خاص_ الطبية|
ما تزال الأخطاء الطبية تشكل تهديداً حقيقياً لحياة الكثيرين من المرضى أو إصابتهم بعاهات مستدامة، في حين تشهد العلوم الطبية تطوراً متسارعا ولافتاً.
ويشكو كثير من اليمنيين من الأخطاء الطبية بسبب سوء التشخيص الذي -حتى وإن وجد- لا يكون مصحوباً بقرار سليم من بعض الأطباء، ما يؤكد الحاجة إلى صياغة رؤية طبية علاجية مواكبة لكل التطورات الحاصلة في مجال التشخيص الطبي.
قد يهمك..4 نصائح عملية تحمي عينيك عدة سنوات
ومن أجل تحقيق هذه الغاية، أحيت جامعة جينيس للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع المجلس الطبي اليمني، وبرعاية من وزير التعليم العالمي والبحث العلمي في حكومة الإنقاذ، الدكتور حسين حازب، مؤتمراً علمياً هو الأول من نوعه عن الجراحة التقويمية والتجميلية، نهاية ديسمبر الماضي.
وكان وزير التعليم العالي الدكتور حسين حازب قد دشن المؤتمر بحضور رئيس مجلس الأمناء الدكتور محمد النجحي، مشيدا بمستوى الإعداد والتنظيم، ومؤكدا على الدور الهام للجامعات الأهلية في تخفيف العبء على وزارتي الصحة والتعليم العالي في إيجاد شراكة حقيقية مع القطاع الخاص.
وفي المؤتمر الذي استمر يومي (23- 24 ديسمبر 2021)، قدم عدد من الأطباء والخبراء والجراحين سواء في مجال الأسنان أو الجراحة العامة مجموعة من الأبحاث العلمية القيمة الموثقة بالصور قبل وبعد كل عملية علاجية.
وخلال فترة انعقاد المؤتمر -الذي احتضنته قاعة كلية الأسنان بجامعة جينيس- ناقش متخصصون وباحثون وأطباء تلك الدراسات المدعومة بالصور والفيديوهات للكثير من الحالات المعالجة بالطريقة الخاطئة والصحيحة إلى جانب الحالات النادرة والتي لم يتوصل العلم لاكتشافها.
وقال الدكتور محمد النجحي، بأن الفعالية متخصصة جمعت أطباء وطبيبات (طب بشري، طب الأسنان)، مشيراً إلى أن عدد المشاركين في المؤتمر كان أكثر من ٤٥٠ مشاركا من محافظات (صنعاء، ذمار، إب، تعز، عمران، صعدة، الضالع) وغيرها من المحافظات.
هذا واستطاع المؤتمر، جمع أصحاب التخصصات المختلفة (جراحين تجميليين وجراحي الوجه والفكين وأخصائي واستشاريي تقويم الأسنان) العاملين في محيط واحد (craniofacial region) للتقريب في ما بينهم وتبادل الخبرات وتناقل المعلومات والأبحاث للوصول لنتائج معالجة أفضل وتشكيل فرق عمل، كما أتاحت للحاضرين من أطباء العموم المجال لاكتساب المعلومات والمعرفة.
كما استهدف المؤتمر أطباء العموم ببعض المواضيع والورش الهادفة لتقديم معرفة وخبرات وزيادة مقدرتهم على التشخيص وبعض الخطط العلاجية في مجالات الجراحة التجميلية والتقويمية ولكي تصب في نفس المحاور ولتخدم بدورها أهداف المؤتمر وتسهيل تنفيذ التوصيات.
وأقيمت خلال فعاليات المؤتمر العديد من ورش العمل التي استهدفت الأخصائيين وكبار الممارسين وحتى أطباء العموم بغرض رفع مستوياتهم وقدارتهم في العمل التجميلي والزراعات التقويمية والقدرة على التحليل الإشعاعي السيفالومتري.
وأشاد الدكتور هاشم الآنسي، وهو أحد المشاركين في المؤتمر، باهتمام مؤتمر جامعة جينيس بجانب التقويم الجراحي والجراحة الجميلة وجراحة الوجه والفكين، معتبراً ذلك “إضافة نوعية ومميزة جداً أضافة لورش العمل والدورات المصاحبة للمؤتمر، ومن أهمها دورة البوتكس والفيلر والميزوثيرابي والتي ضمت أخصائيين في جراحة الوجه والفكين والتقويم والجراحة التجميلية والبورد في نفس المجال وكذلك أخصائيين في الجلدية”.
وأضاف الدكتور الآنسي: وعلى الرغم من شكوك أغلب المشاركين حول جاهزية المؤتمر في نهاية عام وضغط كبير إلا انه تم تجهيز كل شيء لاستقبال المشاركين والضيوف والمتحدثين في المؤتمر وكانت المحاضرات جديدة وحديثة وصنعت قفزة نوعية وبشهادة أغلبية المشاركين الذين كانت لهم نظرة قاصرة عن مؤتمر جامعة جينيس.
بدورها، لفتت أخصائية الأسنان، الدكتورة وفاء السنيدار، إلى أنه تم الإقرار بالإجماع من الإخصائيين مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي والمجلس الطبي والتعليم المستمر على عمل آلية يتم فيها مناقشة التخصصات واحترام كل تخصص وإعطاء كل تخصص حقه وأنه لا يسمح لأي طبيب بإجراء إي عملية جراحية كجراحة الوجه والفكين والشفة الأرنبية ما لم يكن حاصلا على درجة الدكتوراه وبتقييم ومتابعه من النقابة والتعليم العالي إضافة للمجلس الطبي.
وفي نهاية فعاليات المؤتمر، شدد المشاركون في المؤتمر على ضرورة النهوض بالعلم وتفعيل دور البحث العلمي في تطوير وتحديث وزيادة الخبرات لتقديم مخرجات ذات كفاءة عالية وخدمات ذات جودة تلبي احتياجات المجتمع وتطلعاته.