صرفت الثلاثينية نعمة علي “اسمِ مستعار ” ربع مهرها من أجل الحصول على بشرة ناعمة وصافية بعد أن تركت حبوب الشباب أثرا أسود في مختلف جسمها.
لم تقرر نعمة -التى تعمل مدرسة للغة الانجليزية- اللجوء لعمليات التجميل إلا بعد دراسة جيدة و استشارات متعددة ، تقول -في حديثها لـ المجلة الطبية- قرأت كثيرا عن عمليات التجميل خاصة التقشير وصنفرة الجلد واستشرت زميلاتي ” خضعت بعدها لجلسات تقشير بالليزر كلفتني 250 الف ريال” ما يقارب 400 دولار.
وبينما أصبحت نعمة راضية تماماً عن النتيجة التي حصلت عليها؛ ما تزال الثلاثينة نبيلة عبد الرحمن تتعرض لمواقف محرجة بسبب نمو الشعر بشكل كثيف حول منظقة الذقن.
تقول بمرارة ” يسبب لي الشعر في ذقني إحراجا كبيرا خاصة في المناسبات واضطر للتخلص منه عن طريق النتف بالخيط فيسبب ترهلا للجلد”
لقد كان لجوء نبيلة -مدرسة عربي- لعيادات التجميل اضطراريا وبدأت بالفعل في مرحلة العلاج بعد أن أكدت لها الطبيبة التى تشرف على حالتها إمكانية إزالة الشعر حول ذقنها بشكل نهاني عن طريق الليزر.
تقول نبيلة -لـ المجلة الطبية- “أخبرتني الطبيبة أنني بحاجة إلى ثمان جلسات، بمعدل جلسة كل شهر” وتقدر تكلفة الجلسة الواحدة عشرة آلاف ريال (15.8 دولار).
وهنا توضح الاستشارية بأمراض الجلد والتجميل الدكتورة علوية الحشيشي أن الليزر عبارة عن جهاز يطلق أشعة ضوئية تحت الحمراء مركزة في شعاع ضيق قادرة على اختراق طبقات الجلد، مبينة في تصريح -لـ المجلة الطبية- بان أجهزة الليزر المستخدمة في التجميل متعددة ومختلفة وتستخدم بحسب نوع الحالة واحتياجها.
وأفادت بأن تقنية تجديد الجلد بالليزر من التقنيات الحديثة التي تستخدم لعلاج العديد من مشكلات البشرة منها مشكلة الحبوب وآثارها، بحيث توجه نبضات fractional co2 laser الى الجلد لتجديده وتحفيز الكولوجين ” نوع هام من البروتينات تدخل في تركيب أنسجة الجسم المختلفة” .
ليست آثار حب الشباب والشعر الكثيف هي كل ما ترغب المرأة في إزالته أو معالجته، ثمة مشاكل أخرى مثل النمش، الكلف، تضبغات البشرة، البقع الداكنة، آثار ما بعد الولادة، التجاعيد والترهلات، كل هذه الحالات تؤرق الكثير من النساء ما يدفعهن للجوء الى التجميل بالليزر.
العشرينية حنان مصلح واحدة من هؤلاء النساء، إنها تعاني من كثرة النمش في أجزاء جسمها وقد حاولت التخلص منه عبر استخدام بعض الخلطات الطبيعية سواء المحضرة في المنزل او التي تحصل عليها من محلات العسل والبهارات والتوابل.
تقول حنان “استخدمت كل الخلطات الطبيعية التي نصحتني بها الكثير من النساء بالإضافة إلى الأدوية لكنها لم تعط أي نتيجة” وهذا ما دفعها إلى التفكير بإجراء عملية إزالة النمش بالليزر.
وبحسب حديثها -لـ المجلة الطبية- خضعت لعدة جلسات لإزالة النمش من منطقتي الوجه والرقبة، رغم أنها كانت ترغب بعمل جلسات الليزر لكل أجزاء جسمها المصابة بالنمش، “ارتفاع التكلفة لم يساعدني على تحقيق رغبتي .. لقد خضعت لثلاث جلسات وتكلفة الجلسة 30 الف ريال، 50 دولارا”.
وفي هذا السياق تفيد الاستشارية الحشيشي بأن الليزر يستخدم أيضا لعلاج النمش وتصبغات الجلد وآثار الندب وتوحيد لون البشرة وترهلات الجلد بالوجه والرقبة، مبينة بأنهم يعالجون النمش والتصبغات والكلف باستخدام ليزر ndyag ، فيما يستخدم ليزر fractional co2 laser لعلاج ترهلات الجلد “هناك إقبال شديد على جلسات الليزر لعلاج تلك المشكلات” حد قولها.
ووفقاً للدكتورة فإن نبضات الليزر توجه نحو أنسجة الجلد التالفة ما يعمل على إزالتها وإنتاج سطح جلدي أكثر نعومة , كما ان نقره واحدها من الليزر تحفز على إنتاج الكولاجين في البشرة من اجل إكسابه النضارة والحيوية.
ترف زائد
بعيداً عن الحاجة الملحة لعلاج مشكلات البشرة، هناك من تسعى لإجراء عمليات وتدخلات لم تكن مضطرة لها، عوضا عن ارتفاع كلفتها مثل إجراء عملية فيلر، تعديل الحواجب، جلسات البلازما بغرض الحصول على نظارة الوجه التي ترضي صاحبته.
وهنا توضح الدكتورة علوية أن الفيلر عبارة عن ، كولاجين ودهون طبيعية يتم حقن الوجه والشفتين بها، بهدف ملء الفراغات الناتجة عن فقدان الدهون، وبحسب الدكتورة فان جلسة الفيلر غالية جداً “90 الف ريال، 150$” ورغم هذا فإن الخدود والشفتين المنتفخة تعود الى حجمها الطبيعي خلال سنة.
وفي ما يتعلق بجلسات البلازما توضح الدكتورة علوية أنها عبارة عن سحب دم من المريضة، وفصل مادة البلازما ليتم حقن الخدود والوجه بها بغرض الحصول على رونق وصفاء للبشرة وتوريد للخدود.
أما إزالة الشعر من على الجسم بشكل نهائي فيتم عبر توجيه اشعة diode نحو بصيلات الشعر في طبقات الجلد، ما يؤدي إلى التخلص الدائم من الشعر غير المرغوب فيه، و وفقا للدكتورة علوية، تتميز هذه الطريقة بأنها الأسرع والأفضل من بين طرق إزالة الشعر، وأنها تعطي نتائج دائمة ومضمونة.
ورغم انتشار مراكز وأقسام الطب التجميلي في اليمن بشكل ملحوظ ، ما تزال الخدمات التي تقدمها محدودة مقارنة بغيرها في البلدان الأخرى، خاصة في ما يتعلق بعمليات التجميل لتعديل الملامح ، ويتركز نشاطها في إجراء العمليات العلاجية الاضطرارية.
وفي هذا السياق يوضح استشاري جراحة التجميل الدكتور يحيي السياغي للمجلة الطبية أن معظم عمليات التجميل الجراحية انتشارا في اليمن هي عمليات تجميل ما بعد الحوادث كحوادث السير والسقوط من مرتفع والحروق ، وهؤلاء غالبا ما يخضعون لعمليات كزراعة الجلد ونقل الأنسجة وتعديل الأنف والشفة .
و وفقا للدكتور السياغي، تأتي بعد ذلك عمليات تجميلية لإصلاح التشوهات الولادية “التشوهات التي تصاحب الطفل منذ ولادته” مثل الشفة الأرنبية وسقف الحلق.
عمليات تجميلية أخرى تقدمها بعض المراكز والمستشفيات مثل شفط الدهون وزراعة الشعر وكذا تكبير الأرداف لكن هذا النوع من العمليات ،بحسب السياغي، ليست منتشرة في اليمن بكثرة، لكنها موجودة.