المجلة الطبية

الإيجابية ودورها في رفع مناعة الجسم

-
د. أشواق القاضي

يقول ابن سيناء ” نصف الدواء في الطمأنينة ونصف الداء في الوهم “. الطمأنينة هو شعور داخلي بحب الحياة، مع الأمل بمستقبل أفضل بلا أحزان أو هموم أو كدر يعكر صفو البال.

 ولكي نصل الى هذا الحالة يجب الابتعاد عن التشاؤم، وكل ما يدعو له، لأن هذا الشعور يتحول في مرحلة ما من مجرد حالة نفسية شعورية إلى أعراض مرضية عضوية قد تظهر على هيئة لا يستطيع كشفها الأطباء.

 قد يهمك..كيف تتفادى ضربة الشمس والتسمم الغذائي في الصيف؟

ويحدث أن يعجز بعض الاطباء عن فهم طبيعة الأمر مع بعض المرضى خاصة وأن 70- 80% من مرتادي العيادات الخاصة هم أمراض سيكوسوماتك (متحور جسدي نفسي للأعراض النفسية الناجمة عن تدهور الحالة النفسية وارتباطها بالتشاؤم والسلبية بشكل كبير).

إن حب الحياة ونشر المبشرات والتركيز على الجوانب المضيئة لأي موقف صحي، من معجلات تمام العافية والوصول لذروتها في معظم الحالات.

وقد أكدت العديد من الدراسات أن الإنسان المتفائل لديه جهاز مناعي أكثر قدرة على مقاومة الأمراض، ويتمتع الشخص المتفاءل بحياة نفسية واجتماعية مستقرة تساعده على التفكير المتوازن واتخاذ القرارات السليمة في مواجهة صعوبة الحياة والأمل الدائم بمستقبل أفضل مهما كانت صعوبة الظروف المحيطة به.

وعلى عكس التفاؤل، يضاعف التشاؤم من تدهور الحالة المرضية ويعمل على إضعاف مناعة الجسم مما يساعد في بطء الشفاء وصعوبة الوصول لحالة العافية التامة مقارنة بالمتفائلين.. لذلك وجب أن نربي أنفسنا على الإيجابية والتفاؤل والأمل بقدرة الله جل جلاله.

وقد أثبتت الدراسات أن الجسد يفرز في حالة التفاؤل العديد من الهرمونات والمواد التي تعمل على رفع مناعة الجسم عن طريق زيادة خط إنتاج كريات الدم البيضاء وزيادة المواد المسؤولة عن التواصلات العصبية في حالة المرض، وإفراز مواد من شأنها أن تساعد خلايا الجسم على قتل الجراثيم ومهاجمة مسببات المرض مباشرة وهذا يعجّل في تخلص الجسم من المرض.

إقرأ أيضاً..دعوات لتغيير معدلات الخصوبة قبل تجاوز سكان العالم حاجز الـ 9 مليار نسمة

 وفي المقابل لاحظ الأطباء العكس تماما عند المتشائمين، حيث لا يقوم الجسد بإنتاج العدد المناسب من كريات الدم البيضاء المطلوبة للدفاع الجسم فيستفحل المرض، بالإضافة إلى عدم تنشيط الإفرازات الهرمونية والسيالات العصبية الناقلة بين الخلايا فيستسلم للمرض بسهولة.

 ومن جانب آخر يمنح التفاؤل والايجابية الإنسان مشاعر السعادة التي تحفز العقل على الابداع والإصرار على النجاح، وعدم الاستسلام للظروف مهما كانت صعوبتها، كما يساعده في بناء علاقات مع أشخاص يبثون روح الأمل والتفاؤل والايجابية.

وفي هذه الجزئية من المهم التنبيه الى ضرورة الابتعاد عن العلاقات السلبية التي تهدر الطاقة وتضعف مناعة الجسم، لذا نوصي باختيار الرفيق بعناية حتى تكون دائما دائرة العلاقة محاطة بالإيجابية والتفاؤل.

كما أن التفاؤل الايجابية تساعد في الحفاظ على صحة الدماغ، حيث أثبتت الدراسات أن المتفائل يتمتع بقدرة عالية على الاسترخاء تمكنه من التخلص من الشحنات السلبية المتراكمة والتي قد تعيقه عن العمل والتفكير بشكل صحيح والتمتع بذاكرة قوية وبالتالي الحماية من النسيان والخرف “الزهايمر”.

أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب

لذلك لكي نحصل على حياة جيدة يجب علينا ان نتعامل بحب مع الواقع ونسعى لتغييره إلى الافضل مع ضرورة تكرار المحاولة، وفي كل مرة نتوقع الحصول على نتائج أفضل، وسننجح في استجلاب المشاعر الايجابية من خلال الابتعاد عن الضغوطات والمشاكل والمنغصات التي تسبب الدخول في حالة الاكتئاب والقلق.

Exit mobile version