تقرير_ الطبية|
يُفرط أغلب اليمنيون في استخدام المضادات الحيوية، ظناً منهم أنها قادرة على مساعدتهم في التعافي من الأمراض التي تحل بهم وبمختلف مسمياتها.. إنه التشبث دون وعي بأمل في شفاء سريع دون إدراك أن ذلك قد يكون له عواقب وخيمة على صحتهم العامة.
مشكلة الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، ليست مقتصرة على اليمنيين وحدهم، إنها مشكلة عالمية، حيث تسود مخاوف جدية بين الأوساط والمحافل الصحية والعلمية من أن تصبح مقاومة تلك المضادات من أكبر التحديات الصحية في هذا القرن، خاصة وأن نسبة الوعي بهذه المشكلة الخطيرة والمتفاقمة متدنية للغاية، وهي مشكلة غير موثقة ومشخصة كما يجب في ظل غياب نظام عالمي لجمع البيانات وتحليلها.
قد يهمك .. المجلة الطبية تطلق حملة موسعة لتعزيز الوعي حول المضادات الحيوية
وتتوقع تقارير وتقديرات صحية أوروبية رسمية، أنه بحلول عام 2050 قد يموت نحو 10 ملايين إنسان بسبب إصابات مقاومة للمضادات الحيوية، وهو رقم مهول يفسر تصاعد الحملات للتوعية بهذا الخطر الصحي الداهم، وبحث سبل تداركه عالميا.
وتنذر مقاومة المضادات الحيوية، والميكروبية بصفة عامة، بأزمة صحية عالمية لا تقل فتكا وخطرا عن فيروس كورونا المستجد، إذ من شأنها أن تجعل من أبسط الاصابات والجروح والالتهابات التي يسهل علاجها، أمراضا فتاكة.
والمضادات الحيوية هي الأدوية المستخدَمة للوقاية من العدوى البكتيرية وعلاجها. وتحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تتغيَّر البكتيريا كرد فعل لاستخدام هذه الأدوية. وهذا يضر بقدرتنا على معالجة الأمراض المعدية ويقوّض العديد من أوجه التقدم التي تحققت في مجال الطب.
وتصبح البكتيريا، وليس البشر، مقاوِمة للمضادات الحيوية. هذه البكتيريا يمكن أن تصيب البشر والحيوانات، والأمراض المعدية التي تسببها أصعب في العلاج من الأمراض التي تسببها البكتيريا غير المقاومة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وتقوم الميكروبات من الجراثيم والفيروسات والطفيليات عامة، بالتغير والتطور بشكل متواصل كي تضمن بقاءها، وتتكيف مع العلاجات واللقاحات المضادة لها، لدرجة تمكنها من تطوير مقاومة للمضادات، التي تغدو بلا تأثير علاجي، كما هو الحال مع المضادات الحيوية ضد البكتيريا.
وترى الصحة العالمية أن ذلك يجعل من الصعب معالجة الأنواع الشائعة من العدوى، ويزيد من مخاطر انتشار الأمراض والاعتلالات الوخيمة والوفاة.
ويطلق على قدرة الميكروبات على النجاة من الأدوية المستخدمة ضدها، تسمية “مقاومة مضادات الميكروبات”، وفي حال كان مسبب المرض عدوى بكتيرية، والتي تعد المضادات الحيوية الأدوية الأهم استخداما لعلاجها.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية، كانت أطلقت يوم الخميس الماضي، الأسبوع العالمي للتوعية بمقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، والذي يستمر حتى الـ24 من نوفمبر الجاري، بهدف تعبئة العمل للتصدي لواحد من أكثر التهديدات خطورة على الصحة العامة في العالم.
ويُقام الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية في شهر نوفمبر من كل عام بقصد بلوغ هدف مؤداه إذكاء وعي العالم بمقاومة المضادات الحيوية والتشجيع على اتباع أفضل الممارسات فيما بين صفوف عامة الجمهور والعاملين الصحيين وراسمي السياسات تلافياً لزيادة ظهور مقاومة تلك المضادات واستشرائها.
وكان قد تم اعتماد خطة عمل عالمية للتصدي للمشكلة المتنامية التي تطرحها مقاومة المضادات الحيوية والأدوية الأخرى المضادة للميكروبات، خلال انعقاد جمعية الصحة العالمية الثامنة والستين في مايو 2015.
ويتمثل أحد الأهداف الرئيسية للخطة، في زيادة الوعي بظاهرة مقاومة مضادات الميكروبات وفهمها بشكل أفضل، من خلال التواصل والتثقيف والتدريب بفعالية.
إقرأ أيضاً.. حملة عالمية للتصدي لواحد من أكثر التهديدات خطورة على الصحة العامة
يشار إلى أنه وفي أعقاب اجتماع تشاوري في مايو 2020، نظمه الثلاثي: منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، ومنظمة الصحة العالمية، تقرر توسيع نطاق الأسبوع العالمي للتوعية بشأن مضادات الميكروبات، وتغيير محوره من المضادات الحيوية إلى المصطلح الجامع الشامل مضادات الميكروبات.
وكانت اللجنة التنفيذية الثلاثية تلك قد قررت تحديد الفترة من 18 إلى 24 نوفمبر من كل عام للاحتفال بأسبوعالتوعية، ابتداءً من عام 2020.
أنجزت هذه المادة في إطار حملة #لا_تهاون_البكتيريا_تقاوم ، التي أطلقتها “المجلة الطبية” للتوعية بمخاطر الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية، بالشراكة مع الشركة الدوائية الحديثة لصناعة الأدوية، وبرعاية صنف “أوجمين”. وتزامناً مع الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية.
الآن.. بإمكانك الإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب
المصدر : https://alttebiah.net/?p=17734