غادرت الخمسينية فوزية خليل مدينة عدن الساحلية -التي تعاني من انقطاع متكرر للتيار الكهربائي- لتلقي العلاج من الربو في العاصمة صنعاء بعد تفاقم وضعها الصحي نتيجة ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة خلال هذه الفترة.
وكان ابنها قد اضطر لنقلها للإقامة في أحد فنادق عدن الذي تتوفر فيه الكهرباء على مدار الساعة، لكنها لم تستطع البقاء طوال الوقت في غرفتها كما أن ذلك كان مرهقا ماديا لعائلتها.
تقول -لـ المجلة الطبية- إن وضعها الصحي تحسن بعد وصولها إلى صنعاء التي ترتفع عن سطح البحر ما يقارب 2200 متر، رغم أن الطبيب لم يوص بأي أدوية إضافية واكتفى بأدوية الربو التي وصفها أطباؤها في عدن التي كانت تستخدمها في عدن التي تتجاوز درجة الحرارة فيها 40 درجة مئوية في بعض أيام الصيف، بحسب مركز الأرصاد الجوي اليمني.
وبحسب خليل فقد أوصاها الطبيب بالبقاء بعيدا، قدر الإمكان، عن الأماكن المغلقة الملوثة لأن ذلك يسبب مشاكل صحية لجهازها التنفسي.
ليست هذه المشكلة هي الوحيدة التي يعاني منها مرضى الجهاز التنفسي في فصل الصيف، فالعشرينية فدوى السنباني تتعرض للسخرية من زميلاتها في معهد الاتصالات بصنعاء نتيجة إصابتها المتكررة بالأنفلونزا الموسمية.
تقول السنباني -لـ المجلة الطبية- أن معاناتها من الزكام والتهاب الحلق في فصل الصيف أكثر منه في الشتاء “أعرف السبب جيدا فأنا من عشاق شرب الماء البارد جدا” حتى أن حقيبتها الصغيرة لا تخلو من الأدوية المتعلقة بعلاج التهاب اللوزتين ومضادات الحمى والزكام.
وتخشى من الإصابة بالتهاب رئوي وقد سبق أن حذرها الطبيب من إمكانية الإصابة نتيجة السعال المتكرر ولفترات طويلة والناتج عن الإصابة بالأنفلونزا والتهاب الحلق، حد قول السنباني.
وهنا يبين أخصائي أمراض الصدر الدكتور أمجد المسوري أن أمراض الجهاز التنفسي من ضمن الأمراض المتكررة في فصل الصيف، مثل الزكام والأنفلونزا ، والتهابات الحلق، والرئة.
وأفاد -في حديثه لـ المجلة الطبية- أن الزكام الذي يصيب البعض في الصيف أكثر صعوبة على المريض من الزكام الشتوي، مضيفا أن أحد أهم أسبابه هو التعرض فجأة لهواء بارد في حين يكون الشخص متواجد في مكان حار، بالاضافة إلى شرب الماء البارد جداً أو مخالطة المصابين بالزكام والتعرض للغبار.
وأوضح أن ارتفاع درجة الحرارة قد تتسبب في مشاكل صحية عديدة للجهاز التنفسي خاصة في الأجواء الملوثة بعوادم السيارات والمركبات فتنشط البكتيريا في جسم الإنسان مما يؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية.
الهلوسة هي كل ما يخشى منها الستيني حسن المصباحي، خوفا من أن يتحدث بكلام لا يرغب في أن يعرفه أحد، فقد مر بتجربة سابقة إثر إصابته بضربة شمس وهو يعمل في مزرعته شمال شرق العاصمة صنعاء.
يقول المصباحي -لـ المجلة الطبية- “شعرت بحرقة الشمس في رأسي قبل أذان الظهر، ولكني عاندت وأكملت حراثة الأرض فكانت النتيجة حمى وهلوسة وصداع”
بعد أن أصيب المصباحي بضربة شمس قوية اضطر أبناؤه لنقله الى مستشفى يوني ماكس الدولي شمال صنعاء وتشير الفحوصات إلى أن درجة حرارة جسمه أرتفعت الى38.7 مئوية.
(فبحسب منظمة الصحة العالمية تتراوح درجة حرارة جسم الإنسان الطبيعية عند البالغين من 36.5 إلى 37 درجة مئوية).
وهناك حصل على أدوية لخفض درجة حرارة جسمه لتعود إلى طبيعتها بالإضافة إلى محاليل وريدية “مغذيات” مناسبة .. تدريجيا تحسنت صحة المصباحي ليستعيدها بشكل كامل بعد أسبوع تقريبا ، وأكد أنه من حينها أصبح أكثر حرصا على تجنب البقاء تحت أشعة الشمس لوقت طويل مع الالتزام بنصائح الطبيب والتي من ضمنها شرب الماء بشكل مستمر.
الكبار في السن والأطفال هم الأكثر عرضة لمخاطر ارتفاع درجة الحرارة والبقاء لوقت طويل تحت أشعة الشمس، وهذا ما حدث للطفلة أمل علي،14 عاما، قبل عشرة أيام تقريبا.
تقول والدتها أن ابنتها التي تعمل في رعي أغنامهم في منطقة بني أسعد محافظة إب وسط اليمن، فقدت الوعي في المرعى، ولحسن حظها كان أحد الفلاحين بالقرب منها، وسارعوا في نقلها الى المركز الصحي في المديرية.
وبحسب حديث والدتها -لـ المجلة الطبية- فقد أثبتت الفحوصات ارتفاع درجة حرارتها إلى أكثر من 39 درجة نتيجة إصابتها بضربة شمس، بالإضافة إلى أنها لم تتناول وجبة الإفطار.
وقد حصلت على المحاليل المناسبة وبدأت في استعادة عافيتها مع الاستمرار في تناول الادوية والتغذية الجيدة التي أوصى بها الطبيب.
وفي هذا السياق يفيد الدكتور خباب المقرمي ، وهو طبيب عام يعمل في مركز بني أسعد الطبي، ان هناك عدداً من الأمراض التي تظهر في فصل الصيف منها ما يتعلق بضربة الشمس وارتفاع درجة حرارة الجسم وما يصاحبها من أعراض، وأخرى متعلقة بالجهاز التنفسي والجلد والجهاز الهضمي.
وفيما يتعلق بالجهاز الهضمي قال -لـ المجلة الطبية- “يصاب البعض بالقيء والإسهال وآلام البطن والتسمم الغذائي في فصل الصيف” وهذا ناتج عن عدوى بكتيرية وفيروسية حيث يوفر الطقس الحار الرطب بيئة مناسبة لنمو هذه الكائنات الدقيقة على المأكولات المكشوفة.
وأوصى المقرمي بضرورة الاهتمام بالنظافة، وغسل اليدين قبل تناول الطعام تجنبا للإصابة بالفيروسات والبكتيريا بالإضافة إلى عدم تناول الأطعمة إلا بعد طهيها بشكل جيد، والحرص على غسل الخضروات والفواكه قبل تناولها ، مع الإكثار من شرب الماء والسوائل والمشروبات الطازجة للحفاظ على الجسم وحمايته من الجفاف.
