ليست اليمن وحدها التي يواجه فيها مرضى الإيدز الوصمة المجتمعية، بل إنها شائعة في كافة المجتمعات مع تباين وتفاوت في مداها، مستواها، وتأثيرها .
وهي موضوع ملف هذا العدد من مجلتكم الطبية والذي يحاول تسليط الضوء عليها والتعريف بوجهات النظر تجاهها .
وبعد فترة انقطاع لظروف الانشغال التام بالعمل وجدت نفسي مضطرا خلال الفترة الماضية للتوقف عن الكتابة في صفحات هذه المجلة المتميزة قاطعا الوعود بالعودة قريباً بإذن الله .
لم يمهلني العزيز وائل شرحة حتى ذلكم الحين وهو يهاتفني بأن الزملاء الأعزاء في المجلة قد قاموا بإعداد ملف حول الإيدز وأنه أبلغهم بفكرة أن يصاحب ذلك مفتتح، واقترح عليهم الحاجة للنظر في إمكانية أن أقوم أنا بتناول ذلك .
لم أجد بُدّاً من الموافقة على ذلك تقديرا لحرص الأعزاء على أن تكون رسالة الملف واضحة، تتعدد فيها لغة التعبير، وتسهم في خلق صدى لمزيد من التأثير .
وكان للقدر كلمته في أن يتزامن اتصال الأخ وائل بتواصل آخر من أحد الإخوة الزملاء المتواجدين خارج اليمن في مرحلة استكمال دراسته العليا، يطلب مني التعاون مع أحد أصدقائه يواجه مشكلة تتعلق بالإيدز .
وهي حالة تجسد بجلاء حجم الوصمة التي تنتشر في أوساط المجتمع تجاه الإيدز والمصابين بفيروسه وعمقها .
ومفاد القصة باختصار أن الفحوصات لأم صديق زميلي أظهرت إصابتها بالفيروس، وأن هذا الصديق يتمنى الحصول على العلاج لأمه وبحيث يقوم باستلام الدواء لها والحرص على استمرارها في تناوله، ولكن بدون إبلاغها بماهية الفيروس الذي يهاجم جسمها .
وهنا تكمن إحدى صور الوصمة التي يعاني منها المريض ولأجلها قد يتجنب الكثير من المرضى طرق الأبواب نحو المساعدة، نحو العلاج، فتموت بعض الأنفس كان لها أن تحيا بإرادة الله، والتي بلا شك ستظل هدفا ينبغي على الجميع العمل من أجله إيمانا بقول الله تعالى ( وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) ، وبهذا كانت هذه التناولة الموجزة، وهذا النداء من أجل اجتناب الوصمة تجاه المرضى ومساندتهم، فهذا واجب علينا وحق لهم .. والله المستعان .