خاص_ الطبية|
في حين تغيب الإحصائيات الرسمية والأرقام الدقيقة الخاصة بالأمراض النفسية والمصابين بها، يؤكد أخصائيين أن نسبة الإصابة بأمراض نفسية في اليمن كبيرة خاصة آخر سبع سنوات.
وتتركز نسبة الإصابة في أوساط الرجال، بحسب استشاري الأمراض النفسية والعصبية، الدكتور عبدالله الشرعبي، الذي أكد أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بأمراض نفسية، بسبب الأعباء الكبيرة التي تثقلهم، بالإضافة إلى تعاطيهم القات بشكل يومي.
ولا يعترف اليمنيون بالمرض النفسي، ويعتبرونه أمراً مخجلاً، ويذهب بعضهم إلى اعتبار المرض النفسي مساً شيطانياً لا يعالج إلا بالقرآن.
ويرى الدكتور الشرعبي، إن العادات والتقاليد لدى المجتمع اليمني لها دور كبير في امتناع الكثيرون من الإقدام على العلاج وعلاج الحالات النفسية امتثالاً للعادات باعتبار خضوع المريض للعلاج بما يسمى بالوصمة الاجتماعية ونظرة المجتمع للمريض وبالذات النساء.
ويضيف ” بالتالي يحجم الكثير من الناس على علاج أمراضهم.. ومرضاهم”.
عدة عوامل تقف وراء الإصابة بمرض نفسي أو أزمة نفسية حادة، أبرزها بحسب الدكتور الشرعبي، العوامل الوراثية، والحروب والوضع الاقتصادي المتدني و تعاطي القات، ولأسباب كالأمراض العضوية و النفسية.ِ
و يؤكد الدكتور الشرعبي “تزايد عدد المراكز والمستشفيات باليمن في تزايد”، مضيفاً” ولكن المهم كيفيه تقديم الخدمات للمريض النفسي والتعامل الإيجابي معهم”.
وأفاد بأن “أكثر حالات الأمراض النفسية شيوعا الأمراض الذهانية والفصام و الهوس و كذلك حالات الاكتئاب والقلق النفسي و الخوف”، معتبراً أن “مستوى علاج الأمراض النفسية جيد، وبالذات إذا وجد تعاون مع المريض و الطبيب و البيئة المحيطة بالمريض “.
ويرفض استشاري الأمراض النفسية والعصبية، وصف المصابين بالأمراض النفسية بالمختلين عقلياً، مؤكداً أن هذه التسمية تؤثر على المريض وتزيد من وطأة مرضه، ويواصل ” يستحسن أن يُقال عليه مريض نفسياً، لأنه يحتاج في الأخير إلى العلاج بالعقاقير والدعم النفسي والتأهيل”.
ويعتبر الدكتور الشرعبي أن العلاج النفسي في اليمن ناجح رغم الظروف والمعاناة التي يعيشها الشعب اليمني عموماً، وقال إن” بعض المنظمات التي خصصت نشاطها في الجانب النسائي، وهذا شيء إيجابي”، لافتاً إلى أن” المنظمات تقوم بالمعالجة، وشراء العلاجات للمريضات النفسيين.. كما أن هناك أيضاً منظمات لدعم الرجال”.
ووجه الشرعبي، نصائح للمجتمع ” عليهم أن يحسنوا التعامل مع المريض النفسي، وأن يعيدوا تأهيله، وإدماجه في أوساطهم، ومنعه من مسببات تأثره نفسياً كالقات والمنبهات”، كما دعا الجهات الرسمي إلى إطلاق حملات توعوية واسع ومتنوعة للمجتمع للتعريف بالأمراض النفسية.
أُنجزت هذه المادة في إطار حملة “تحدث.. ليست كل الجروح ظاهرة” التي أطلقتها المجلة الطبية للتوعية بأهمية الصحة النفسية ، وبدعم من شركة “سبأ فارما للصناعات الدوائية”.
المصدر : https://alttebiah.net/?p=17395