المجلة الطبية

ألعاب عيدية حولت فرحة أطفال اليمن إلى معاناة

-

ألعاب عيدية حولت فرحة أطفال اليمن إلى معاناة

المجلة الطبية_ دعاء المطري |

فقد بشار محمد -9 سنوات- ثلاثة أصابع من يده اليمنى في عيد الفطر قبل الماضي؛ إثر انفجار مفرقعة أخذها من يد صديقه دون أن يدرك بأنها مشتعلة، ليتم إسعافه إلى المستشفى اليمني الألماني جنوب غرب العاصمة صنعاء، فاقداً للوعي نتيجة لفقدانه الكثير من الدم.

يقول والد الطفل “ظل ابني ينتظر نمو أصابعه لفترة قبل أن نتمكن من إقناعه تدريجياً بأنها لن تنمو وبأنه فقدها إلى الأبد” وهذا ما تسبب له بأزمة نفسية لازمته لعدة أشهر.

وفي مشهد آخر؛ تعرض يحيى سامي -10سنوات- في أول أيام العيد قبل الماضي إلى إصابة في عينه نتيجة حبة خرز “كرة بلاستيكية صغيرة” انطلقت من مسدس خرز “لعبة” وجهها إليه صديقه أثناء اللعب.

وبحسب أحد أقارب الطفل؛ تم نقله في حالة طارئة إلى مستشفى الجمهوري في العاصمة صنعاء وعند الكشف عليه اتضح تضرر قرنية العين مما أدى إلى تلفها بشكل كامل، مؤكدا في تصريح -لـ المجلة الطبية- أن الأطباء قرروا إجراء عملية زراعة عدسة صناعية بدل العدسة الطبيعية، وهذا ما تم.

يستقبل الأطفال العيد بملابس جديدة وبهجة كبيرة.. يجمعون المال “عسب العيد” ويصرفونه كما يحلو لهم إلّا أن غياب الرقابة وانتشار ألعاب خطرة قد تزرع الألم في قلب الفرحة.

تعج السوق المحلية بالألعاب الخطرة سواء التي تأتي على شكل أسلحة كـ “المسدس والقناصات والكلاشنكوف ” ذخيرتها من حبات الخرز “كرات بلاستيكية صلبة” أو المفرقعات التي تأتي على شكل بازوكا وصواريخ و”طماش” وتلحق أذى كبيراً بالأطفال خاصة في منطقة الوجه واليدين.

قد يهمك..التسمم الغذائي بعد رمضان.. الأسباب وطرق العلاج

وبحسب رئيس قسم العيون في المستشفى الجمهوري بصنعاء الدكتور عبدالله البحم تتراوح عدد الإصابات في العيون التي تحدث بسبب “المسدس الخرز” خلال إجازات العيد بين “15 إلى 20” إصابة في اليوم، معظمهم من الأطفال، مؤكدا في حديثه -لـ المجلة الطبية- أن مجمل عدد الإصابات في نهاية أسبوع العيد تتراوح بين “105- 140 ” إصابة.

وأوضح الدكتور البحم أن مستوى حجم الأضرار التي تخلفها هذه الألعاب على العيون يختلف بحسب شدة الإصابة ومكانها ونوع اللعبة، مبينا أن منها ما تتسبب في إتلاف العين وفقدان النظر بشكل كامل، ومنها ما يتطلب استبدال القرنية، بالإضافة إلى إصابات تؤدي إلى تحرك المياه البيضاء في العين ونقص النظر.

أطفال يمنيين يلعبون بألعاب نارية خطيرة “مسدسات خرز”

وطالب المؤسسات الحكومية بمصادرة جميع الألعاب الخطيرة من الأسواق محملا الأهالي والدولة مسؤولية حماية الأطفال من هذه الإصابات التي ” تؤثر على المستقبل الصحي والمهني للأطفال بشكل عام” مشيراً إلى أن الأهالي معنيون بدرجة أساسية في حماية الأطفال لأنهم من يمنحونهم المال لشراء الألعاب ولا يمنعونهم من اقتنائها أو يقومون أي نوع من التوعية لأطفالهم عن مخاطرها.

وفي سياق متصل أكد استشاري ومدير مركز الحروق بالمستشفى الجمهوري الدكتور صالح مسعد الحيضاني أن نسبة الإصابات بالحروق نتيجة للألعاب النارية تتراوح من (4 – 5)% من حالات الحروق التي يستقبلها المركز بشكل عام.

وأوضح في حديثه -لـ المجلة الطبية- أن الحروق الناتجة عن هذه الألعاب عادةً ما تكون حروق من الدرجة الثانية والثالثة مصاحبة لجروح مختلفة العمق وقد يصاحب ذلك بعض الكسور.

وأفاد بأن معظم الإصابات تكون في اليدين وغالبا ما يتم معالجة معظم الحالات في قسم الطوارئ غير أن بعضها تحتاج إلى تدخل جراحي يصل أحيانا إلى “بتر بعض الأطراف”، مطالبا الجهات المختصة بوضع حل لتجنيب الأطفال مثل هذه الإصابات.

 تكرار الحوادث دفع مصلحة الدفاع المدني في صنعاء إلى التحذير من مخاطر الألعاب النارية التي تنتشر خلال الإجازات العيدية على صحة الأطفال والمجتمع بشكل عام.

وبحسب وكيل المصلحة العميد عبدالكريم معياد يتعرض عشرات الأطفال لإصابات بعضها خطيرة جدا نتيجة الألعاب النارية سواء المفرقعات “الطماش” بأنواعها أو ألعاب المحاكية للأسلحة والتي تطلق حبات الخرز.

وأضاف في تصريح -لـ المجلة الطبية- أن الألعاب النارية تتسبب أحيانا، في إشعال حرائق ينتج عنها إصابات بشرية وأضرار اقتصادية تلحق بممتلكات الأهالي، مطالبا بتكاتف الجهود بين المؤسسات الحكومية والأهالي لمنع وصول هذه الألعاب إلى أيدي الأطفال.

طفل يمني يعاني من إصابة بأحد الألعاب النارية التي تنتشر غالباً في الأياد

إقرأ أيضاً..مدخنون في الدقائق الأخيرة قبل الإفطار

ويحصل الأطفال على هذه الألعاب من البقالات المنتشرة في الأحياء السكنية مقابل مبالغ متفاوتة بحسب نوع اللعبة وحجمها، وهنا يؤكد مالك إحدى البقالات مستور صالح -اسم مستعار- أن الإقبال على المفرقعات والألعاب الأخرى كـ “المسدسات، الكلاشنكوف، القناصات، البوازيك” كبير خاصة في الأعياد والمناسبات كالأعراس.

وقال في حديثه -لـ المجلة الطبية- “نعم هناك مخاطر من هذه الألعاب وكانت الحكومة سابقا قد منعت تداولها ونفذت حملات ميدانية لمصادرتها” غير أنها في السنوات الأخيرة لم تقم بأي إجراء لمنعها، مشيرا إلى أن مبيعاتها تحقق أرباحا كبيرة.

وأضاف “نحصل عليها من تجار الجملة وأماكنهم معروفة للجميع”.

أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب

Exit mobile version