د. عبدالسلام مبروك حازب
يمثل فيروس الكبد الوبائي أحد التحديات الصحية في اليمن إذ تسجل نسبة المصابين بالمرض ارتفاعا متصاعدا خلال السنوات القليلة الماضية.
ويحذر الأطباء والمختصون من تفشي المرض أوساط فئة الشباب التي يعتمد عليها المجتمع في البناء والإنتاج.
ويقول خبراء إن أسباب تفشي هذا الداء ترجع إلى عوامل مختلفة أهمها ضعف الوعي الصحي وغياب الرقابة على المرافق الطبية.. وأماكن أخرى يمكن أن ينتقل الفيروس من خلالها بالإضافة إلى قلة وسائل التشخيص وشحة الإمكانيات. ونقص في تدريب الأطباء حديثي التخرج على وسائل التشخيص الحديثة التي تمكنهم من اكتشاف المرض في وقت مبكر، وهي عوامل أدت إلى تدهور حالة مرضى الكبد في بلادنا.
قد يهمك..الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراض الكبد وطرق الوقاية منها
أضف إلى ذلك حالة الحرب والحصار التي تعاني منها بلادنا منذ أكثر من ست سنوات وكان لها الأثر الكبير بشكل مباشر وغير مباشر.. في تردي وسائل الرعاية الصحية ونقص كبير في الأدوية الخاصة بأمراض الكبد وما ترتب عليه من ارتفاع جنوني في أسعارها. كل ذلك فاقم من المشكلة وزاد الوضع سوءا.
وتشير التقديرات إلى أن نسبة المصابين -في بلادنا- بفيروس الكبد سي حوالي 3%، فيما بلغت النسبة لفيروس بي 15-20% من عدد السكان.
وحسب العديد من الاستشاريين وأخصائيي أمراض الكبد في بلادنا.. فقد حدثت خلال السنوات الماضية تطورات كبيرة في مجال تشخيص وعلاج أمراض الكبد.. فقد ظهرت أدوية جديدة بفعالية عالية وبدون مضاعفات خصوصا لعلاج فيروسي الكبد بي و سي .
وأظهرت بعض الدراسات في بلادنا نسبة نجاح وأمان عالية لاستخدام أدوية الكبد الحديثة بالإضافة إلى إمكانية استخدامها لكبار السن والمصابين بتليف الكبد.
إقرأ أيضاً..ندوة علمية توصي بإنشاء المركز الوطني لأمراض الكبد
هذه الأدوية ساهمت بشكل كبير في حماية المصاب من أي مضاعفات مستقبلية للفيروس وفي منع انتقال الفيروس إلى غير المصابين.
القضاء على أمراض الكبد والجهاز الهضمي في اليمن يحتاج إلى تكاتف الجهود الرسمية والشعبية والتعاون مع منظمات المجتمع المدني.. والمنظمات الدولية المهتمة في إطار عمل واحد وموجه إلى أماكن الضعف والقصور للتخفيف من وطأة هذه المشكلة على بلادنا وللوصول إلى مجتمع أكثر أمنا وسلامة.
-
طبيب عام