الدكتور الجحدري: المهق مرض غير معدٍ ونظرة المجتمع للمرض خاطئة
نسبة المرضى في اليمن 1 لكل 100 ألف شخص
تضاعف نظرة المجتمع القاصرة من معاناة المصابين بمرض المهق ما قد يتسبب في عزلهم عن محيطهم نتيجة للوصمة المجتمعية.
يؤكد أخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية في مستشفى الكويت بالعاصمة صنعاء الدكتور محمد حسين الجحدري أن المهق مرض غير معدٍ ولا خطر من مخالطة المصابين به.
ونصح -في حديثه لـ المجلة الطبية- المصابين بتجنب أشعة الشمس واستخدام بعض الكريمات للحفاظ على سلامة البشرة.
حوار/محمد غبسي|
– بمناسبة اليوم العالمي لمرض المهق ما هو التعريف العلمي لهذا المرض؟
المهق مرض وراثي نادر ناتج عن اضطراب كيميائي وخلل في نشاط خلايا الميلانوسايت المنتجة للون الجلد، والذي يظهر على بشرة الجلد والشعر والعينيين، والمهق ليس مرضًا واحدًا كما قد يعتقد البعض، وعادة ما يطلق مصطلح المهق على مجموعة من الأمراض الوراثية التي قد تصيب الجسم وتسبب نقصًا في إنتاج صبغة الميلانين أو انعدام وجودها بشكل تام في مناطق معينة من الجسم مثل: البشرة، والشعر، والعيون.
– ما أسباب المهق.. وهل يعتبر مرضاً خطيراً؟
ينجم المهق نتيجة حدوث طفرة أو خلل ما في الجينات المسؤولة عن إنتاج الميلانين بواسطة الخلايا الصباغية في كل من الجلد والشعر والعينين، وهذه الطفرة قد تؤدي إلى انعدام إنتاج صبغة الميلانين بشكل كلي أو تقليل كميته، ويعد القصور في خلايا الميلانوساتي المنتجة لمادة الميلانين التي تنتج اللون الطبيعي للجسم من أسباب الإصابة بالمهق.
وتكمن خطورة هذا النوع النادر من الأمراض الجينية في أن المهق قد يتسبب بظهور مضاعفات صحية خطيرة نتيجة نقص أو انعدام إنتاج صبغة الميلانين.
– ما هي أنواع المهق؟
هناك نوعان من المرض، نوع يؤثر على جميع مناطق الجسم بما في ذلك العينين ونوع يؤثر فقط على العينين، وكلاهما يصيب المريض وقت الولادة، الأول هو “المهق العيني” أو البصري وتكون صبغة الميلانين قليلة أو معدومة في العيون فقط، وتقتصر مشكلات ومضاعفات المرض على العينين فقط.
أما الثاني فهو “المهق الجلدي البصري” وبه تتأثر مناطق مختلفة من الجسم بنقص أو انعدام صبغة الميلانين مثل: الشعر والعيون والجلد وقد تمتد مضاعفات المهق لتشمل مناطق مختلفة من الجسم.
– ما هي أعراض المهق؟
تغير في لون البشرة والشعر ولون العينين وغياب اللون في البشرة ويكون المريض عرضة لحروق الشمس وسرطان الجلد، إضافة وبالرغم من كونه غير معدٍ إلا أنه يستمر مدى الحياة، وهناك أعراض أخرى مثل المهق البصري على العينين الذي يعطي العينين لوناً أزرقاً مما يؤثر على البصر.
وقد يحدث غياب تام للصبغة واللون الطبيعي في إحدى مناطق الجسم التي تشمل العيون والشعر والجلد.
– دمج المصابين في الوظائف كيف يؤثر على صحتهم؟
من المؤكد أن إدماج المريض في الوظائف وبالتالي انشغاله بالعمل قد يسهم ويساعد المريض في تخفيف المرض، فالاحتواء أو الدمج في العمل قد يساهم بنسبة كبيرة في العلاج وخاصة من النواحي النفسية، كما أن عملية اندماج المرضى في السلك الوظيفي يسهم بدرجة كبيرة في رفع معنويات المرضى وذلك عبر انشغالهم بأعمالهم واعطائهم الأمل واكتسابهم الثقة بأنهم أشخاص طبيعيون ويمكنهم القيام بأعمال مختلفة مثل عامة الناس.
– ما نسبة انتشار المهق في اليمن؟
نسبة المصابين في اليمن ضئيلة جدا وتكاد لا تذكر، أي نسبة واحد في المائة ألف.
– هل يتعرض المصابون بالمهق للوصمة المجتمعية وكيف يتأثرون؟
غالباً ما تكون النظرة المجتمعية للمريض المصاب بالمهق سلبية، كون المريض يعيش في مجتمع من ذوي البشرة الغامقة أو السوداء والبعض ينظر إلى المريض نظرة كما لو أنه مصاب بمسٍّ أو سحر أو أنه جاء من عالم آخر وأنه لا يجب مخالطتهم وهذا يجعل المريض عرضة للأذى والنفور من المجتمع.
– ما دور الأسرة والمجتمع والأطباء تجاه المصابين بالمهق؟
لا شك أن المصاب بالمهق بحاجة للدعم من الأسرة والمجتمع والأطباء.. إذ يجب علينا جميعا أن نبذل كل ما بوسعنا حتى يتمكن المريض من استعادة ثقته بنفسه.. ولا يجب عزله عن الأسرة.. لأن المرض ليس خطيرا وليس معديا وعلى الأطباء توعية وتثقيف المريض عن طبيعة مرضه وأعراضه وليس هناك أي خطورة على المريض أو الآخرين.
– كيف يؤثر المهق على حالة المريض النفسية؟
تأثير المهق على الحالة النفسية للمصابين نتيجة نظرة الآخرين إليهم.. وتجنب بعض الناس مخالطتهم خوفا من العدوى والإصابة بالمرض وهذه النظرة خاطئة. ناهيك عن المرضى الأطفال المصابين الذين يتلقون تعليقات قاسية من زملائهم الطلاب في المدارس.. وهو الأمر الذي قد يؤدي بالمريض إلى حالة نفسية شديدة قد تدخله في عزلة تامة في البيت، خاصة في الدول العربية والأفريقية.
لا يوجد علاج محدد له ولا يمكن تصحيح إنتاج الصبغة المنخفضة أو التطور الشاذ للرؤية المركزية ومع ذلك هناك بعض العلاجات والعمليات الجراحية التي يمكن أن تساعد في تحسين الرؤية.
– بماذا تنصح المصابين؟
من المهم جداً حماية البشرة والشعر والعين من أشعة الشمس من خلال استخدام الكريمات والنظارات الشمسية.. أما مشاكل الرؤية فيمكن اتخاذ تدابير أخرى مثل استخدام نظارات العين التي تساعد في تصحيح عيوب الرؤية التي تنشأ. واستخدام العدسات الملونة التي تساعد أيضا في علاج حساسية الضوء.
لذلك نجد أن مرض المهق العيني قد يؤثر على الصحة البصرية بطرق مختلفة.. ولا يمكن إلا لطبيب العيون تحديد العلاج المناسب لمعالجة أعراض كل مريض.