أظهرت دراسة أسترالية أنّ تناول الأسبرين يومياً لا يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية لدى الأشخاص الأصحاء الذين تزيد أعمارهم عن 70 عاماً. وتبيّن أنّ الأسبرين فشل في تأمين حياة صحية خالية من الخرف أو الإعاقة الحركية لكبار السنّ، بل على العكس كشفت النتائج أنّه ربما يزيد من خطر الوفاة المبكرة.
ونقلت صحيفة “ذي تايمز” البريطانية عن الدراسة أنّ هناك أدلة على أنّ الأسبرين يمكن أن يساعد في منع النوبات القلبية والسكتات الدماغية لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب، وكان الأطباء يأملون بأن ينطبق الأمر نفسه على عموم الناس، فظهر أنّ المخاطر تفوق الفوائد. وقد وجدت الدراسة التي شملت أكثر من 19 ألف شخص، معظمهم تجاوز السبعين، أنّ هذا الدواء على علاقة بمخاطر أكبر قد تؤدي إلى نزيف خطير.
في هذا الإطار، قال الباحث الرئيس للدراسة، جون ماكنيل، من جامعة “موناش” في ملبورن الأسترالية، إنّ كثيرين من كبار السن ربما يتناولون الأسبرين من دون أيّ داعٍ لذلك، وهو ما تبين عدم جدواه.
وأضاف ماكنيل: “على الرغم من حقيقة أنّ الأسبرين كان موجوداً منذ أكثر من 100 عام ، فإنّنا لم نكن نعرف تماماً ما إذا كان يتوجّب على كبار السن الأصحاء أن يتناولوه كإجراء وقائي للحفاظ على صحتهم لأطول فترة ممكنة أم لا. وهذا يعني أنّ الملايين من كبار السن الأصحاء في جميع أنحاء العالم الذين يتناولون جرعة منخفضة من الأسبرين من دون سبب طبي، قد يفعلون ذلك بلا داعٍ لأنّ الدراسة لم تظهر أي فائدة عامة لتعويض خطر النزيف”.
في هذا السياق، يقول الدكتور أنطوان عصام درويش، المتخصص في الطب العام في بريطانيا، لـ”العربي الجديد”، إنّه “كان يُظنّ سابقاً أنّ تناول حبة أسبرين يومياً تمنع تجلط الدم، لكنّ الدراسة الأخيرة التي أجريت في عام 2017 تزامنت مع تبديل التوجيهات، إذ إنّ الأسبرين لم يعد يمثّل جزءاً من العلاج الوقائي”. يضيف أنّ “هيئات طبية بريطانية وأميركية عدّة أعلنت بالفعل أنّ لا فائدة ترتجى من تناول حبة أسبرين يومياً، وقالت التوجيهات الجديدة إنّ تناول الستاتين بدلاً من الأسبرين أفضل للوقاية من تصلب الشرايين. ولا تنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، بتناول الأسبرين كاستراتيجية وقائية للأشخاص الذين لا يعانون من أمراض القلب”.
من جهته، أشار أستاذ علم الأدوية في “مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة (LSHTM)”، ستيفن إيفانز، إلى أنّ معدل الوفيات المتزايد لدى مجموعة الأشخاص الذين تناولوا الأسبرين كان مفاجئاً.