خاص _ المجلة الطبية|
قدرت دراسة محلية، نسبة الأخصائيين النفسيين إلى عدد السكان في اليمن بأخصائي نفسي لكل نصف مليون شخص تقريباً، مشيرة إلى أن هذه النسبة على الصعيد العالمي أخصائي لكل 10 ألف شخص، وفي منطقة الشرق الأوسط أخصائي لكل 100 ألف شخص.
وأشارت الدراسة التي صدرت عن مركز “العربية السعيدة للدراسات ” في يوليو/ تموز الماضي، إلى أنه لا يوجد في اليمن سوى ثلاثة مستشفيات للصحة النفسية ، مضيفة ” لذلك يلجأ معظم الذين يعانون من المرض العقلي إلى المعالجين التقليديين أو القرآنيين. وغالباً ما يتم طلب المساعدة المهنية فقط في الحالات القصوى من مرض انفصام الشخصية، والذهان.
وأوضحت الدراسة عن “اضطرابات كرب ما بعد الحرب لدى الأطفال اليافعين في اليمن”، أن إنعدم وجود وسائل مساعدة فعلية في الواقع لمن يعانون من الاضطرابات العقلية والنفسية، يؤدي إلى اليأس والقلق والاكتئاب، وتصاعداً في العنف المنزلي، بين الزوجات والأزواج، والآباء ضد الأطفال، وبين الأطفال أنفسهم.
وأضافت “يمكن القول إن خدمات الطب النفسي في اليمن متخلفة حقاً، وعاجزة عن تقديم الحد الأدنى من المساعدة، بل إن الخدمات الصحية الأساسية أيضاً غير متوفرة، إذ يوجد 11 مؤسسة صحية فقط من أصل 164 مستشفى في خمس محافظات لديها أقسام أو عيادات نفسية”.
وأفادت أن “تقديم خدمات الرعاية الصحية النفسية يعد من أقل المجالات نيلاً للاهتمام، من حيث المرافق والتجهيزات والتأهيل والتدريب والتمويل والبحث والعلاج، وتحسين الوعي بالصحة النفسية”.
وتابعت ” وعلى الرغم من الخطورة المتوقعة لأزمة الصحة النفسية، إلا إن الخدمات الصحية في اليمن ضئيلة للغاية، ولا يتم اتخاذ سوى القليل من الإجراءات من قبل الحكومة أو المجتمع الدولي للتخفيف من المخاطر الواضحة والاستجابة لها”.
ومن تلك الإجراءات، برامج المساحات الصديقة للأطفال، الذي قامت بتنفيذها بعض المنظمات، كاليونسف، لإطلاق الشحنات السلبية التي تركتها الحرب في نفسيات الأطفال، من خلال الدعم النفسي والاجتماعي، وهي غير كافية من الفاعلية ومحدودية النطاق، بحسب الدراسة.
أُنجزت هذه المادة في إطار حملة “تحدث.. ليست كل الجروح ظاهرة” التي أطلقتها المجلة الطبية للتوعية بأهمية الصحة النفسية ، وبدعم من شركة “سبأ فارما للصناعات الدوائية”.