المجلة الطبية

يمنيون يروون تجربتهم مع الجرعة الأولى من لقاح كورونا

-

يمنيون يروون تجربتهم مع الجرعة الأولى من لقاح كورونا

المجلة الطبية_ عبدالملك الجرموزي|

كانت الساعة تشير الى الحادية عشرة والنصف من ظهيرة يوم الأحد 30 آيار/ مايو، عندما تلقى مدير البرامج للمنظمة الألمانية فريدريش ايبرت في اليمن، محمود قياح، الجرعة الأولى من لقاح استرازينيكا البريطاني ضد فيروس كورونا في مركز الثورة للأمومة والطفولة بمنطقة المعسل في مدينة تعز، جنوب العاصمة صنعاء.

ظهرت على قياح، بعض الأعراض الجانبية، كالحمى وآلام في المفاصل، لكنه في اليوم الثاني لأخذ اللقاح، استخدم قرصين (باراسيتامول)، وقرص في اليوم الثالث، لتختفي تلك الأعراض، التي لم تظهر على عدد من أصدقائه ممن كانوا برفقته “لم تظهر عليهم أي أعراض جانبية، وقد استخدموا مسكنات الألم مباشرة بعد التطعيم” حد قوله.

قياح وصف -في حديثه لـ المجلة الطبية- المعلومات المتداولة في بعض المواقع الإلكترونية عن أضرار اللقاح الخاص بـ”الشائعات الكاذبة”، ونصح الأهالي بالإقبال على أخذ اللقاح لأنه “وسيلة وقاية من الوباء متوفرة مجاناً”، خاصة وقد أخبره الأطباء بأن ” الأعراض الجانبية التي أصابتني طبيعية “.

قد يهمك..اليمنيون يتخلصون من مخاوفهم تجاه لقاح كورونا

 يلعب مستوى الوعي دورا كبيرا في مواجهة الشائعات والمعلومات المضللة، فبينما يعزف الكثير من المواطنين عن الذهاب إلى مراكز التطعيم في مناطقهم، انتهز الصحفي والمدرب الاستقصائي محمد جهلان، تواجده في محافظة تعز، لأخذ لقاح كورونا، الذي لا يتواجد في صنعاء مكان إقامته الدائم.

وبينما شعر جهلان ببعض الأعراض الجانبية للقاح عندما قال -لـ” المجلة الطبية”- بأنه لم يشعر بهذه الأعراض في اليوم الأول من حصوله على اللقاح باستثناء حمى خفيفة، وفي اليوم التالي “شعرت بحمى متوسطة وتوعك وإنهاك، لكن هذه الأعراض انتهت تماماً ثالث أيام أخذ اللقاح”.

 

مدير البرامج للمنظمة الألمانية “فريدريش آيبرت” في اليمن، محمود قياح، خلال تلقيه الجرعة الأولى من لقاح استرازينيكا ضد فيروس كورونا في محافظة تعز

 ولم تشتك الإعلامية منى صفوان من أي أضرار جانبية، وحثت في منشور كتبته على صفحتها في الفيس بوك يوم الأحد الماضي، على التلقيح ضد فيروس كورونا.

على عكس قياح وجهلان وصفوان، ترفض الخمسينية أنيسة التطعيم، بسبب مخاوفها من الأضرار الجانبية للقاح، حيث قالت -لـ المجلة الطبية- ” طالما وأني لم أصب بكورونا حتى الآن، فهذا دليل أن مناعتي قوية، ولا حاجة لي بالتطعيم”.

وكانت حملة التطعيم ضد كورونا انطلقت في 20 نيسان/ أبريل الماضي، في أربع محافظات يمنية (تعز، مارب، عدن، حضرموت) وخلال الأسابيع الأولى للحملة تحدث مختصون في مراكز التطعيم -لـ المجلة الطبية- عن ضعف الإقبال، غير أن ذلك لم يستمر طويلا.

 ورغم أن نسبة الإقبال تغيرت منذ منتصف أيار/ مايو الماضي، عندما شهدت المراكز إقبالاً كبيراً، إذ كان لاشتراطات السلطات السعودية -المتعلقة بضرورة حصول الراغبين في الدخول إلى أراضيها على شهادة التطعيم- دورا كبيرا في توافد المئات إلى مراكز التطعيم، إلا أن الشائعات والأخبار المضللة التي رصدتها “المجلة الطبية” ما تزال تثبط من إقبال المواطنين على اللقاح.

حيث يتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات مضللة منها أن الشخص الذي سيحصل على اللقاح سيصاب بالفيروس، أو سيُلزم الشخص الملقح الدخول في حجر صحي، بالإضافة إلى شائعات حول عدم مأمونية اللقاح وقدرته على تغيير الحمض النووي، مثل هذه الشائعات لم تنتشر في اليمن فقط بل في كثير من الدول العربية رغم التطمينات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.

مشكلة وعي

يرى المتخصص اليمني في علم الأحياء الدقيقة والمناعة السريرية، المتواجد في كندا، الدكتور غلام ضبعان، “إن سبب مخاوف الناس من اللقاح الخاص بكورونا، عدم إيمانهم بالمرض أولاً، ثم باللقاح ثانياً”.

معتبراً أن ذلك “مشكلة وعي، ودولة، ووزارة الصحة. باختصار مشاكل معقدة نعرفها جميعنا”.

الصحفي والمدرب الاستقصائي محمد جهلان أثناء تلقيه جرعة اللقاح الخاص بكورونا في مركز الثورة للأمومة والطفولة بمحافظة تعز

وأكد الدكتور ضبعان في تصريحات -خص بها “المجلة الطبية”- “أن لقاح استرازينيكا آمن”، مشيراً إلى أن “حالات نادرة جداً، حدثت لها تجلطات دموية، لكنها لا تنقص من كون اللقاح آمنا ومطلوبا”.

وشدد على ضرورة أخذ الجرعة الثانية من اللقاح، لأن الجرعة الأولى لا تكفي”، وانتقد المعلومات الخاطئة التي يروج لها الإعلام حول اللقاح قائلاً:” كارثة كورونا واللقاحات جزء منها الإعلام”.

ماذا يقول الخبراء؟

قام تطبيق COVID Symptom Study -وهو مبادرة غير هادفة للربح تم إطلاقها في مارس 2020 لدعم أبحاث COVID-19 الحيوية. تم إنشاء التطبيق من قبل أطباء وعلماء يعملون بالشراكة مع شركة العلوم الصحية ZOE. مؤخراً- بتجميع وتحليل عمليات إرسال البيانات لتحديد الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا للقاح استرازينيكا، بحسب ما أوضح فريق الخبراء القائمين على التطبيق الذين اعتبروا إنه” من الطبيعي تمامًا ومشجعًا بالفعل تجربة الآثار الجانبية للقاح”.

وبحسب التطبيق الذي يعمل على يتم توفير التحليل العلمي من قبل University King’s College London وبدعم من وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية في إنجلترا. ولديه أكثر من 4 ملايين مساهم على مستوى العالم وهي أكبر دراسة مستمرة في العالم حول كورونا، أشار خبراء إلى أن اللقاحات تعمل من خلال استخدام نسخة غير ضارة من فيروس كورونا SARS-CoV-2 لتدريب جهاز المناعة، لذلك عندما نواجه الفيروس بشكل حقيقي يمكننا محاربته، وأنه يمكن أن تشعر “استجابة التدريب” هذه إلى حد ما بالتأثيرات التي نحصل عليها عندما نكافح عدوى حقيقية.

ويشار إلى أن حالات التجلط الدموي المرصودة في الدول الأوروبية هي 37 حالة (15 حالة تجلط في الأوردة العميقة، 22 حالة من التجلط الرئوي) من أصل 17 مليون مواطن تلقوا اللقاح وهو عدد أقل بكثير مما هو متوقع حدوثه بشكل طبيعي في عموم المجتمع.

ومن خلال تتبع المستجدات العالمية فإنه لا توجد دول غير أوروبية أوقفت استخدام لقاح استرازينيكا والذي يستخدم تحت مظلة كوفاكس وما زالت دول أخرى مثل كندا والسعودية والمغرب واستراليا والعديد من الدول الأفريقية تستخدم هذا المطعوم.

إقرأ أيضاً..لقاح كورونا.. هوية جديدة تشترطها السعودية على مغتربي اليمن

وتشير بيانات تطبيق COVID Symptom Study إلى أنه من الشائع تجربة تأثيرات موضعية مثل الألم أو التورم أو الاحمرار أو الحكة في موقع الحقن أو تورم الغدد (العقد الليمفاوية) في الإبط.

وأفاد الباحثون أنه وعلى الرغم من أن اللقاحات قد تجعلك تشعر بالضيق، إلا أن كل هذه التأثيرات هي علامة على أن نظام المناعة لديك يبدأ في العمل لحمايتك من الفيروس، وفي الوقت نفسه، منبهين إلى عدم القلق في حال لم تشعر بأي من هذه الآثار بعد اللقاح، فالجهاز المناعي سيظل يتعلم كيفية الاستجابة للفيروس.

“استرازينيكا” في اليمن

تسلم اليمن في نهاية آذار/ مارس الماضي، أول شحنة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وهي عبارة عن 360 ألف جرعة من لقاح استرازينيكا تم شحنها عبر آلية “كوفاكس”، وذلك بعد أسبوع من توصية لإعلان “حالة الطوارئ” إثر ارتفاع عدد الإصابات في البلد الغارق بالحرب.

وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” في بيان على موقعها إنّ اللقاحات وصلت إلى مدينة عدن جنوبي اليمن، وهي “الدفعة الأولى من 1,9 مليون جرعة سيحصل عليها اليمن مبدئيا خلال العام 2021”.

وبحسب البيان، تسلم اليمن أيضاً 13000 صندوق لحفظ اللقاحات و 1,300,000 من الحقن “اللازمة لبدء حملة التطعيم بشكل آمن وفعال”.

وكانت الموجة الثانية من فيروس كورونا بدأت في اليمن في آذار/ مارس 2021، وأكدت الأمم المتحدة في بيان لها منتصف أبريل الماضي، تضاعف عدد الحالات المصابة بالفيروس.

كما شدد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) على ضرورة أن يتلقى اليمن من خلال برنامج “الوصول العالمي للقاحات كوفيد-19” (كوفاكس) 14 مليون جرعة من لقاحات كورونا، والتي يمكن أن تغطي 23 % من سكان اليمن.

وكانت اليمن قد حددت خطة التلقيح، بتسمية الفئات ذات الأولوية خلال المرحلة الأولى وهي: العاملون في الرعاية الصحية، والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاماً، والمصابون بأمراض مصاحبة، بالإضافة إلى الفئات الاجتماعية غير القادرة على ممارسة التباعد الجسدي (النازحون داخلياً واللاجئون).

أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب

Exit mobile version