تقرير: المجلة الطبية/
يسبب وخز القلب قلقا كبيرا لدى الذين يعانون منه، وقد ذكر ليوناردو بيولاتو، الكاتب المتخصص بمجال الصحة والعلوم، في تقرير نشرته مجلة “ميخور كون سالود” الإسبانية إن المعاناة من وخز القلب” أمر مقلق للغاية”، مبيناً العوامل التي تسبب وخز القلب.
يقول بيولاتو” في البداية غالبا ترتبط هذه الوخزات بمشاكل خطيرة في القلب، مثل احتشاء عضلة القلب. ومع ذلك، في معظم الحالات، قد تكون لهذه المشكلة علاقة بحالات طبية جسدية وأخرى عاطفية”.
ويشير إلى أن” السبب الشائع لمثل هذه الحالات يتمثل في اضطرابات القلق، التي تشبه أعراضها أعراض نوبة الشريان التاجي الحادة”، مضيفاً” لكن وراء ذلك، هناك أسباب أخرى محتملة”.
وخزات قوية .. ما السبب؟
تثير الوخزات القوية التي يصفها كثيرون بـ”الطعنات” -والتي يصاحبها إحساس بضيق في التنفس وتكون مصحوبة أحياناً بخفقان في المعدة أو دوار- قلقاً كبيراً، خاصة بسبب علاقتها المحتملة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ولكن على عكس ما يعتقده كثيرون، فإن الأسباب الرئيسية وراء هذا الانزعاج ليس لها علاقة بأمراض القلب. على الرغم من أنه ينبغي عدم استبعاد ذلك، فإن هناك محفزات أخرى يمكن أن تفسر وجود الأعراض .
وتؤكد دراسة نشرت في المجلة الأمريكية لأمراض القلب، أن30% إلى 40% من المرضى الذين يتوجهون إلى غرفة الطوارئ بسبب آلام الصدر المنخفضة الخطورة يعانون قلقا طفيفا أو شديدا. وبالتالي، تعتبر هذه الحالة العقلية من أكثر أسباب وخز القلب شيوعا.
نوبات قلبية .. لماذا تحدث؟
عندما تحدث نوبة قلق، يظهر الجسم والدماغ استجابة فورية للتوتر. وهذا يشمل تغيرات جسدية من قبيل توتر العضلات أو التعرق أو ضيق التنفس. في بعض الأحيان، تختفي الأعراض في غضون فترة تتراوح من 20 إلى 30 دقيقة. ومع ذلك، عندما تتجاوز الأعراض هذه المدة، فإن الوضع يميل إلى التعقد.
بالإضافة إلى ذلك، عندما يصبح الموقف أكثر إرهاقا والقلق شديدا، يزداد معدل ضربات القلب وتكون قوة ضربات القلب أعلى أيضا. هذا إلى جانب توتر العضلات، الذي يؤدي بدوره إلى هذا الانزعاج غير الطبيعي. ومع ذلك، فإنه يتحسن بمجرد أن يتمكن الشخص من السيطرة على القلق.
آلام العضلات
بعد القيام بتمارين روتينية شاقة، من الشائع أن تعاني آلاما عضلية تظهر إثر ذلك. تتسم هذه الحالة، كما ورد في منشور في مجلة الطب الرياضي، بالتسبب في آلام على مستوى العضلات أو ألم شديد موهن.
ويرتبط لدى بعض الرياضيين، وخز القلب بهذا السبب، حيث تظهر التمزقات الدقيقة للعضلات التي تغطي منطقة الصدر على شكل تشنجات. لكن في الغالب تكون مدتها قصيرة ولا تصاحبها مضايقات أخرى.
ارتجاع معدي
يحدث وخز القلب -في بعض الأحيان- بسبب مرض الجزر المعدي المريئي. تسبب هذه الحالة تغيرا عصبيا وخللا عضليا يميل إلى الظهور مع هذه الأنواع من الأعراض. ووفقا لمقال نُشر في مجلة طب الجهاز الهضمي والكبد، يحدث ذلك لأن الأعصاب التي تعصب القلب تعصب المريء أيضا.
لهذا السبب، يصعب على كثيرين التمييز بين الوخز الذي تسببه النوبة القلبية وذاك الذي يسببه الارتجاع. وعلى أي حال، في هذه الحالة يمكن أن تظهر أعراض أخرى، مثل الحرقة ومشاكل البلع.
ذبحة صدرية
أوضح الكاتب أن هناك علاقة بين وخز القلب والذبحة الصدرية. ويجب أن يؤخذ في الاعتبار أن هذا السبب قد يكون مؤشرا على الذبحة الصدرية، وفق المعلومات التي تمت مشاركتها في المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية، فإن الذبحة الصدرية هي العرض الرئيسي لمرض القلب الإقفاري.
يوصف هذا المرض بأنه إحساس بضيق أو ألم في الصدر مصحوب بدوار وإرهاق وضيق في التنفس وغثيان وتعرق. ويحدث بسبب تقييد تدفق الدم إلى عضلة القلب، مما يعوق وظائفها. لحسن الحظ، يوجد حاليا مجموعة متنوعة من العلاجات التي تساعد على السيطرة عليه.
غازات متراكمة
تميل الغازات التي تتراكم في المعدة أو في الجزء الأيسر من القولون إلى الظهور على شكل وخز في القلب. تحدث أحيانا بالاقتران مع أعراض أخرى، مثل ألم في الظهر أو الذراعين أو الفك، وصعوبة أو ضيق التنفس، والتعرق الغزير والدوخة والغثيان والتجشؤ والتورم وفقدان الشهية.
تتنوع أسباب الغازات، ولكن أكثرها شيوعا تشمل عدم تحمل الطعام، والاستهلاك المفرط للألياف، وأمراض المرارة، وابتلاع الهواء أو الإفراط في تناول المُحليات.
انسداد رئوي
تقول مجلة “انترنيست” إن الأمراض المصاحبة لوخز القلب تتمثل بشكل عام في التهاب الجنبة الحاد والانسداد الرئوي والتهابات الجهاز التنفسي، مثل الالتهاب الرئوي وارتفاع ضغط الشريان الرئوي وسرطان الرئة وورم الظهارة المتوسطة.
ويتمثل السبب الأقل شيوعا لحدوث وخز القلب في التهاب الغضروف الذي يربط الأضلاع بعظم الصدر. من الناحية الطبية، يُعرف باسم “التهاب العظم والغضروف” ويسبب ألما في الجانب الأيسر من عظم القص، والذي يزداد سوءا عند التنفس أو السعال.