د. سهل الارياني
تصنف اليمن ضمن الدول ذات العدالة الصحية المنخفضة جدا، حيث تعتبر فئة النساء والأطفال ضمن الفئات الأكثر عرضة للتمييز الصحي وصعوبة الوصول للخدمات الصحية.
يمكن إيجاز بعض الاحصائيات التي يتم رصدها على النحو التالي:
-
ارتفاع نسبة وفيات الأمهات إلى 38.5 لكل 100 ألف حسب آخر تقدير في 2015، وفي 2020 تم تقدير العدد بأكثر من 70 لكل 100 ألف امرأة.
-
ارتفاع معدل العاملين الصحيين المعرضين للمخاطر إلى 45.4% من إجمالي العمال الصحيين للعام 2019
-
انخفاض معدل مشاركة الإناث في القوى العاملة مقارنة بالذكور حيث بلغت 6% مقارنة بـ 70.8% للذكور بالنسبة للفئات العمرية 15 فأكثر خلال العام 2018. وتبلغ 28% فقط في القطاع الصحي.
-
ارتفاع نسبة الشكاوى ضد التمييز الصحي إلى 350% مقارنة بما كان الوضع عليه في 2014 بحسب آخر تقرير للأوتشا.
قد يهمك..استعدادات لإطلاق أكبر عملية تأمين صحي في اليمن
في 16 سبتمبر 2020، أصدر البنك الدولي تقرير مؤشر العدالة الاجتماعية والصحية، والذي غطى 174 دولة. حيث بلغت قيمة مؤشر رأس المال البشري لليمن 0.37 متساوية مع كل من: الكونغو الديمقراطية، غينيا، وايسواتيني. وهناك عشرة دول حصلت على قيمة أقل من اليمن، وهي:
سيراليون، أنغوال، موزمبيق، نيجيريا، ليبيريا، مالي، نيجر، شمال السودان، تشاد، وفي المرتبة الأخيرة جمهورية أفريقيا الوسطى محققة »0.29«وهي القيمة الأدنى في المؤشر.
وصنفت اليمن ضمن المجموعة السادسة والأخيرة للمؤشر نتيجة لتدني مستويات الرعاية الصحية والقدرة على الوصول للخدمات الصحية لجميع فئات المجتمع بدون تمييز، بالإضافة إلى النظام التعليمي الذي يؤثر بشكل عام على حياة وصحة الأطفال، وبالتالي أثره على إنتاجية الفرد عند بلوغه سن 18 عاما.
إن حصول اليمن على قيمة 0.37 يعني أن الكسب (التحصيل) للجيل المولود اليوم على مدار حياتهم سيبلغ فقط 37% مما يمكن أن تكون عليه في حالة حصولهم على التعليم الكامل والصحة الجيدة. وبكلمات أخرى اليمن تخسر 63% من إنتاجيتها بسبب عدم الاستثمار الكامل في رأس المال البشري.
إذ من المحتمل أن بقاء دولة مثل اليمن تعيش ظروف نزاعات وحروب وعدم الاستقرار أثرت على الوضع الصحي قد خلقت مشاكل طبقيه أثرت على الوصول للخدمات الصحية لجميع فئات المجتمع.
إقرأ أيضاً..التغذية العلاجية لمرضى السرطان في رمضان
وعليه فإن بلدا يكون الطفل فيه على قيد الحياة حتى بلوغه سن الخامسة حتى وإن تخطى هذا السن.. هنالك احتمال عدم قدرة الطفل على بناء قدراته ومهاراته في رأس المال البشري.
ولذلك يجب التركيز على الخدمات التي يتلقاها الطفل حتى يصل إلى سن الثامنة عشرة.. خاصة في ظل الظروف القاسية التي تواجه الطفل المولود إلى أن يصير منتجا.
كما يجب أن يكون النظام الصحي في اليمن على رأس الأولويات لبناء رأس المال البشري للشخص.. كي تضمن اليمن بناء جيل قادر على الإنتاجية. وهذا لا يتحقق الا بشرطين اساسيين:
– قدرة الوصول إلى الخدمات الصحية لجميع فئات المجتمع، دون تمييز الجنس أو الفئة العمرية.
– عمل استهدافات للأنشطة الصحية المطلوبة حسب أولويات الزمان والمكان.
-
أخصائي طب مجتمع ووبائيات