المجلة الطبية

الإدمان يغزو شباب صنعاء وهذه أهم الأسباب..!

-

الطبية/خاص:

يشكو -عبدالله الوادعي- مالك إحدى الصيدليات بأمانة العاصمة من تزايد الطلب على الأدوية المهدئة الخاصة بالأمراض النفسية بشكل ملحوظ ومخيف بدون وصفة طبية، من قبل شباب في العشرينيات من أعمارهم بعد أن تحولوا إلى مدمنين عليها وأصبحوا فريسة لكثير من الصيدليات المتاجرة بتلك الأصناف من الأدوية وبيعها بأسعار خيالية تفوق 10 أضعاف قيمتها الحقيقية.
ويقول الدكتور الوادعي في تصريح لـ”لمجلة الطبية” إن العشرات من الشباب يأتون بشكل يومي إلى صيدليته بحثاً عن الأدوية الخاصة بالأمراض النفسية وعلاج الاكتئاب كـــ” أريبيبرازول، دوكسيبين، آديرال، أوكسازيبام، مودافينيل، هالوبيريدول، ألبرازولام، أمانتادين، وغيرها “، لكنهم يخرجون من صيدليته خاليي الوفاض لأنه يرفض صرف أي من تلك الأدوية دون وصفة طبية.

وأكد الوادعي أن الكثير من الصيدليات المنتشرة في عموم مديريات أمانة العاصمة جعل من إدمان الشباب لهذه الأدوية فرصة لاستغلالهم مادياً، واعتبار الأمر تجارة رابحة بعد أن وصلت قيمة الشريط الواحد لأكثر من 1500 ريال بينما لا تتعدى قيمته الحقيقية 150 ريالاً، ناهيك عن غياب الرقابة الحكومية والرسمية، وعدم الوعي الصحي والمجتمعي بعواقب تلك الأدوية وتأثيرها سلباً على حياتهم، مبيناً أن أغلب أولئك الشباب يتعاطون تلك الأدوية أثناء مضغ القات ومزجها بمشروبات غازية أو مشروبات الطاقة لأن ذلك يشعرهم بالنشوة والارتياح.

ويضيف الدكتور الوادعي أن الاكتئاب في أوساط الشباب اليمني بات اليوم شبحاً يطاردهم بعد أن انتشر بصورة كبيرة ليحول الكثير من الأشخاص الى مرضى نفسيين، محذرا من تعرض المتعاطي للإدمان من أجل الهروب من الواقع ، وأشار الى ان البعض يتجه إلى تناول الأدوية المسكنة وأدوية علاج الاكتئاب بدافع توفير وقت خالٍ من الألم ، منوهاً بأن هؤلاء الأشخاص يشكون من أعراض متشابهة وإن اختلف نوع العقار، مثل عدم القدرة على العيش بدون هذه الأدوية، والشعور بالتعب والإجهاد والصداع إذا مر يوم دون تناول هذه الأدوية المسكنة.
ولفت إلى أن البعض يعاني من ضغوط نفسية ومعيشية تجعله يصاب بالقلق والتوتر والخوف والاكتئاب، ولذا من الطبيعي أن يكون بحاجة إلى أدوية تخلصه من هذه المشاعر السلبية التي تسيطر عليه وهي أدوية علاج الاكتئاب وتؤخذ بكميات محددة، لأن الإسراف في تناولها يؤذي الأعصاب ويقتل خلايا المخ ويؤدي إلى الإدمان، موضحاً أن الشخص الذي تعود على تناول أدوية علاج الاكتئاب أو الأدوية المسكنة لن يتمكن من العودة إلى حياته الطبيعية بعد ذلك، وسيعيش عمره كله يتناول هذه الأدوية لأن الجسم تعوّد عليها، نفس الحال بالنسبة لإدمان المخدرات والكحول.

ويؤكد الدكتور الصيدلي الوادعي أن إدمان أدوية الاكتئاب ليس أمراً هيناً، بل بالعكس فهو من الأمور الخطيرة لأن الشخص الذي يعاني من الاكتئاب والقلق والأرق لن يكون أمامه مفر من تناول هذه الأدوية من أجل التخلص من هذه الأحاسيس، ولكنه في نفس الوقت يدرك أنه لن يتمكن من ترك تناول أدوية علاج الاكتئاب حتى لو شُفي منه، لأن الجسم قد تعود علي المواد المهدئة التي تحتوي عليها هذه الأدوية.

Exit mobile version