خاص_ الطبية|
في العام 1928، اكتشف العالم البريطاني المولود في اسكتلندا عام 1881، ألكسندر فليمنج، بالصدفة، أول مضاد حيوي في العالم، وذلك عند عودته من عطلته إلى مختبره في المستشفى الذي يعمل فيه.
داخل المختبر، لاحظ فليمنج، وهو عالم أحياء ونبات، وصيدلاني، أن مزارع البكتيريا التي نسيها بالخارج عن طريق الخطأ، بها هالة بيضاء وكانت تقتل البكتيريا، وأن هذا العفن خلق دائرة خالية من البكتيريا حول نفسها.
قد يهمك.. الأدوية المحلية.. الملاذ الآمن للمرضى اليمنيين
كان الأمر مفاجئاً للعالم البريطاني الذي بدأ من فوره في فحص تلك الهالة البيضاء تحت المجهر، ليعلم أن المادة النشطة في العفن هي مادة البنسلين.
انتظر فليمنج بضعة أسابيع حتى ينمو العفن بما فيه الكفاية وكي يكون قادراً على تأكيد النتائج التي توصل إليها، وقد بينت استنتاجاته أنه سيكون اكتشافاً مذهلاً، لقد كان هناك بعض العوامل في عفن البنسليوم التي لا تمنع فقط نمو البكتيريا، والأهم من ذلك أنه يمكن تسخيرها لمكافحة الأمراض المعدية.
وثّق الدكتور فليمنج، الذي منح جائزة نوبل للطب في عام 1945، ما حصل في مذكراته، قائلاً: ” عندما استيقظت بعد الفجر يوم 28 سبتمبر 1928م ، بالتأكيد لم أكن أخطط لإحداث ثورة في الطب من خلال اكتشاف أول مضاد حيوي في العالم، أو البكتيريا القاتلة ، لكني اعتقد أن هذا هو بالضبط ما فعلته”.
كان ذلك الاكتشاف بمثابة ثورة حقيقية في مجال الطب الحديث، وقد أصبح البنسلين أحد أهم المضادات الحيوية الأولى في العالم، كما أنه مثل نقطة حقيقية في تاريخ البشرية، حيث تمكن الأطباء أخيراً من أداة مكنتهم من معالجة مرضاهم من الأمراض المعدية القاتلة.
بعد هذا الاكتشاف العظيم، استمرت عملية تطوير البنسلين وإنتاجه، وفي صيف عام 1941م ، قبل فترة وجيزة من دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية ، حاول العلماء تطويره ، ومحاولة إنتاجه بكميات كبيرة ، وفي الحرب ، أثبت البنسلين هزته ، فعلى مر التاريخ ، فقد كان القاتل الرئيسي في حروب العدوى وليس إصابات المعركة .
أما في الحرب العالمية الأولى، فقد كان معدل الوفيات من الالتهاب الرئوي الجرثومي 18% ، وفي الحرب العالمية الثانية انخفض إلى أقل من 1% ، ومن يناير إلى مايو عام 1942م ، تم تصنيع 400 مليون وحدة من البنسلين النقي.
إقرأ أيضاً.. أخصائية أطفال تحدد أهم شروط استخدام المضادات لعلاج الرُضع
في العام 1945، فاز فليمنج بجائزة نوبل مناصفة مع كل من الباحثين البريطانيين،هوارد فلوري، وأرنست تشين اللذين ساعدا في تسهيل الحصول على عقار البنسلين، وفي العام 1955 أنهت جلطة قلبية حياة ألكسندر فليمنج.
أنجزت هذه المادة في إطار حملة #لا_تهاون_البكتيريا_تقاوم ، التي أطلقتها “المجلة الطبية” للتوعية بمخاطر الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية، بالشراكة مع الشركة الدوائية الحديثة لصناعة الأدوية، وبرعاية صنف “أوجمين”. وتزامناً مع الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية.
الآن.. بإمكانك الإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب
Source : https://alttebiah.net/?p=17849