تحذيرات من عودة الملاريا إلى سقطرى
المجلة الطبية_ أحمد جمعان |
تتصاعد المخاوف لدى الأطباء والجهات الرسمية الصحية بمحافظة سقطرى من عودة مرض الملاريا إلى الجزيرة التي أعلنت خلوها من المرض منذ أكثر من عقد ونصف، ولم تسجل خلال هذه الفترة أي اصابة بين سكانها.
وحذر مدير برنامج الملاريا بمحافظة سقطرى محمد يوسف الحامد من احتمال عودة مرض الملاريا إلى الجزيرة خاصة بعد أن استقبلت عشرات الأسر النازحة إليها من محافظات أخرى، بعضها موبوءة، مشيرا إلى أنه سبق وتم اكتشاف إصابة واحدة منذ 2015م وكانت وافدة من محافظة الحديدة غرب اليمن.
قد يهمك..افتتاح أول وحدة بيولوجية في سقطرى لفحص كورونا
وفي حديثه لـ المجلة الطبية وصف الحامد الوضع في حال انتشر المرض بأنه سيكون “كارثي وأخطر مما كان عليه في السابق” موضحا بأن عدم إصابة الأهالي بالمرض منذ أكثر من 15 سنة جعل المناعة ضد الملاريا خاملة وبالتالي ستكون مخاطر المرض كبيرة.
يأتي ذلك في ظل عجز البرنامج عن تقديم الخدمات الموكلة إليه بسبب افتقاره إلى أبسط الامكانيات ما ضاعف تخوف المختصين من عودة الملاريا الى الجزيرة.
وأكد الحامد توقف الأنشطة الفعلية للبرنامج منذ 2015وتسرب معظم عماله، مفيدا أنه خلال السنوات الخمس الماضية لم يقم بأي نشاط ما عدى توزيع دفعتين من الناموسيات فقط، والتحري حول أي اشتباه بالإصابة ومتابعة للمخاطين، بالإضافة إلى حملات رش دخاني، وبعض الحملات في الموسم الشتوي عند ارتفاع كثافة البعوض بدعم من بعض المنظمات، وهذا لا يعد نشاطا أساسيا، حد تعبيره.
إقرأ أيضاً..أخصائية تغدية تقدم 9 نصائح لإفطار صحي
وللحفاظ على جزيرة خالية من الملاريا طالب بتوفير فريق يضم مشرفين وعمال رش وتجهيز المختبر، بالإضافة إلى تنفيذ حملة توعية صحية حول المرض وأعراضه وطرق الوقاية منه، مذكرا بأن 60 % من سكان الجزيرة سبق وأصيبوا بالملاريا وتسببت بوفاة عدد كبير من الأطفال والأمهات والحوامل والمرضعات “قد لا تجد أسرة في الجزيرة إلا وذاقت مرارة المرض الذي خلف عاهات ومضاعفات مختلفة عند البعض، منها التخلف العقلي”.
وفي هذا السياق طالب المدير العام السابق لمكتب الصحة الدكتور سعد القدومي بسرعة توفير الامكانيات اللازمة من أدوات ومواد رش وناموسيات وتجهيز الفرق ليتمكن برنامج مكافحة الملاريا من القيام بدوره في حماية الجزيرة من التفشي المحتمل، محذرا في تصريح لـ المجلة الطبية من خطر عودة الملاريا على حياة آلاف المواطنين باعتبار عودته ستكون أكثر قوة وفتكاً مما سبق.
وهنا يتذكر سعيد بن علي “خمسيني من أبنا حضرموت”، مشاهد لأعداد كبيرة من الأهالي المصابون بالملاريا وهم ملقون على فراشهم في الكثير من مناطق الجزيرة أثناء زيارته قبل عام 2000.
وقال في حديثه لـ المجلة الطبية ” كان الوضع مرعبا وأنا أشاهد الكثير من الناس لا يستطيعون الحركة بسبب إصابتهم بالملاريا”.
بن علي الذي كانت طبيعة عمله تفرض عليه تكرار الزيارات إلى المناطق النائية في الجزيرة ظل متابعا للوضع حتى تم القضاء على الوباء “لقد شعرت بالسعادة عندما أخبروني بأن الجزيرة تخلصت تماما من الملاريا عند زيارتي عام 2011م، وأتمنى ألا تعود ابدا”.
أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب
المصدر : https://alttebiah.net/?p=15385