المجلة الطبية

نصائح لتجنب التسمم الغذائي وآلام المعدة في العيد

-

احذروا التسمم الغذائي في العيد

المجلة الطبية_ نجود مرشد المعمري |

الساعة الثامنة مساء يوم عيد الفطر الماضي عندما وصل محمد الكمالي -19عاما- إلى طوارئ مستشفى الثورة بصنعاء بعد إصابته بمغص معوي مصاحب لإسهال وقيء شديدين.

يقول -لـ المجلة الطبية- ” لأول مرة أصاب بمغص معوي بذلك الألم حتى كدت أفقد الوعي، ضاعف من ذلك قلقي على أمي التي أصرت على اصطحابي إلى المستشفى السعودي الألماني ـ شمال صنعاء ـ وكانت تبدو خائفة جدا، خاصة وهي تعاني من ارتفاع الضغط”

أصيب الكمالي بتسمم غذائي نتيجة تناوله كمية كبيرة من الطعام معظمه يحتوي على الدهون كاللحم وكعك العيد بالإضافة إلى المشروبات الغازية والعصائر غير الطازجة، ما أدى إلى نشاط بكتيري غير طبيعي في المعدة، حسب نتائج الفحوصات الطبية.

وأضاف “في العيد تكثر الزيارات العائلية وكل أسرة تُصِرُّ على أن تتناول عندها كعك وحلويات العيد، تلتها وجبة غداء دسمة” في الوقت الذي لا تزال المعدة معتادة على النظام الغذائي الرمضاني.

لقد حصل على الأدوية المناسبة، لكنه ظل يعاني من تبعاتها لمدة ثلاثة أيام رغم التزامه بتوصيات الطبيب حول منح المعدة بعض الراحة وتجنب تناول الطعام لفترة، ثم البدء بتناول الطعام تدريجيا خاصة الأصناف سهلة الهضم، مثل اللبن والرز المغلي والموز.

الأمر لم يختلف كثيرا مع مها مسعود -9سنوات- التي تم نقلها بحالة طارئة من منطقة الرحبة شمال صنعاء إلى مستشفى يوني ماكس “خاص” عصر يوم عيد الفطر الماضي وهي تعاني من مغص معوي شديد.

قد يهمك..ثوانِ تنقذ حياتكم.. الصحة العالمية تحدد أهم تدابير الوقاية من العدوى

تشرح والدتها كيف بدأت طفلتها تتألم بعد تناول وجبة الغداء مباشرة ومع مرور الوقت بدأت بالبكاء بعد أن زاد الألم ما اضطر عائلتها لإسعافها فورا إلى المستشفى.

تقول -لـ المجلة الطبية- “بعد إجراء الفحوصات تبين أن الإصابة ناتجة عن تناول الطفلة الحلويات بكثرة، قد تكون بعضها ملوثه أثناء الزيارات العائلية”.

إصابة الطفلة مها بالتسمم الغذائي ونقلها إلى المستشفى عكّر صفو فرحة العيد عند عائلتها، خاصة بعد قرار الأطباء ضرورة أن تقيم تلك الليلة في المستشفى لتظل تحت المراقبة الطبية، حسبما تشرح والدة مها “لقد خشينا أن يكون الأمر خطيرا”.

مها واحدة من مئات المواطنين الذين تستقبلهم المستشفيات والمراكز الصحية بالعاصمة صنعاء خلال أيام العيد إثر إصابتهم بتسمم غذائي، فبحسب طبيب الطوارئ في مستشفى الثورة الحكومي خالد المنتصر يتراوح متوسط عدد الحالات التي يستقبلها المستشفى في ايام العيد 25 حالة يوميا ممن يشتكون من آلام المعدة يصاحبها قيء وإسهال عند البعض.

ويوضح المنتصر -لـ المجلة الطبية- أن الإصابة بالتسمم الغذائي خلال أيام العيد، في الغالب، يأتي نتيجة لتناول الحلويات وكعك العيد واللحوم والمشروبات الغازية بكثرة، بالإضافة إلى تناول الطعام في مطاعم لا تتحرى النظافة.

وقال “يطلق مصطلح التسمم الغذائي على الأمراض الناتجة عن الطعام والشراب الملوث خاصة بالبكتيريا التي تعد الأكثر شيوعا، بالإضافة إلى الإفراط في تناول أطعمة مختلفة وغير متناسبة مع بعضها”.

وينصح المنتصر الأهالي بأهمية الاعتدال أو التخفيف من تناول الأطعمة خاصة الغنية بالدهون في العيد حتى تتعود المعدة على الوتيرة الغذائية الجديد بعد نظام رمضان، ويشدد على أهمية الحرص على نظافة الطعام وتجنب تناول الأكل المكشوف.

فحوصات متقدمة

 تقول مديرة مركز ارض الشفاء الطبي (خاص) الدكتورة نجاة علي ناجي؛ أن المركز يستقبل أيام العيد العشرات من المصابين بحالات التسمم الغذائي بشكل يومي، مشيرة إلى أنهم يصلون إلى المركز وهم يعانون من المغص والإسهال والقيء.

إقرأ أيضاً..في زمن كورونا.. اليمنيون بين الاشتباه والتأكيد!

وفي حال تأخر نقل المريض إلى المركز ـ الكائن شمال صنعاء وادي أحمد ـ في ظل استمرار الإسهال والقيء يصل إلى المركز وهو يعاني من حالة جفاف، ليصبح بحاجة إلى إجراءات إسعافية منها محاليل وريدية لتعويض السوائل بالإضافة إلى الأدوية المتعلقة بالتسمم، حد قولها.

وتضيف علي ناجي -لـ المجلة الطبية- يتم عمل الفحوصات اللازمة لكن إذا كانت الحالة متقدمة يصبح من الضرورة إجراء بعض الفحوصات الإضافية مثل فحوصات وظائف الكلى، وهذا يستدعي بقاء فريق متكامل في المركز أثناء يوم العيد وباقي أيام الإجازة.

اتصالات طارئة

يضطر أخصائي الباطنية الدكتور ماجد الحكمي إلى فتح مركزه الطبي -في الحصبة شمال العاصمة صنعاء- يوم العيد بعد أن يتلقى اتصالات من الجيران والمعارف ممن أصيبوا بتسمم غذائي يطلبون المساعدة.

يقول -لـ المجلة الطبية- “أفكر كل عيد بإقفال تلفوني لكن ضميري الطبي يمنعني عن ذلك، فرغم أنها فترة إجازتي التي يجب أن ارتاح فيها إلا أنني اضطر لفتح المركز تحت إلحاح واتصالات المرضى ولو لأوقات قصيرة”.

وحول أنواع التسمم يبيّن الحكمي أن الأنواع تختلف بحسب سبب الإصابة ومناعة المصاب، فهناك من يمكن تجاوز الإصابة بعد ساعات أو أيام قليلة -من يوم إلى يومين- وهناك من يحتاج إلى عناية لأكثر من أسبوع.

وأفاد بأن كبار السن والأطفال هم الأكثر تعرضا لخطر الإصابة بالتسمم الغذائي نتيجة لضعف المناعة، مؤكدا أن بعض الإصابات قد تؤدي إلى الوفاة أو التأثير على الكلى.

وفي ختام حديثه نصح الأهالي بضرورة طباخة الأطعمة بشكل جيد، والحرص على نظافة الأكل وغسل الفواكه والخضروات بشكل جيد، وفي حال كان مستوى الألم خفيفا ولا يحتاج لاستشارة الطبيب، يفضل التخفيف من الأكل مع الامتناع عن شرب القهوة والمشروبات الغازية والمنبهة التي تحتوي على الكافيين، مع تناول بعض المشروبات الطبيعية مثل الليمون والنعناع.

أما في حالة استمرت حالة القيء والإسهال والشعور بالعطش الشديد والدوار وارتفاع درجة الحرارة فهذا يعني أن الجسم يفقد السوائل، فبحسب الحكمي، لابد من اللجوء إلى المستشفى للحصول على العلاج المناسب والرعاية الطبية اللازمة.

ورغم تكرر الإصابات بالتسمم الغذائي في الأعياد إلا أننا لم نجد لدى الجهات الرسمية إحصائيات بعدد الإصابات سواء في الأعياد أو طوال السنة، وكل ما حصلنا عليه من أرقام كانت مجرد تقديرات الأطباء أو عاملين في المستشفيات.

أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب

Exit mobile version