لا يوجد ما هو أجمل من الشعور بتخفيف آلام وأوجاع الآخرين.. هذه ليست مجرد كلمات نزفها بالحبر ولا طرح فلسفي نظري، بل ترجمة لمشاعر حقيقية عاشها وعايشها منتجو ومصنعو الدواء اليمنيون خلال الفترة الماضية.
فعندما تتعاظم آلام المرضى وتكبر حاجتهم لتخفيف ما أمكن من أوجاعهم، في ظل شحة الأدوية.. تصبح شركات الصناعات الدوائية المحلية أمام اختبار حقيقي في مسؤوليتها الوطنية والإنسانية، وهو الأمر الذي شهدناه خلال الماضي القريب وشعر به المجتمع.
لقد عانى اليمن وما يزال من انتشار الأوبئة والأمراض خاصة في السنوات الأخيرة، وتزامن ذلك مع الأزمة التي شهدتها أسواق الدواء العالمية نتجت عنها شحة كبيرة في أصناف دوائية مختلفة، وهذا ما جعل الوضع الصحي اليمني بحاجة ماسة للأدوية، وهنا كان للصناعة الدوائية اليمنية دور فاعل في محاولة الوصول إلى معالجة الوضع المتردي والحد من معاناة المرضى من خلال توفير الدواء.
لقد كانت المسؤولية كبيرة وكان لابد للشركات الدوائية أن تكون عند المستوى، حرصا على سلامة المواطن اليمني.. ولذلك عملت بحرص ملتزمة بمعايير وشروط التصنيع الجيد، وإدخال أحدث الأجهزة ووسائل التصنيع التي تؤهلها لأن تنافس الدواء المستورد وتتجاوزه في الجودة والفعالية وبأسعار مقبولة.
عندما تلمس أثر منتجك أو نشاطك في وجوه الآخرين، وترى ثماره في الميدان تساعد الناس وتخفف آلامهم.. هنا تشعر بقيمة وجودك في الحياة وأنت تمارس عملا إنسانيا بالدرجة الأولى، وهذا ما عشناه نحن في الصناعة الدوائية المحلية.. إيمانا منّا بأن صناعة الدواء ليست مجالا للاستثمار فقط وتحقيق المكاسب وإنما هي خدمة إنسانية مقدسة قبل كل شيء.
وبما أن نهضة المجتمعات تعتمد على عدة مقومات أبرزها وجود بنية اقتصادية قوية تعمل في إطار مؤسسي مهني ووفق أحدث الطرق والوسائل والأنظمة المتقدمة، فقد عملت الصناعة الدوائية المحلية على تطوير أدائها خلال الفترة الماضية.. وهذا ما شهد به الجميع خاصة في العامين المنصرمين وقد لاقى اهتماما رسميا وشعبيا كبيرا.
لن نقول لكم بأننا نشعر بالرضا التام، فما زال أمامنا الكثير، ومجال الصناعة الدوائية عالم متطور باستمرار.. لذا لا نسعى فقط لمواكبة التطور العالمي في هذا المجال بل للمشاركة في صناعته.
