fbpx
فلاش3 ديسمبر 2021

«الـرازم».. حالة نفسية يمكن علاجها

معين النجري
قصصنا
13 مايو 2019آخر تحديث : الإثنين 13 مايو 2019 - 11:01 مساءً
Ad Space
«الـرازم»..  حالة نفسية يمكن علاجها
Ad Space

تقرير/ محمد الحسني
يتسلق احدهم جدار بيضة وآخر يحفر في الأرض بأسنانه وثالث يُخَيّل له أن جبال عيبان ونقم أصبحت محملة على ظهره العديد يعانون من أحلام مزعجة يرتبط بعضها بالجنس وضيق التنفس والكدر المستمر، والبعض بانعكاسات مبهمة وهلوسات خيالية بسبب الإدمان على القات .
يتحول -تميم -٤٥ عاماً -إلى أحد الألعاب المرتكزة على الشد والجذب، فيما- فاطمة ٢٣ عاماً -تخبرنا أنها تتحول إلى حشوة لوجبة سريعة، -عبدالكريم- ٣٥ عامًا- يتسلق جدار بيضة ، وجمال ٢٩- عاماً -يقاد إلى حلبة مصارعة يهزم فيها دائماً..
يقول تميم أنه يحاول كثيرًا ترك تناول القات لأسباب اجتماعية واقتصادية ولكنه يتفاجأ دائما بذلك الحلم الذي يجعل منه دمية متحركة. «فالدكاك» أو ما يسمى في بعض المناطق بـ»الرازم» يقوم بربط تميم من خصره بحبل مطاطي «ربل» ومن ثم يقذف به من علو شاهق وقبل ارتطامه بالأرض يقوم بشده مرة أخرى إلى ذلك الارتفاع ومن ثم قذفه مرة أخرى تستمر هذه الحالة مع تميم كما أخبرنا لدقائق.
الدكتور عبد الحافظ الخرماني -أستاذ علم النفس في جامعة صنعاء- يفسر الحالة بأنها ناتجة عن استمرار تناول الشخص للقات حتى يصل إلى مرحلة الإدمان ينتج عنه تحول في خلاياه العصبية، الأمر الذي يحفز تلك الأطراف العصبية على إرسال إشارات للمخ كفيلة بصنع ذلك الخيال المسمى بالرازم.
رازم صنعاني
فاطمة -المتشحة بالستارة الصنعانية- تخبرنا أنها فشلت للمرة السابعة بالابتعاد عن تناول القات وترجع السبب إلى الرازم الذي جعل منها حشوة لساندويتش وبعد ذلك يجعلها تأكل ذلك الساندويتش – تأكل نفسها – وتتكرر العملية عدة مرات.
عبدالكريم -أحد مدمني القات يعمل في مجال صيانة الحاسب الآلي يخيل له أنه يتسلق جدار بيضة يسقط دائما قبل وصوله لقمتها يقول عبدالكريم أصبح خوفي من الرازم هو من يدفعني لتناول القات باستمرار وفي حال لم أستطيع أو توقفت عن تناول القات احلم بأني أتسلق جدار بيضة أو أتجول بين أزرار لوحة مفاتيح الحاسب الآلي.
تفسر الدكتورة سعاد أحمد- أخصائية أمراض نفسية- الحالة بقولها يترجم العقل الباطن إشارات تنتقل للشخص عبر ما يسمى الرازم.
رازم ديجيتال
عن الصور والأحداث التي يعايشها الشخص في الكوابيس فهي تفسر ذلك بالمجتمع المحيط والخيال المبني في العقل الباطن للشخص فالإنسان العامل في المجال الطبي كمثال يمكن أن يتخيل نفسه مشرطا جراحيا أو حتى قطرة دم والإنسان العامل في مجال الحاسب الآلي يمكن أن يكون أحد أزرار لوحة المفاتيح أو أحد القطع الداخلية للجهاز وهكذا.
الدكتورة فاتن محمد عبده -أستاذ الطب النفسي في جامعة صنعاء- أرجعت سبب الإصابة بالرازم إلى نفسية المصاب والبيئة المحيطة به وقالت: تختلف سيكيولوجية الأشخاص ودرجة التأثر بالمحيط من شخص لآخر فلو كان هناك شخصان يتناولان القات بشكل متشابه فهذا لا يعني إصابتهما بنفس الخيال وفي نفس الوقت.
جمال يقاد في كل مرة يترك فيها تناول القات إلى حلبة مصارعة أو إلى منطقة مجهولة يجري فيها باستمرار يقول جمال عندما أنهض من الرازم أشعر بالإرهاق والتعب والألم في بعض المناطق ،وعن الأجواء المرافقة لشعور الأشخاص بالرازم يتفقون جميعهم عن شعورهم بالأجواء المحيطة بهم وعن سماعهم للأصوات وعن إحساسهم التام بكل ما هو محيط بهم ولكنهم لا يستطيعون الحراك أو عمل شيء يوقف ذلك الخيال المزعج المسمى بالرازم.
الحل
يضيف القات إلى سلبياته الاجتماعية والصحية والاقتصادية هذه الحالة النفسية التي تدفع بالكثير إلى تناول القات بصورة إجبارية.
ويمكن معالجة هذا الحالات بحسب الدكتورة سعاد أحمد بالابتعاد التدريجي عن القات ومن ثم الامتناع التام عن تناوله وتناول بعض الأدوية المهدئة كفيل بإنهاء ذلك الخيال المزعج وفك الارتباط مع شجرة القات.

Ad Space
Ad Space
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Ad Space