المجلة الطبية

 زراعة الكلى في اليمن.. جراحة متوقفة ومعاناة مستمرة

-

 زراعة الكلى في اليمن.. جراحة متوقفة ومعاناة مستمرة

المجلة الطبية – محمد غبسي|

بدأت خديجة (27 عاما) تعاني في أواخر 2020 من آلام في البطن والجبهة وصداع شديد وقيء يستمر من يومين الى ثلاثة أيام ثم تتعافى باستخدام بعض الأدوية الإسعافية من الصيدلية.

عاودها المرض مرات عدة ما أضطر عائلتها لإسعافها إلى مستشفى الخمسين في العاصمة صنعاء، وهناك أخبرها الأطباء أن مشاكل صحية في الكلى هي مصدر الآلام التي تعاودها، وتم تحويلها إلى مركز الكلى في مستشفى الثورة.

تعاني خديجة الآن من مشاكل في كلية واحدة وتخضع للغسيل منذ شهرين، بواقع جلستين في الأسبوع، بحسب ما ذكرت خالتها “أنوار عبدالله” – زوجة والدها- التي أعربت عن خشيتها من وصول خديجة إلى مرحلة تقتضي ضرورة إجراء عملية زراعة كلى لإنقاذ حياة خديجة كون عائلتها غير قادرة على دفع تكاليف السفر وإجراء العملية في الخارج.

شاب في ال27 يجري جلسة غسيل في مستشفى الثورة_ صنعاء

خضع علي ياسين، (23 عاما) -من أبناء محافظة إب وسط اليمن- لجلسات الغسيل الكلوي بعد رحلة شاقة مع مرض الكلى، غير أن حالته ساءت رغم استبدال القسطرة الخارجية بقسطرة داخلية لعلها تخفف من وجعه ورغم التدخلات العلاجية لكن سرعان ما تدهور وضعه الصحي ليقرر الأطباء ضرورة إجراء عملية زراعة كلى جديدة.

وخلال إجراء فحوصات الأنسجة في صنعاء للمتبرعة -وهي شقيقة علي “أسماء 25 عاما “- خضع لجلسات غسيل الكلى في مركز الغسيل بمستشفى الثورة، يقول ماجد -شقيق علي في حديثه لـ المجلة الطبية- “هناك فرق كبير بين نتائج غسيل الكلى في مدينة إب وهنا في صنعاء، فقد شعر علي بتحسن كبير”.

اضطر ماجد للسفر مع شقيقه علي الى العاصمة المصرية القاهرة لإجراء عملية زراعة كلى بعد أن توقف مركز الكلى في صنعاء عن إجراء هذه العمليات الحيوية بسبب “الحرب “.

قد يهمك..غسيل الكلى.. إنهاك مبكر لأطفال اليمن

في الأسبوع الأول من سفر المريض علي التقوا مصادفة بتسعة مرضى يمنيين يخضعون للفحوصات في نفس المستشفى، وجميعهم سيخضعون لعملية زراعة الكلى، وبحسب ياسين فان تكلفة عملية زراعة الكلى في الخارج تتجاوز 10 ملايين ريال 16,6 ألف دولار.

يقول ياسين “لا تعرف وجع مرضى الفشل الكلوي إلا حين يكون لك قريب يعاني من ذلك وإذا كنا قد استطعنا توفير تكاليف سفر وعلاج أخي في القاهرة رغم المعوقات، فإن الكثير من المرضى اليمنيين عاجزون عن ذلك لارتفاع كلفتها”.

 الحرب أوقفت عمليات زراعة الكلى

عمليات زراعة الكلى التي بدأت في اليمن عام 1998 توقفت في مارس 2015 بسبب الحرب، بعد أن كان مركز الكلى في مستشفى الثورة بصنعاء يجري العمليات بشكل منتظم، بمعدل عملية أو عمليتين في الأسبوع مجانا.

“كانت العمليات تجرى مجانا للمرضى بدعم من الدولة”. بحسب ما أكده استشاري أمراض وزراعة الكلى الدكتور نجيب أبو أصبع في تصريح لـ المجلة الطبية.

بعد خمس سنوات من التوقف استأنف فريق طبي برئاسة الدكتور إبراهيم النونو في منتصف نوفمبر 2020 إجراء أول عمليات زراعة الكلى في مستشفى الثورة منذ بداية الحرب، والتي بلغت 12 عملية زراعة كلى، بيد أنها عادت للتوقف في النصف الأول من 2020 بسبب جائحة كورونا (كوفيد-19).

د. نجيب أبو اصبع.. رئيس مركز الكلى في مستشفى الثورة_ صنعاء

ووفقا للدكتور أبو أصبع فقد تم إجراء 256 حالة زراعة كلى في مركز الكلى في مستشفى الثورة في العاصمة صنعاء، وكانت العملية قد أصبحت روتينية بالنسبة للكادر المتخصص في المركز شريطة أن تكون صلة القرابة بين المتبرع والمريض من الدرجة الأولى.

وفي سياق متصل أكد الدكتور أبو أصبع – الذي يرأس مركز الكلى في مستشفى الثورة بصنعاء- أن هناك إجراءات وشروط صارمة يجب توفرها في المتبرعين وذلك لضمان سلامتهم، مؤكدا عدم التساهل مع أي جزئية قد تضر بصحة المتبرع أثناء تحضير زراعة الكلى، “لا بد أن يكون المتبرع سليما جسديا ولا يعاني من أي أمراض مزمنة أو سارية حيث يمكنه العيش بعد التبرع بكلية واحدة ويعود إلى حياته الطبيعية مع الالتزام بنظام علاجي وغذائي مدى الحياة”.

إقرأ أيضاً..تعرف على أهم طرق الوقاية من أمراض الكلى

وأفاد بأن أكثر من 7600 مريض متعايشين مع الغسيل الكلوي في اليمن، قد يتعرضون للوفاة في أي لحظة في حال توقفت مراكز الغسيل لأي سبب كان، خاصة بعد أن أغلقت أربعة مراكز من أصل 32 مركز غسيل في اليمن بسبب عدم الانتظام بصرف الرواتب الشهرية للكوادر الطبية والتمريضية وتوفير الأدوية للمرضى، بالإضافة الى عدم تخصيص الميزانية التشغيلية للمراكز.

أحد المرضى في مركز الغسيل بمستشفى الثورة_ صنعاء

وقال أبو اصبع “لدينا أكثر من 150 ألفاً ما يزالون قبل مرحلة الغسيل، ما زالت وظائف الكلى لديهم تعمل بطريقة ما غير أن من 25 إلى 30 % منهم سيصلون إلى مرحلة الفشل الكلوي خلال عام أو عامين خاصة في ظل ظروف الحرب والحصار والوضع الإقتصادي المتدهور الذي حدَّ من قدرتهم على شراء العلاج في الوقت المناسب”، مشيراً إلى أن مرحلة الفشل الكلوي مشكلة كبيرة خاصة للمرضى تحت سن الـ 50 عاما.

وبحسب تقارير صحفية سابقة فقد كانت الدكتورة لطيفة المهدي هي أول امرأة يمنية استفادت من تجربة زراعة الكلى داخل الوطن في 17 يناير عام 2000م بعد أن تم إجراء تحليل الأنسجة في مركز المنصورة بمصر.

وفي الـ 4 من يناير 2014 أعلن عن نجاح أول عملية زراعة كلى في المستشفى العسكري في العاصمة صنعاء، حيث تمكن فريق طبي بقيادة الدكتور خالد باكر من زراعة كلية لمريضة مصابة بالفشل الكلوي بعد أن تبرع لها أخوها بإحدى كليتيه، لكن العمليات توقفت بسبب الحرب.

أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب

ابتكار يمني ينقل قياس سكر الدم من مرحلة الوخز إلى مرحلة اللمس

Exit mobile version