خاص_ الطبية|
على مدى 10 سنوات، عمل مركز القلب العسكري على تقديم خدمات لجميع أفراد المجتمع، مدنيين وعسكريين، ورغم معاناته من نقص شديد في متطلباته واحتياجاته الطبية، إلا أنه أجرى خلال العامين الأخيرين أكثر من 1100 عملية قلب مفتوح، وأكثر من 7 آلاف عملية قسطرة تشخيصية وعلاجية، فضلاً عن توسيع صمامات بالبالون، واستقبال أكثر من 40 ألف حالة مرضية.
وواصل مركز القلب العسكري في صنعاء، أعماله بوتيرة وهمة عالية، متجاوزاً أي عوائق، مسجلاً حضوراً علمياً وطبياً مميزاً ولافت كان آخره، المؤتمر العلمي الرابع والمؤتمر اليمني الرابع للتصوير التشخيصي للقلب، الذي اختتم فعالياته اليوم الخميس، بعد أربعة أيام من المحاضرات والورشات والنقاشات العلمية المكثفة.
قد يهمك..أطفال السكر في اليمن.. معاناة وحرمان وأنسولين مدى الحياة
ودعا المشاركون في المؤتمر العلمي الرابع لمركز القلب العسكري، والمؤتمر الرابع للتصوير التشخيصي للقلب، إلى إنشاء مركز قلب وطني وبسعة سريرية كبيرة نظراً لزيادة حالات القلب وتوفير كل احتياجاته من أجهزة وتقنيات حديثة.
وخرج المؤتمر في ختام فعاليته التي استمرت لمدة أربعة أيام، بالعديد من التوصيات المؤكدة لأهمية تنظيم المؤتمرات العلمية الطبية التي من شأنها رفع المستوى العلمي في أوساط أطباء القلب اليمنيين، مشددين على ضرورة الاستفادة من خبرات الدول المشاركة في المؤتمر في هذا الجانب.
وطالب المشاركون بالمزيد من الاهتمام والرعاية الصحية في اليمن، وتثقيف المجتمع بطبيعة الأمراض القلبية الشائعة، وسبل الوقاية منها، ونصح المرضى بزيارة ومتابعة الأطباء والمختصين للتشخيص السليم، وتحديد سبل العلاج الفعّال.
وأكدت التوصيات أهمية استمرار تأهيل وتثقيف الكادر الطبي في مستشفيات ومراكز أمراض وجراحة القلب بكيفية التعامل مع الجلطات القلبية الحادة، وسرعة تشخيصها، وإجراء معالجات مناسبة لها دون أي تأخير.
وشددت التوصيات على ضرورة الاهتمام بالبحوث العلمية الخاصة بأمراض القلب، ومواصلة إجراء الدراسات حول طبيعة أمراض القلب الشائعة للبناء عليها في المعالجات السليمة والمناسبة للحد منها.
ودعت التوصيات إلى الاهتمام بمركز القلب العسكري، واستمرار دعمه، بما يمكّنه من تأدية رسالته الطبية، وتقديم خدماته الصحية لمرضى القلب على أعلى المستويات.
واحتضنت قاعة كلية الطب بجامعة صنعاء، خلال فعاليات المؤتمر أكثر من ألف استشاري وطبيب وأخصائي يمني الذي افتتحه رئيس حكومة الانقاذ في صنعاء، الدكتور عبدالعزيز بن حبتور صباح الأثنين الماضي ومعه وزيرا الصحة والدولة الدكتور طه المتوكل والدكتور حميد المزجاجي.
وقدم عدد من الاستشاريين المتخصصين بأمراض وجراحة القلب المشاركين اليمنيين ومن دول عربية وأجنبية، محاضرات علمية عبر شبكة الانترنت، حول صدى القلب بالمنظار وثلاثي الأبعاد، واستخدامات منظار القلب في العمليات الجراحية لصمامات القلب، وكيفية معالجة الشرايين التاجية بالقسطرة التداخلية، بالإضافة إلى محاضرة عن أمراض السكري وعلاقته بأمراض القلب.
ومن ضمن ما ركز عليه المؤتمر 6 ورشات علمية بالغة الأهمية إذ استعرض حالات مرضية ومعالجتها، كما تطرق في محاضرته إلى المشاكل المتعلقة بالأورطة، ومشاكل ما بعد إجراء عمليات القلب المفتوح، وغيرها من الحالات الصعبة والمعقدة وكيفية التعامل معها.
وكان رئيس جمعية القلب المصرية السابق، الاستاذ الدكتور حسام قنديل، واستاذ ورئيس أقسام القلب بجامعة القاهرة الاستاذ الدكتور محمد عبدالغني، وخبير ومطور الصمام الأورطي الذي يتم زراعته عن طريق القسطرة البروفيسور بنجامين من فرنسا قد شاركوا في فعاليات اليوم الثالث للمؤتمر.
مدير مركز القلب العسكري، الدكتور طه الميموني، أكد أن الغاية من انعقاد المؤتمر هو الارتقاء بمستوى الطبيب اليمني واطلاعه على كل ما هو جديد بما يتعلق بأمراض وجراحة القلب، مشيراً إلى أنه تم عرض عدد من الحالات الصعبة والمعقدة، وشرح كيفية التعامل معها ومعالجتها.
وقال استشاري القلب والأوعية الدمويةـ رئيس المؤتمر ، الدكتور طه الميموني، لـ”المجلة الطبية”، إن المؤتمر حفل المؤتمر، بالعديد من الأنشطة الجديدة، حيث عقدت جلسات نقاشية تم إثرائها بنقاش علمي شيق، فضلاً عن عقد 6 ورش علمية، ومناقشة 5 أبحاث علمية حول أمراض القلب تم اجرئها في مركز القلب العسكري لأول مرة، وشهد تخرج أول دفعة زمالة قلب يمنية.
واعتبر الدكتور الميموني، وهو عضو جمعيتي القلب العربية والأوروبية، واستاذ دكتور بجامعة صنعاء، مشاركة أكثر من 20 متحدث من علماء وأساتذة من ذوي الخبرة، في المؤتمر عبر الانترنت، من مصر ممثلة بجامعة القاهرة ومركز الدكتور مجدي يعقوب للقلب، ومن الأردن وباكستان واليابان وفرنسا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة، خطوة هامة، كان لها أثرها الايجابي على المشاركين في فعاليات المؤتمر وعلى واقع طب وجراحة القلب في اليمن عموماً.
