إحياء اليوم الدولي لإنهاء “ناسور الولادة” واستعادة كرامة المرأة
mohammed alghobasi
-
إحياء اليوم الدولي لإنهاء “ناسور الولادة” واستعادة كرامة المرأة
المجلة الطبية_خاص| تحيي الأمم المتحدة ، في الـ23 من مايو سنوياً، اليوم الدولي للقضاء على ناسور الولادة، بهدف “إنهاء الناسور، واستعادة كرامة المرأة”.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اختارت في ديسمبر 2012 يوم 23 مايو يوما للاحتفال باليوم الدولي للقضاء على ناسور الولادة سنويا لزيادة الوعي وتكثيف الجهود الرامية إلى إنهاء هذا المرض. ويتسبب ناسور الولادة بتدمير حياة نساء كثيرات، ويتركهن أسيرات للشعور بالخجل والمعاناة، وقد يصل الأمر إلى نبذهن من قبل أسرهن ومجتمعهن. ويحدث الناسور الولادي نتيجة الولادة الطويلة والمتعسرة، وهو أحد مضاعفات الحمل التي يمكن تجنبها ومعالجتها.
وقالت مديرة وحدة الناسور الولادي بمستشفى الثورة العام في صنعاء، الدكتورة خولة اللوزي، في تصريحات سابقة لـ”المجلة الطبية”.. إن التوعية المجتمعية بمخاطر هذا المطر مهمة جداً وركن أساسي في مواجهته والتصدي له والتخفيف من ويلاته على النساء المصابات، مشيرة إلى أنه أصبح يسمى ا”المرض الصامت”.. لأن المصابة لا تجرؤ على الحديث عنه، كما أن أكثر من 90% من النساء المريضات يتعرضن للطلاق، مما يؤثر على حالتهن النفسية.
وفي حين شددت الدكتورة اللوزي على حاجة النساء المصابات بالناسور الولادي إلى الدعم والمساندة الأسرية والمجتمعية.. كي يستطعن مواجهة المرض بشجاعة، أكدت أن المئات من المصابات في اليمن خضعن لعمليات جراحية في مستشفيات صنعاء وعدن على أيدي طبيبات متخصصات أو جراحين تم استدعاؤهم من الخارج من قبل صندوق الأمم المتحدة للسكان.
وفي ذات السياق، تقول مدير الصحة الإنجابية في وزارة الصحة العامة والسكان لـ “المجلة الطبية” زينب البدوي.. إن صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) يواصل دعم النساء المصابات من خلال التدخل الجراحي عبر وحدتي علاج الناسور في مستشفى الثورة ومستشفى السبعين بصنعاء ومستشفى الصداقة التعليمي في عدن.
ويعد المخاض الطبيعي المتعسر لأيام متتالية من دون الحصول على التدخل الطبي اللازم.. في مقدمة العوامل مساهمة في تطور ونشأة هذه المشكلة الصحية وتشير الإحصائيات الرسمية للأمم المتحدة إلى أن غالبية النساء اللاتي يصبن بناسور الولادة يستمر المخاض لديهن بمعدل 3.8 أيام. ويعرّف صندوق الأمم المتحدة للسكان ناسور الولادة بأنه.. “إصابة أثناء الولادة أهملت إلى حدٍ كبير، رغم أثرها المدمر على حياة الفتيات والنساء المتضررات.. تحدث غالباً نتيجة ولادة متعسرة لفترات طويلة بدون تدخّل طبي عاجل في الوقت المناسب، وإجراء جراحة قيصرية طارئة”.
ويشير الصندوق إلى أن “الضغط المتواصل من رأس الجنين على عظام حوض الأم يضر بالأنسجة الرخوة.. ويخلق ثقباً أو ناسوراً بين المهبل والمثانة وبين المهبل والمستقيم (الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة يمتد حتى فتحة الشرج)”. ويضيف” وهذا الضغط الشديد والمتواصل على الأنسجة يمنع تدفق الدم إليها ويصيبها بضرر بالغ ويحدث ثقباً فيها ويسبب تآكلها مع مرور الوقت.. وفي النهاية تنزلق الأنسجة الميتة مسببة ناسوراً يسرّب البول أو البراز باستمرار عن طريق المهبل”.
وبحسب الأمم المتحدة هناك نوعان من ناسور الولادة، الأول هو الأكثر شيوعاً يحصل في المنطقة الواقعة بين المثانة والمهبل. والثاني الأقل شيوعاً ويحصل في الأنسجة بين المستقيم والمهبل. والجدير بالذكر أن المرأة المصابة بالنوع الثاني من ناسور الولادة تكون على الأرجح مصابة بالنوع الأول أيضاً.
ويمكن لجائحة كوفيد-19 أن تؤدي إلى حدوث 13 مليون حالة زواج أطفال إضافية على مستوى العالم لم تكن لتحدث لولا ذلك بين عامي 2020 و 2030. كل هذه المسائل يمكن أن تؤثر على معدل حدوث ناسور الولادة.بحسب تقديرات الصندوق.
وقام صندوق الأمم المتحدة للسكان بصفته قائد الحملة العالمية للقضاء على ناسور الولادة، حتى الآن.. بتقديم الدعم المباشر لأكثر من 113000 عملية جراحية لعلاج الناسور الولادي للنساء والفتيات، كما دعمت الوكالات الشريكة آلاف العمليات الأخرى. وتساعد هذه العلاجات على استعادة الناجيات الصحة والأمل والكرامة والحياة الكريمة.