المجلة الطبية

مدخنون في الدقائق الأخيرة قبل الإفطار

-

– مدخنون في الدقائق الأخيرة قبل الإفطار

– رمضان فرصة للإقلاع من التدخين

 

المجلة الطبية_ أشجان عبدالجبار |

أطلق الأربعيني فضل الشرجبي -من محافظة تعز جنوب غرب صنعاء- رصاصة من مسدسه باتجاه زوجته في نهار أحد أيام رمضان الماضي، عندما حاولت منعه من ضرب أطفالهما دون سبب، وقد كان محظوظا عندما أخطأت الرصاصة رأس زوجته واستقرت في جدار الغرفة.

يقول الشرجبي -لـ المجلة الطبية- ” كانت لحظة هيجان وتوتر وعصبية كما لو أنها أفقدتني الوعي وهذا يحدث لي عندما أتوقف عن التدخين لساعات طويلة”

بالإضافة إلى ذلك ، يعاني الشرجبي -الذي بدأ في تدخين السجائر منذ عشر سنوات بمعدل علبتين في اليوم- من مشاكل صحية في الرئة “التهابات في الشعب الهوائية” وسبق وأن اضطر الأطباء لإخضاعه للعناية المركزة  في مستشفى الحكمة في محافظة تعز أكثر من مرة بسبب تأثير التدخين على جهازه التنفسي.

لقد أيقظه صوت الرصاصة التي لم تُصِب زوجته واستعاد حينها تركيزه، لكنه لم يستيقظ بعد من إدمانه التدخين رغم نصائح الأطباء والأزمات المتكررة التي تعاوده بين فترة واخرى.

ومثلما يحاول الشرجبي قضاء ساعات العصر بمفرده تجنبا لافتعال المشاجرات مع الآخرين نتيجة لعصبيته المفرطة؛ تفضل العشرينية جميلة الشميري الابتعاد عن زوجها وعدم مناقشته أو الاعتراض على أي تصرف يقوم به في هذا التوقيت نتيجة عصبيته المفرطة.

قد يهمك..في زمن كورونا.. اليمنيون بين الاشتباه والتأكيد!

تقول الشميري -لـ المجلة الطبية- ” تزيد عصبيته قبل الإفطار لذا أتجنب مناقشته لأن ذلك قد يؤدي إلى الطلاق ,وسبق أن حدث”.

وتؤكد أن إدمان زوجها على التدخين أهم سبب لخلافاتهم العائلية التي تهدد بضياع استقرارهم الأسري، خاصة في رمضان حيث يصبح أكثر عصبية إلى درجة تجعلها تخاف منه، مشيرة إلى أنه أخبرها ،أكثر من مرة، باستحالة إقلاعه عن التدخين.

 بينما يغرق الشرجبي في إدمانه ويعتقد زوج الشميري باستحالة التوقف عن عادة التدخين ؛ نجح فايز الحرازي في الإقلاع عن التدخين نهائيا باستشارة طبيب نفسي وعزمه على ترك تلك العادة، لكن بعد أن تسبب في فقدان أخيه بسام عينه اليسرى إثر شجار معه بسبب علبة السجائر .

صورة تعبيرية نقلاً عن موقع “النجاح”

 يقول بسام الحرازي (30 عاما)  -لـ الطبية- أن شقيقه فايز يدخن منذ عشرين عاما ويستغرق علبتين من السجائر منذ أذان المغرب حتى وقت السحور، موضحا أن التدخين كان يتسبب في الكثير من المشاكل خاصة في نهار رمضان حيث تتضاعف عصبيته.

يقول بسام لـ “المجلة الطبية”: مازلت أتذكر ذلك اليوم جيدا، عندما كان أخي يبحث عن علبة السجائر قبل أذان المغرب بدقائق واتهمني بإخفائها، وأثناء الشجار رماني بكوب زجاجي ولم أشعر بعدها إلّا وأنا في المستشفى الجمهوري في محافظة تعز وقد فقدت عيني”.

يجهل الشرجبي وزوج الشميري السموم التي تتسرب الى أجسامهم من مواد النيكوتين, البيريدين( مادة طيارة), غاز النشادر (اللمونيا), الميثلامين, حمض البروسيك وأول اكسيد الكربون.

وفي هذا السياق يفسر الاستشاري النفسي الدكتور حسان مغلس؛ الحالة التي تصيب المدخنين في نهار رمضان بأنها نتيجة نقص مادة النيكوتين الموجودة في التبغ، وهذا يولد العصبية والتوتر والخمول، وتعكّر المزاج، والقلق وصعوبة التركيز، مؤكداً أن الصيام فرصة جيدة لمن يرغبون في الإقلاع عن التدخين.

وأشار الدكتور مغلس إلى أن بعض المدخنين يحاولون الإقلاع عن هذه العادة غير أن الإرادة تنقصهم للتخلص من إدمان التدخين, بالمقابل تمكن   آخرون من الإقلاع  عن التدخين مستغلين فرصة الصيام في نهار رمضان, حسبما يقول مغلس. 

 وينصح الراغبين باستغلال شهر رمضان للإقلاع عن التدخين باتباع سلوكيات معينة تساعدهم على ترك هذه العادة الضارة من خلال اتباع الإرشادات الطبية المساعدة على التخلص من العصبية والقلق الناجم عن التوقف عن التدخين، وممارسة الرياضة البدنية التي تساعد الجسم على استعادة طاقته والتخلص من آثار التدخين وتحسّن الحالة النفسية للمدخن.

إقرأ أيضاً..الملاريا في اليمن.. تهديد ضاعفته الجائحة

بالإضافة إلى استخدام العلكة والمكسرات والفواكه بدائل للانشغال عن التدخين وتجنب الأماكن التي يتواجد فيها أشخاص مدخنون، والاهتمام بصحة ونظافة الفم والأسنان للتخلص من رائحة التدخين، وضرورة استشارة طبيب أو أخصائي نفسي في حال احتاج إلى أي نصائح إضافية.

 التغذية العلاجية للمدخنين            

تقول أخصائية التغذية الدكتورة دنيا المتوكل؛ أن مادة  النيكوتين المحفزة تمنع الخلايا العصبية والعضلية من العمل بصورة طبيعية وملائمة ما يسبب العصبية والتوتر للمدخن خاصة عند الصيام .

وذكرت المتوكل في حديثها -لـ المجلة الطبية- بعض الأطعمة التي يمكنها أن تساعد على طرد النيكوتين من الجسم، وتساعد الراغبين في التوقف عن التدخين مثل البروكلي (نبات من فصيلة القرنبيط) أو ما يطلق عليه في اليمن “الزهرة” وهي نبات يحتوي على مستويات عالية من فيتامينات B5 وC،B .. موضحة,  أن فيتامين C المتوفر من البروكلي يحمي الرئتين من السموم.

كما يعتبر البرتقال من الحمضيات القوية،  ففي حين  يعمل النيكوتين على إجهاد الجسم، ويقلل من فيتامين C، فإن البرتقال يعوض النقص في هذا الفيتامين، بحسب المتوكل التي نصحت أيضا بتناول عدد من الفواكه والخضروات مثل الزنجبيل، التوت البري، الليمون، الجزر، الرمان، بذر القمح، الملفوف أو الكرنب.

كما نصحت بتناول السبانخ لاحتوائها على حمض الفوليك أو فيتامين B9 المعروف بأنهما يخلصان الجسم من النيكوتين، الذي يساهم في إرباك أنماط النوم العادية، ويعد الفوليك ضروريا كذلك في مكافحة أعراض انسحاب النيكوتين من الدم.

أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب

Exit mobile version