استراليا تكشف عن مكان اختباء المرض الذي يهدد ثلثي سكان اليمن
المجلة الطبية|
ما يزال وباء الملاريا يهدد حياة ثلثي سكان اليمن، إذ يتراوح متوسط إجمالي الحالات المبلغة عن طريق نظام الترصد الوبائي بين 150 إلى 160 ألف حالة مؤكدة سنوياً.. بحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة خلال آخر ثلاث سنوات عن وزارة الصحة.
و تشكل منطقة تهامة أو ما يعرف بالساحل الغربي أو الشريط التهامي أكثر من 80% من العبء المرضي.. بحسب مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا في وزارة الصحة بصنعاء، الدكتور ميثاق السادة. وهي نسبة أقرب إلى ما ذكرته الهجرة الدولية لها في 2020 بأن نحو 90 بالمائة من حالات الملاريا توجد في منطقة تهامة، والتي تُعرف أيضا باسم السهل الساحلي لشبه الجزيرة العربية على البحر الأحمر.
قد يهمك..الملاريا في اليمن.. تهديد ضاعفته الجائحة
وفي هذا السياق حقق فريق من العلماء الاستراليين فوزاً جديداً يضاف إلى سلسلة الاكتشافات التي تعيد تعريف فهمنا للملاريا.. وهو المرض الذي يهدد حياة الإنسان وينتقل عن طريق البعوض ويصيب الملايين حول العالم.
وبحسب “ساينس أليرت” فقد توصلت دراسة تصويرية جديدة إلى أدلة تكشف أن طفيليات الملاريا تتجمع وتتراكم في الطحال، في الأسبوع الأول أو إلى أن تنتشر العدوى.
الدراسة الاسترالية الجديدة التي نشرت في المجلة الطبية الأمريكية “PLOS Medicine” اكتشفت طفيليات الملاريا.. وخاصة من نوع Plasmodium vivax “المتصورة النشيطة” الكامنة في طحال الأشخاص المصابين بعدوى الملاريا المزمنة بكميات “كبيرة بشكل مدهش”.
وأكدت الدراسة بحسب الأدلة الناشئة أن الطحال قد يؤوي خزانا لتكاثر طفيليات Plasmodium “المتصورة وحيدة الخلية”.. وأيضا، من خلال توضيح خطوة أخرى في دورة حياة طفيلي الملاريا، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إعادة التفكير في استراتيجياتنا الحالية لاستئصال المرض.
إقرأ أيضاً..السادة يوضح القاعدة الذهبية ليمن خال من الملاريا
ويقول جون وودفورد، باحث الأمراض المعدية في QIMR (معهد بيرغوفر للبحوث الطبية في أستراليا).. “من خلال إجراء هذه الدراسة التصويرية الجديدة على المشاركين الذين يخضعون لعدوى تجريبية بالملاريا، تمكنا من النظر إلى ما يحدث داخل أعضاء معينة خلال المراحل الأولى من عدوى مرحلة الدم”.
وبدأ العلماء يشتبهون في أن طفيليات P. vivax قد “تتحرك” نحو الطحال، أكثر من كونها تطفو حول مجرى الدم.. لأن الطحال يحتوي على الكثير من خلايا الدم الفتية، التي تسمى الخلايا الشبكية، والتي يمكن أن تصيبها P. vivax.
ووجد وودفورد وزملاؤه دليلا على أن طفيليات الملاريا تتراكم في الطحال بعد فترة وجيزة من الإصابة بالملاريا التي أحدثوها في متطوعيهم.. في ظل ظروف تجريبية خاضعة للرقابة، وأكثر من ذلك مع P. vivax مقارنة بـP. falciparum “المتصورة المنجلية” وهي أخطر أشكال طفيليات Plasmodium التي تسبب الملاريا في البشر.
وفي حين أن P. falciparum كانت محور التركيز الرئيسي حتى الآن لعلاج الملاريا وجهود القضاء عليها، فإن P. vivax هي التي تسبب عددا متزايدا من حالات العدوى بالملاريا، والعديد منها مزمن وبعضها مميت.
واستخدم العلماء الاستراليون التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.. لقياس امتصاص مادة السكر ذات العلامات الفلورية في ثلاثة أعضاء – الطحال والكبد ونخاع العظام – وحجم كل منها، قبل أسبوع تقريبا وبعد الإصابة.
وزاد استقلاب الجلوكوز، وهو علامة على الخلايا النشطة التي تستهلك الطاقة، في غضون 11 يوما من الإصابة.. وكان هذا أكثر وضوحا في مجموعة P. vivax، مقارنة بالمصابين بـP. falciparum.
وأشار فريق البحث إلى أن وجود مقصورة خفية في الطحال يؤثر على فهمنا لعلم الأحياء الأساسي وعلم الأمراض لهذا الطفيل الشائع.. وقد يكون له آثار عند تطوير علاجات مضادة للملاريا.
وبصرف النظر عن الأدلة الإضافية التي توفرها هذه الدراسة على طفيليات Plasmodium في الطحال.. فإنها تشير أيضا إلى أن تصوير الجسم بالكامل يمكن أن يكون أداة مفيدة لدراسة عدوى الملاريا.
أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب
Source : https://alttebiah.net/?p=15775