تقرير _ الطبية|
دفع الظهور المفاجئ لفيروس كورونا والفوضى الصحية التي خلقها، الأطباء إلى وصف مضادات حيوية للمرضى كإجراء اضطراري للتخفيف من معاناتهم خاصة الذين كانوا يشتكون من التهابات رئوية وتنفسية حادة، لكن تبين لاحقاً أن لا المضادات لا تعالج من كورونا.
بعد نحو عامين على ظهور الجائحة، وفي الوقت الذي تعززت قناعة الكثيرين من أن المضادات الحيوية تلعب دوراً هاماً في العلاج من كورونا، خرجت منظمة الصحة العالمية بتصريح نسف تلك القناعة، حيث أكدت أن فيروس كورونا المستجد لا يتم علاجه بالمضادات الحيوية، وأن” 70% أخذوا المضادات الحيوية بدون داعٍ”.
قد يهمك.. المجلة الطبية تطلق حملة موسعة لتعزيز الوعي حول المضادات الحيوية
وقال استشاري الطوارئ الصحية بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور جاري جريج كونيوشي، أن “كورونا لا يتم علاجه بالمضادات الحيوية، وقد تم استعمالها بشكل عشوائي وهي غير مجدية في علاج فيروس كورونا”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي افتراضي عقدته منظمة الصحة العالمية، أمس الإثنين، عن الجوانب المحيطة باستخدام المضادات الحيوية في علاج كورونا، والوضع الحالي، بمناسبة الأسبوع العالمي للمضادات الحيوية ( خلال الفترة من 18 – 24 نوفمبر من كل عام).
وهذا العام اختارت المنظمة الأممية انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمضادات الحيوية تحت شعار “انشر الوعي وساهم في وقف مقاومة الميكروبات للأدوية”.
المسؤول الرفيع في الصحة العالمية، أكد أن الاستعمال العشوائي للمضادات الحيوية مضاعفات خطيرة على القلب والكلى”، موضحاُ أن “العدوى البكتيرية قد تكون شكل من أشكال مضاعفات الفيروس، ويمكن استعمالها في حالة العدوى البكتيرية فقط، ومع ذلك عدد قليل للغاية هم الذى يتزامن معهم العدوى البكتيرية وتمثل 4% فقط، وهم الذين يصابوا بالعدوى البكتيرية المصاحبة لفيروس كورونا، رغم أن 70% أخذوا المضادات الحيوية بدون داعٍ”.
ونبه الدكتور كونيوشي من خطوة استعمال المضادات الحيوية دون إرشادات الطبيب”، لافتاً إلى أنها “لا تستخدم في العدوى الفيروسية، وأن أخذ المضادات الحيوية لن تؤثر فيهم حيث ان نسبة ضئيلة للغاية هم الذين يصابون بعدوى بكتيرية مصاحبة للإصابة بفيروس كورونا”.
في ذات السياق، حذرت الدكتورة حنان بلخي، المدير العامة المساعدة بالمقر الرئيسي لمقاومة مضادات الميكروبات في منظمة الصحة العالمية، من أن “مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية تهدد صحة الانسان ولها تداعيات على صحة الحيوان”.
وأضافت” ولذلك فمنظمة الصحة العالمية اوجدت منصة لمساعدة الدول على تنفيذ خططها للتعامل مع مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية من أجل الحفاظ على فاعلية المضادات الحيوية”.
وأوضحت بأن الفيروس أثبت قدرته على البقاء، وسيتحول من وباء عالمي إلى فيروس متوطن في المجتمعات التي لا تتبع الإرشادات الوقائية”، مضيفة “لابد أن نعرف قدرة الفيروس على التحور”.
من جانبها، قالت المستشارة الإقليمية لمقاومة مضادات الميكروبات والوقاية من العدوى ومكافحتها بمكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط، الدكتورة مها طلعت، إن “مقاومة البكتيريا لها تأثير على صحة الأسنان، ولابد من وجود وعى ولابد من معرفة دورنا الفعال لمكافحة هذه المشكلة حيث ان المضادات الحيوية فقدت فعاليتها في مكافحة الامراض المختلفة”.
استخدامات ضرورية
تُعد الأدوية المضادة للميكروبات أساسية في علاج الأمراض، واستخدامها ضروري لحماية صحة الإنسان والحيوان، ويعتبر الإفراط في استخدام مضادات الميكروبات في قطاع الثروة الحيوانية وتربية الأحياء المائية وإنتاج المحاصيل مصدر قلق كبير لخطر ظهور وانتشار الكائنات الدقيقة المقاومة لمضادات الميكروبات.
وبحسب الصحة العالمية، تستخدم مضادات الميكروبات على نطاق واسع في تربية الأحياء المائية والإنتاج الحيواني، وفى زراعة المحاصيل، ويمكن أن تنتشر من خلال طعامنا.
وكان هناك استخدام مكثف للمضادات الحيوية منذ بداية ظهور وباء كورونا، لعلاج الالتهابات البكتيرية لدى المرضى المصابين بكورونا، وفق الصحة العالمية.
مخاوف وتوعية
يذكر أن الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية يُقام في شهر نوفمبر من كل عام بقصد بلوغ هدف مؤداه إذكاء وعي العالم بمقاومة المضادات الحيوية والتشجيع على اتباع أفضل الممارسات فيما بين صفوف عامة الجمهور والعاملين الصحيين وراسمي السياسات تلافياً لزيادة ظهور مقاومة تلك المضادات واستشرائها.
وتسود مخاوف جدية في الأوساط والمحافل الصحية والعلمية حول العالم، من أن تصبح مقاومة تلك المضادات من أكبر التحديات الصحية في هذا القرن، خاصة وأن نسبة الوعي بهذه المشكلة الخطيرة والمتفاقمة متدنية للغاية، وهي مشكلة غير موثقة ومشخصة كما يجب في ظل غياب نظام عالمي لجمع البيانات وتحليلها.
إقرأ أيضاً.. حملة عالمية للتصدي لواحد من أكثر التهديدات خطورة على الصحة العامة
وتتوقع تقارير وتقديرات صحية أوروبية رسمية، موت نحو 10 ملايين إنسان، بحلول العام 2050، بسبب إصابات مقاومة للمضادات الحيوية، وهو رقم مهول يفسر تصاعد الحملات للتوعية بهذا الخطر الصحي الداهم، وبحث سبل تداركه عالميا.
أنجزت هذه المادة في إطار حملة #لا_تهاون_البكتيريا_تقاوم ، التي أطلقتها “المجلة الطبية” للتوعية بمخاطر الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية، بالشراكة مع الشركة الدوائية الحديثة لصناعة الأدوية، وبرعاية صنف “أوجمين”. وتزامناً مع الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية.
الآن.. بإمكانك الإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب
Source : https://alttebiah.net/?p=17761