المجلة الطبية

السادة يوضح القاعدة الذهبية ليمن خال من الملاريا

-

مدير مكافحة الملاريا لـ المجلة الطبية:

“كورونا” ساهمت في انتشار عدوى الملاريا ونعوّل على وعي المواطن لمكافحتها 

 

ألقت جائحة كورونا بظلالها على أنشطة مكافحة الملاريا في اليمن مما ساهم في ارتفاع أعداد الحالات التي تم رصدها خلال العام الماضي لتتراوح ما بين 150 إلى 160 ألف حالة.

وحذر مدير برنامج مكافحة الملاريا في صنعاء -الدكتور ميثاق السادة- من تفاقم أعداد الإصابات باليمن إذا لم يتم رفع مستوى الوعي لدى المواطن بكيفية طرق العدوى.. ومكافحة البعوض الناقل للمرض، وسن القوانين الملزمة بالتخلص من مصادر توالد البعوض 

وتستوطن “الملاريا” في غرب اليمن ، حيث يشكل أكثر من 80% من خريطة انتشار المرض المعدي – بحسب السادة – الذي أكد لـ المجلة الطبية..   “لا يمكن القضاء على الملاريا في ظل نظام صحي ضعيف وهش”.

د. ميثاق السادرة مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا

وأشار  السادة إلى أن اليمن يواجه تحديات كبيرة في مكافحة الملاريا ،وذلك يعود إلى ضعف الإمكانيات وتسرب الخبرات والكوادر وتدني مستوى الوعي عند الفرد والهيئات بالسلوكيات التي تساهم في انتشار الوباء.

 

حوار/ أدهم محمد |

 رغم الحملات المستمرة لمكافحة عدوى الملاريا لماذا ما تزال منتشرة بنسبة عالية في اليمن؟

لا يمكن القضاء على الملاريا في ظل نظام صحي ضعيف وهش، وافتقار مساحات جغرافية واسعة لوجود مرافق وخدمات صحية.. كما أن الوضع الاقتصادي المتردي للبلد يحول دون الوصول للدعم المطلوب ماليا وإداريا للسيطرة على المرض.

وجاءت الحرب لتزيد الطين بلة, وتفاقم الوضع الاقتصادي -المتدني أصلا- يحول دون وصول الحالات إلى المرافق الصحية لطلب وتلقي العلاج.. حيث يصبح المرضى غير المعالجين وعاء بشريا كبيرا لتصدير المرض في ظل وجود النواقل والبيئة الخصبة لتكاثره.

قد يهمك..اليمن.. انتشار للأوبئة وافتقار للخدمات الصحية

 هذا بالإضافة إلى تدني الوعي لدى المواطن والقطاعات بطرق الوقاية وعدم سن القوانين الملزمة بالتخلص من مصادر توالد البعوض.. وإقامة المشاريع الخدمية الزراعية كالسدود وقنوات الري مما يسمح بتوفير أماكن واسعة لبقاء المياه راكدة لفترات طويلة ما يجعلها مصادر ملائمة لتكاثر البعوض الناقل.

مدير البرنامج يستمع لأحد أعضاء لجان مكافحة الملاريا

والقاعدة الذهبية هي الاقتصاد القوي والمدنية المخطط لها بشكل سليم هي المفاتيح لبلد خال من الملاريا بل ومن الأمراض المعدية.

ما هي أنواع الملاريا الموجودة في اليمن؟

الملاريا مرض طفيلي تسببه متصورات الملاريا والتي يوجد منها 5 أنواع معروفة أهمها وأخطرها المنجلية والتي تصل نسبتها في اليمن إلى 98% “والمتصوّرة المنجلية هي طفيلي الملاريا الأكثر انتشارا في القارة الأفريقية. وهي مسؤولة عن معظم الوفيات الناجمة عن الملاريا على الصعيد العالمي” تأتي بعدها الملاريا النشطة أو الفيفاكس وهو نوع من الملاريا.. وهناك نوعان آخران لم يسجل تواجدهما في اليمن.

ما هي طرق انتقال الملاريا؟ 

ينتقل المرض من شخص مريض إلى آخر عن طريق أنثى بعوض الانوفيليس ” الانوفيليس نوع من البعوض وتوجد منه 430 فصيلة.. أربعون نوعا منها فقط تنقل الملاريا. وتوجد هذه البعوضة في كل بقاع الأرض باستثناء القارة المتجمدة الجنوبية” ويوجد ثلاثة أنواع منها في اليمن أهمها الانوفيليس العربي الناقل الرئيس.

ما هي أهم أعراض الإصابة بالملاريا ؟

أهم أعراضه هي الحمى المتذبذبة المصحوبة بقشعريرة وتعرّق شديد, بالإضافة إلى وجود بعض الأعراض الشائعة كالغثيان والقيء وصداع وآلام في الظهر أو المفاصل ويمكن أن تتطوّر الملاريا.. إذا لم يتلق العلاج المناسب بحسب نوع الإصابة- إلى مرض وخيم يؤدي إلى الوفاة في كثير من الأحيان, خاصة الملاريا المنجلية التي يجب أن يحصل المصاب على العلاج خلال 24 ساعة. وتشنجات وقد تصل إلى الغيبوبة إذا لم يتلق العلاج بحسب نوع الإصابة, وأكثر عرضة للمضاعفات هم النساء الحوامل والأطفال دون الخامسة من العمر، ومن مضاعفات الملاريا فقر الدم الحاد والفشل الكلوي.

فرق الرش تستعد لمكافحة البعوض في أحد مناطق تهامة

وبالنسبة للأطفال المصابين بحالات وخيمة يظهر واحد أو أكثر من الأعراض التالية: فقر دم وخيم، أو ضائقة تنفسية من جرّاء الإصابة بحماض استقلابي.. أو ملاريا دماغية، وعادة ما يُشاهد لدى البالغين أيضاً . وقد تظهر لدى بعض الأشخاص في المناطق التي تستوطنها الملاريا.. مناعة جزئية ضدّ المرض ممّا يفسّر حدوث حالات عديمة الأعراض.

العلاج المبكّر للملاريا  ووعي المجتمع هل يساهم في المكافحة والحد من الانتشار؟

التشخيص والعلاج المبكر للحالات يمنع وصول الطفيل للمرحلة المعدية في جسم الإنسان، كما أن خلق وعي مجتمعي للمكافحة والتخلص من مصادر توالد البعوض من العوامل المهمة للحد من انتشار الملاريا.. بالإضافة إلى إمكانية الحد من انتقال المرض عن طريق خفض كثافة الناقل بالرش بالمبيدات ذات الأثر الباقي في الجدران.. وتعزيز استخدام الناموسيات المشبعة بالمبيد الآمنة التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية والالتزام بالنوم تحتها بشكل يومي طوال العام.

متى تعتبر الملاريا مميتة؟

تزداد فرصة تطور المضاعفات وبالتالي الوفاة كلما تأخر المريض في تلقي الخدمة الصحية والعلاج بشكل عام.. كما أن نسبة تطور المضاعفات وسرعة تدهور الحالات تكون أكبر عند إصابة المواطنين الذين يعيشون في مناطق خالية من الملاريا في حال سافروا أو انتقلوا للعيش في مناطق موبوءة بالمرض.

كم نسبة الإصابة خلال الفترة الماضية؟

خلال السنوات الثلاث الماضية وصل إجمالي الحالات المبلغ عنها عن طريق نظام الترصد الوبائي إلى 150 – 160 ألف حالة مؤكدة.. لكن وبسبب محدودية المرافق الداخلة في نظام الرصد والتبليغ عن الحالات ـ بحسب منظمة الصحة العالمية- فإن إجمالي الحالات المقدرة قد تصل في اليمن إلى 700 ألف حالة.. هذا وتكمن أولوية النظام الصحي في رفع حساسية نظام الترصد لاكتشاف كل الحالات وبالتالي القدرة على علاجها والحد منها تدريجيا حتى الاستئصال.

كيف أثرت جائحة كورونا على أنشطة مكافحة الملاريا؟

لقد ألحقت جائحة كورونا ضررا بالغا بجهود برنامج مكافحة الملاريا في اليمن, وتوقف نشاط البرنامج بشكل قسري لفترات طويلة في 2020م.. كما أدت إجراءات الإغلاق التي اتخذتها معظم دول العالم إلى تأخير وصول الأدوية ومستلزمات المكافحة ما أدى إلى تأخر تقديم الخدمة للأهالي.. وأيضا ساهمت الإجراءات الاحترازية ضد كورونا في إحجام السكان عن الذهاب للمرافق وتلقي الخدمة الصحية.

بجانب كورونا ما أبرز المعوقات التي يواجهها البرنامج ؟

هناك معوقات محلية  أخرى يواجها برنامج مكافحة الملاريا لا علاقة لها بكورونا كانقطاع المرتبات بسبب الحرب.. والذي أدى إلى قلة الموارد البشرية المؤهلة بشكل خاص في أنشطة المكافحة.

كما أن هناك قصورا في خدمات التشخيص والعلاج عند الكوادر الصحية وقصورا في الترصد الفاعل كماً وكيفاً.

إقرأ أيضاً..المنظري: كل مواطني الشرق الأوسط يستحقون حياة صحية

وهناك معوقات من نوع آخر..تتمثل في ارتفاع معدلات مقاومة البعوض للمبيدات المستخدمة في المكافحة ومقاومة طفيل الملاريا للأدوية المستخدمة في العلاج.

ماهي التدخلات التي يقوم بها البرنامج لمكافحة الملاريا؟

تتمثل أهم التدخلات في توفير الأدوية ومستلزمات الفحص للمرافق الصحية لتقديمها مجانا للمواطنين والعمل على تعزيز الخدمات.. من خلال تدريب الكوادر الصحية على توفير خدمات التشخيص والعلاج بشكل سليم وسريع.. وأيضا تنفيذ أنشطة المكافحة من رش لجدران المنازل بالمبيدات طويلة الأثر وتوزيع الناموسيات المشبعة بالمبيد القاتل للبعوض.

أثناء حملة رش نفذها برنامج مكافحة الملاريا

ما هي موعيد الرش بمبيد المكافحة ؟

حملات الرش لجدران المنازل بالمبيد طويل الأجل من أهم طرق مكافحة النواقل وأكثرها فعالية في  حماية السكان من الإصابة بالمرض.

وقد تم تنفيذ حملتين كبيرتين في أواخر ديسمبر من العام الماضي ومنتصف فبراير الماضي.. تم خلالهما رش قرابة 260 ألف منزل في المناطق المستهدفة في 8 محافظات أهمها تعز وحجة.

وحاليا يتم استخدام المبيد الآمن الذي يظل بقاؤه حتى 8 أشهر.. ما يعني كفاية الرش مرة واحدة لتغطية موسم الملاريا التي تصل مدته إلى 9 أشهر.

أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب

Exit mobile version