية وأشعة الشمس بصورة مستمرة، بالإضافة إلى مخالطة الحالات المصابة بالسل الرئوي.. والعيش في أماكن مزدحمة مثل مخيمات اللاجئين والنازحين والإصلاحيات “السجون”.

كما يعد الاشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة أكثر عرضة للإصابة بالسل.. وقد تكون ضعف المناعة نتيجة عدم حصول الشخص على التغذية الجيدة أو استخدام بعض الأدوية التي تؤدي الى ضعف المناعة أو الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).

  

تتركز الإصابة في الفئة العمرية المنتجة من 15- 65 سنة وبنسبة 75%. وتعود الأسباب الى نشاط وحركة هذه الفئة وتنقلاتها بحثاً عن العمل أو الدراسة او ممارسة أنشطة مجتمعية أخرى.

يلعب الكشف والعلاج المبكر دورا كبيرا في سرعة الاستجابة للمعالجة والشفاء وتجنب الدخول في أي مضاعفات.. كما يعتبر العلاج المبكر أحد طرق الوقاية من انتقال العدوى للآخرين.

قد يهمك..متلازمة داون.. وصمة مجتمعية تلاحق أولادنا

وفي حال تأخر العلاج فإن الحالة الصحية للمريض تتدهور ويدخل مراحل قد يحتاج خلالها الى التنفس الاصطناعي.. وعملية سحب السوائل من الرئتين ومضاعفات قلبية، وقد يؤدي تأخر العلاج الى بطء الاستجابة للعلاج وقد يتطلب فترة معالجة أطول من االفترة التي قررها الطبيب المعالج المختص.

معدل الحدوث لكل حالات السل بحسب التقديرات يساوي 48 حالة سل لكل 100 ألف نسمة من السكان سواء كان سلا رئويا أو سلا خارج الرئة (غير الرئوي).. وتتركز الإصابة في المناطق التي يعاني سكانها من تدني المستوى المعيشي وقد عرف السل عبر التاريخ بمرض الفقراء ولهذا فإن المجتمعات التي يعاني أفرادها من تدني ومحدودية مستوى دخل الفرد.. هي الأكثر عرضة للاصابة مثل المناطق الساحلية، كما تلعب الحروب والنزاعات دورا كبيرا في انتشار الحالات نتيجة النزوح وصعوبة وصول المرضى إلى مواقع الخدمة.

كانت أهم المشاكل تتركز في عدم قدرة المريض على الوصول الى مواقع الخدمة، وللتغلب على هذه المعضلة عمل البرنامج على توسيع الخدمات.. إلا أن الصراع الحاصل في البلاد أدى الى ارتفاع عدد المناطق التي يصعب الوصول اليها، فالبرنامج كغيره من البرامج الصحية تأثر بشكل كبير بالأزمة نتيجة الحرب.

مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة السل الدكتور عصام مهيوب

وبالرغم من ذلك ظل البرنامج يقدم خدماته التشخيصية والعلاجية لكل الحالات ولم يحصل أي انقطاع للأدوية.. في ظل الدعم الذي تقدمه وزارة الصحة وتعاون الشركاء ممثلا بالصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا.

وأهم التحديات التي تواجه برنامج السل بشكل عام هي مرض السل المقاوم للأدوية ومرض السل والإيدز.

يصنف الأشخاص الذين يعانون من أمراض الصدر ضمن أصحاب المناعة الضعيفة الذين يجب عليهم الالتزام بالتدابير الوقائية مثل عدم التواجد في التجمعات.. وارتداء الكمامات، وقد ظلت كوادر البرنامج في ظل جائحة (كوفيد-19) -سواء على المستوى المركزي أو المحافظات أو المديريات.. تقدم خدماتها للمرضى دون توقف بالرغم من التواصل المباشرمع المرضى أثناء الفحص والتشخيص والعلاج مع أخذ الاحتياطات اللازمة مثل ارتداء الكمامة، وقد تعرض عدد من الزملاء للإصابة بالمرض.

 

بجانب ضرورة الالتزام بالقرارات التي أصدرتها اللجنة العلياء للأوبئة واللجنة الفنية لمواجهة جائحة كوفيد الخاصة بالإجراءات الاحترازية.. التي يجب تطبيقها والالتزام بها والتي تحد من انتشار المرض ولتجنيب الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض. نؤكد على أهمية التواصل مع غرفة عمليات وزارة الصحة على الرقم المجاني (195) عند الشعور بأعراض تنفسية.. يتطلب عندها الوصول للمرافق الصحية للحصول على التنفس الاصطناعي والرعاية الطبية ولا ننصح بتحرك المريض من تلقاء نفسه تجنباً لنشر العدوى.

إقرأ أيضاً..عدم توفر الدواء يقتل أطفال اليمن المصابين بالسرطان

هناك إجراءات واحترازات يجب على الجميع الالتزام بها مثل استخدام المناديل أثناء العطس والسعال ومن ثم التخلص منها.. أو العطس في الذراع، وتجنب العطس في وجوه الآخرين، والالتزام بنظافة اليدين.

كما أؤكد على أن العلاج أحد أهم طرق الوقاية من انتقال المرض للآخرين وأولهم أفراد العائلة، لذا يجب الحرص على العلاج والاستمرار حتى نهاية الفترة المحددة.. خاصة وأن نسبة الشفاء من المرض مرتفعة، إذ حقق البرنامج نسبة 90 % كمعدل نجاح معالجة. وهذه تعتبر نسبة نجاح عالية وفق الأهداف والمؤشرات الدولية والمحلية.

البرنامج لديه سياسة علاجية مطبقة تعتمد على فترة زمنية محددة وجرعة علاجية يومية بحسب الوزن.. ومعدل فترة المعالجة للحالات هي من 6- 8 أشهر، وإذا لم يلتزم المريض بالمعالجة فقد يتحول الى مريض مقاوم للأدوية ومصدر لنشر العدوى.

بالرغم من أن البرنامج يوفرالعلاج مجاناً لكل المرضى إلا أن العوامل الاقتصادية قد تعيق المريض من الوصول الى الخدمة والتوقف عن المعالجة.. إضافة الى شعور المريض بالتحسن خلال الأسابيع الأولى من المعالجة ما يجعله يتوقف عن مواصلة العلاج. وهذا يعتبر خطأ كبيرا وقد يؤدي جهل المريض بالفترة الزمنية للعلاج الى توقفه عن المعالجة.

تراجع عدد الإصابات التي تم تسجيلها خلال العام الماضي 2020 عن عددها في العام قبل الماضي.. فبينما تم تسجيل 10284 حالة في عام 2019 تراجع عدد الحالات المسجلة خلال العام الماضي إلى 8900 حالة.. ونستطيع أن نفسر هذا التراجع بأنه جاء نتيجة الإجراءات الوقائية ضد كورونا التي التزم بها الكثير.. وكان البرنامج في عام 2018 قد رصد 9745 حالة إصابة بالسل.

ولدى البرنامج أربعة مراكز سل رئيسية مرجعية، ويتواجد البرنامج في جميع المحافظات.. حيث تقدم الخدمات في المستشفيات العامة للمحافظات ويغطي 321 مديرية بالخدمات العلاجية من خلال منسقي السل في المديريات.. والخدمات التشخيصية في 275 مختبرا للسل في المحافظات والمديريات.

أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب

الفائزون بجائزة نوبل للطب آخر 10 سنوات

.

Exit mobile version