حذرت أخصائية التغذية الدكتورة منال الزبيري المواطنين من الإفراط في تناول اللحوم خلال عيد الأضحى لما قد تسببه من مشاكل صحية عديدة، خاصة لحوم الخروف بسبب احتوائها على نسب عالية من الدهون المشبعة والكوليسترول، منبهة الى أن الدهون عالية الكوليسترول قد تؤدي للإصابة بأمراض القلب والشرايين، وزيادة احتماليه مقاومة الأنسولين مما ينتج عنه ارتفاع سكر الدم.
وأوصت الدكتورة الزبيري في حديثها لـ المجلة الطبية المصابين بالأمراض المزمنة كمرضى القلب والسكري والكبد وأمراض الروماتيزم بضرورة التقليل من تناول اللحوم لتجنب مشاكل زيادة الكوليسترول والنقرس والأملاح.
وقالت “خلال تناول اللحوم يفضل إضافة سلطات الخضار إلى الوجبة وذلك لغناها بالألياف التي تمتص الدهون وتقي من الإصابة بالإمساك وتقليل التعرض لسوء الهضم”.
وفي سياق متصل شددت الدكتورة الزبيري على أهمية استبدال المياه الغازية التي اعتاد البعض على تناولها مع اللحوم خاصة في الأعياد بمشروبات أخرى كالشاي الأخضر والنعناع وغيرها من السوائل التي تقلل من حدوث الانتفاخات وعسر الهضم.
كما أوصت بشرب كميات كافية من الماء لحماية الجسم من الجفاف، وكذلك القيام برياضة المشي مع أكل فاكهة حمضية للمساعدة على الهضم وحماية الجسم من أضرار تناول اللحوم، منبهة إلى أهمية عدم النوم بعد وجبة العشاء مباشرة وذلك تجنبا للإصابة بسوء الهضم وزيادة الوزن.
ويعتبر عيد الأضحى المبارك من أهم المناسبات الدينية عند المسلمين التي تذبح فيها الاضاحي ويتناول الجميع اللحوم بشكل كبير مما قد يعرض حياة البعض لمخاطر صحية، حيث أفاد أخصائي التغذية السريرية الدكتور بندر السامعي بأن الافراط في تناول اللحوم قد يزيد من نسبة الإصابة بالالتهابات لأنها من المواد التي تفتقر الى مضادات الأكسدة.
وأوضح في حديثه لـ المجلة الطبية بان احتواء اللحوم على حمض اليوريك قد يؤدي إلى زيادة اعراض الروماتيزم وآلام المفاصل وارتفاع وظائف الكلى وظهور الحصوات.
وبالرغم من احتواء اللحوم على نسبة كبيرة من البروتين التي يحتاجها الجسم إلا أن هضم كميات كبيرة من اللحم تأخذ وقتاً طويلاً وهو الأمر الذي يصيب الجسم بحالة من التعب والشعور المستمر بالنعاس. حد قوله.
وتولي مراكز البحث والجامعات مادة اللحوم اهتمام بالغ حيث أظهرت دراسة حديثة نشرتها مجلة “كانسر ديسكفوري” (Cancer Discovery)، في 19 يونيو الماضي_ أن استهلاك اللحوم الحمراء قد يؤدي إلى تعزيز الطفرات المرتبطة بتلف الحمض النووي لدى مرضى سرطان القولون والمستقيم.
الدراسة التي أكدت وجود ارتباط جزيئي مباشر بين اللحوم الحمراء وسرطان القولون، شرحت الآلية التي تسمى “الألكلة” (alkylation)، وهو شكل من أشكال تلف الحمض النووي، وبيّنت أن هذا الارتباط أكثر مع سرطانات القولون والمستقيم التي يوجد بها نوع معين من الطفرات.
ورأى ماريوس جياناكيس الذي أدار هذه الدراسة الجديدة في تصريح لوكالة فرانس برس أن “ثمة حتماً آلية” تجعل “اللحوم الحمراء مادة مسرطِنة”.
أما بالنسبة للأطفال، فقال جياناكيس أنهم «لا يحتاجون إلى تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء، إذ يمكنهم الحصول على كل غذائهم من خلال بدائل صحية، مثل الدجاج والأسماك والبقوليات».
واللحوم الحمراء هي “اللحم البقري، لحم الضأن، لحم العجل، لحم الماعز، ولحم الغزال”، وفقاً لعدد من المواقع والمنصات المتخصصة بالجانب الصحي.
ووجدت دراسة سابقة أجرتها كلية هارفارد للصحة العامة أنه حتى الاستهلاك المتواضع للحوم يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بالإضافة إلى مشاكل صحية عديدة، بما في ذلك العمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ويمكن أن تكون البدائل النباتية للحوم خيارًا صحيًا لـ مرضى السكري؛ حيث أشارت مراجعة منهجية أجريت عام 2018 في المجلة الطبية البريطانية إلى أن الأشخاص المصابين بداء السكري الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا قد شهدوا تحسن كبير في صحتهم، وذلك عبر فقدان الوزن، والتقليل من نسبة الكوليسترول بالدم، بحسب دراسة هارفارد.
وتمثل اللحوم مشكلة صحية عالمية حيث أطلق وزير شؤون حماية المستهلكين في إسبانيا، ألبرتو غارزون، مطلع يوليو الحالي حملة لتشجيع الإسبان على تناول كميات أقل من اللحوم، وقال غارزون في مقطع فيديو على تويتر: “إن تناول الكثير من اللحوم مضر بصحتنا وكوكبنا”.
وكانت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان وهي تابعة لمنظمة الصحة العالمية قد أعلنت في اكتوبر 2015 عن تصنيف اللحوم الحمراء والمصنعة على أنها قد تسبب السرطان للبشر.
وقالت الوكالة في البيان الذي نشر على موقع المنظمة أن 22 خبيرا لا حظوا بعد مراجعة 800 مقالة علمية وجود علاقة بين أنماط معينة من السرطان وبين اللحوم الحمراء.
ودعت الوكالة الحكومات والهيئات التنظيمية الدولية إلى تقييم المخاطر والفوائد الصحية لاستهلاك اللحوم، حتى يكون الناس على علم بالمدخول اليومي الموصى به، ويتمكنوا بالتالي من حماية أنفسهم من السرطان.