أ.د. عبدالوهاب إسماعيل الخولاني
تمر السنوات والعقود وربما القرون دون أن تُحل مشكلة المياه الجوفية الغنية بالفلورايد، والتي تسبب ظهور نقاط بيضاء أو لون بُنّي شديد القتامة على الأسنان.. نتيجة التعرض المفرط لمادة الفلورايد أثناء الطفولة في بعض المناطق اليمنية ذات المناخ الدافئ. حيث يكون استهلاك المياه أكبر.
وسبق أن فسرت دراسة علمية في طب الأسنان؛ أسباب حالات تسمم الأسنان بالفلور عند عدد كبير من أهالي بعض المحافظات اليمنية مثل.. (لحج، تعز، صنعاء-الكبس-خولان، الحديدة وحجة). حيث تبيّن أن نسبة تركيز الفلور في مياه الشرب في تلك المناطق تجاوز (1.0 ppm)، وهي نسبة مرتفعة تسبب تشوّه وتبقّع الأسنان.. مما يستوجب تدخلا فوريا من قبل الدولة والمنظمات الدولية كون هذه مشكلة انسانية تستحق المعالجة لرفع المعاناة عن أطفال هذه المدن.. الذين يعانون من تشوّه الأسنان وتبعاته المتمثلة بالمشاكل النفسية والاجتماعية.
وقد خلصت الدراسة إلى ضرورة التدخل عبر أكثر من طريقة للحد من هذه الظاهرة.. ومن أهم التدخلات توفير مصادر مياه بديلة تكون صالحة للشرب وذات مستويات مأمونة من
الفلورايد.. لأن إزالة الفلورايد الزائد من مياه الشرب أمر صعب ومُكلّف خاصة أن اليمن تصنف من الدول الفقيرة.
كما ينصح بتشجيع الأمهات في تلك المناطق على الإرضاع من الثدي لأن حليب الثدي عادة ما يكون قليل الفلورايد.
أما الأفراد الذين أصيبت أسنانهم بالتسمم الفلوري وتجاوزوا عمر الثامنة عشرة يمكن تجميل أسنانهم عند طبيب الأسنان باستخدام القشور أو التركيبات الخزفية والزركون.
“هذه المعالجات مكلفة ماديا لمواطنين يعانون من ظروف مالية بالغة الصعوبة نتيجة الفقر والحرب”.
ويشار إلى أن الفلورايد هو معدن طبيعي يساعد على منع التسوّس عن طريق تعزيز التمعدن وجعل مينا الأسنان أكثر مقاومة للأحماض.. وصنفت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها عملية فلورة المياه كواحدة من أفضل الطرق لدورها في الحد من تسوّس الأسنان.
وبينما تعمل المستويات المناسبة من الفلورايد على تقوية مينا الأسنان وحمايتها، إلا أن الإفراط في التعرض له يمكن أن يسبب تسمم الأسنان بالفلور.. ويحدث تسمم الأسنان بالفلور عندما يتعرض الأطفال الذين تقل أعمارهم عن تسعة أعوام لمستويات عالية من الفلورايد خلال فترة نمو أسنانهم. والذي من الممكن أن يزيد من خطر تسوّس الأسنان.
عادة ما يحدث الإفراط في تناول الفلورايد من خلال استهلاك المياه الجوفية الغنية بالفلورايد بشكل طبيعي.. خاصة في المناخات الدافئة حيث يكون استهلاك المياه أكبر، أو حيث يتم استخدام المياه عالية الفلورايد في إعداد الطعام أو ري المحاصيل بتلك المياه في هذه المناطق.. وحينها ينبغي البحث عن مصادر بديلة لمياه الشرب.
قاد الدراسة التي نفذت في 1998م أ.د. عبدالوهاب الخولاني من اليمن “كاتب المقال”، أ.د. إبراهيم غندور، أ.د. علي إدريس من السودان.. التي نُشرت في المجلة الطبية المحكمة لكلية الطب والعلوم الصحية- جامعة صنعاء
رئيس قسم العلاج التحفظي
كلية طب الاسنان- جامعة صنعاء
Source : https://alttebiah.net/?p=15251