المجلة الطبية

التوعية.. علاج القلب

-
د. محمد مهيوب العصار

التوعية.. علاج القلب

يحتفي العالم في التاسع والعشرين من سبتمبر من كل عام باليوم العالمي للقلب، والهدف من الاحتفاء رفع مستوى الوعي العام من أجل الحد من الأخطار المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية.. وتمكين أفراد المجتمع من إحداث تغييرات إيجابية في حياتهم بما يسهم في المحافظة على صحتهم وحيويتهم.

وكلما كان الوعي أقل كانت إلزامية التذكير أعلى، ولذلك يكثف العالم من المناسبات التي تساهم في رفع مستوى المعرفة.. فمثلاً يحتفي العالم أيضاً سنوياً من ٧ وحتى ١٤ فبراير بأسبوع التذكير بأمراض تشوهات القلب الخلقية.

قد يهمك..أكثر من 5 آلاف طالب من ذوي الإعاقة في مارب بلا مدارس

هذا التكثيف في رفع مستوى وعي المجتمع والفرد حيال هذه القضية الصحية جاء نتيجة لنسبة ضحايا أمراض القلب.. إذ تشير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ عدد الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية يفوق عدد الوفيات الناجمة عن أيّ أمراض أخرى.. حيث تعتبر الأمراض القلبية والوعائية السبب الرئيس لحوالي 30 % من الوفيات على مستوى العالم.

وتضم الأمراض القلبية والوعائية أمراض شريان القلب التاجية وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب الروماتيزمية.. وأمراض تشوهات القلب الخلقية وفشل القلب وغيرها.

من أهمّ العوامل السلوكية الخاطئة التي تؤدي إلى الإصابة بأحد أمراض القلب هي اتّباع نظام غذائي غير صحي وعدم ممارسة النشاط البدني وتعاطي التبغ بكل أنواعه.. حيث تظهر آثار تلك السلوكيات على شكل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى السكر والدهون الضارة في الدم والزيادة المفرطة في الوزن. 

إقرأ أيضاً.. وزارة الصحة تكرم “شفاكو” تقديراً لدعمها القطاع الصحي

  أيضاً فيما يخص أمراض القلب المكتسبة كأمراض شرايين القلب التاجية، حيث تعد توعية الأشخاص على الإجراءات.. التي يمكن اتخاذها للوقاية من هذه الأمراض والسيطرة عليها هي حجر الزاوية في مواجهة الزيادة في المرضى ووفيات تلك الأمراض.

وهنا يؤكد الاتحاد العالمي للقلب أن أفضل الطرق لعيش حياة أطول وأكثر نشاطاً تكون من خلال التوعية بأهمية تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة.. والسعي لخفض مستويات السكر والدهون الضارة في الدم.. إضافة إلى الامتناع عن التدخين.. حيث تسهم هذه الإجراءات في الوقاية من 80٪ من الأزمات القلبية والسكتات الدماغية التي تحدث في سن مبكّرة.

وفيما يخص أمراض  روماتيزم القلب فإن الوقاية الأولية بعلاج التهاب الحلق.. وكذا الوقاية الثانوية باستخدام إبر البنسلين هي المرتكز الأساسي للتقليل من العواقب الضارة والمدمرة لصمامات القلب.

وبالنسبة للأمراض المتعلقة بتشوهات القلب الخلقية، فإن الكشف المبكر عن المرض وعلاجه بالأدوية وأحياناً إجراء القسطرة العلاجية أو العمليات الجراحية هو المحدد الأبرز  في التعافي.

وختاماً يتحتم علينا تذكير الجميع بالمثل العربي الحكيم القائل ” درهم وقاية خير من قنطار علاج”.

ودمتم سالمين.

*استشاري قلب الأطفال وعيوب القلب الخلقية

أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب

Exit mobile version