أهداني الصحفي المتألق وائل شرحة، نسخة من المجلة الطبية –التي أسسها منذ وقت ليس ببعيد– إذ لا تزال في عددها الشهري التاسع والأربعين, وهو صاحب الامتياز فيها ومديرها العام.
وأنت تتطلع على المجلة، يبهرك جمال مظهرها الخارجي بمجرد تحليق نظرك على الغلاف وأنت تتلمس فيه روعة التصميم ولمسات الإخراج الإبداعية كما هي في كل باحات المجلة وزواياها, ناهيك عمّا تجده من عناية بُذلت في اختيار نوعية الأوراق التي زادت المجلة جمالاً وذوقاً.
وزادني انجذاباً إليها وتوقاً لقراءتها نوعية عناوينها وطبيعة موضوعاتها التي مزجت بين الجانب الطبي انسجاماً مع طبيعة المجلة تثقيفاً للقارئ في هذا المجال كما هو شأن كثير من موضوعات هذا العدد وكشفاً لمكامن الاختلال التي قد تعتري هذا القطاع الحيوي, كالتطرق للشهادات الطبية المزورة وأثرها السيئ على المجتمع, وكذا إظهار بعض الجوانب والتجارب المشرقة في هذا القطاع كما هو شأن ما تناولته عن إحدى شركات الأدوية الرائدة, وكذا نقلها تجربة أحد الجرّاحين اليمنيين الماهرين, وتطرقها إلى تخرج 45 باحثاً صيدلانياً بشاهدة الماجستير فيالمجال البحثي عن استخدام النباتات العشبية في الصناعات الدوائية.
ناهيك عن تناولها لقضايا طبية ذات بعد مجتمعي لا تخلو من جوانب إنسانية, كتناولها لقضيتي عنف التوليد في المستشفيات اليمنية كدراسة استقصائية أظهرت مدى ما تتعرض له المرأة اليمنية من قسوة وغلظة وصلت حد العنف اللفظي والجسدي أثناء التوليد على نحو رتب آثاراً نفسية كبيرة عليهن بل وصل حد إصابة البعض منهن بفوبيا الولادة كمرض بسبب تلك المعاملة اللاإنسانية والمتنافية مع أخلاق مهنة الطب وسلوكياته، وكذا تناولها لقضية شريحة المكفوفين في اليمن إحدى أكثر شرائح المجتمع إهمالاً من قبل الدولة والمجتمع، وغيرها من المواضيع الحيوية والتثقيفية والتوعوية الرائعة.
على العموم.. صديقي وائل؛ لقد كان بيني وبين مجلتك من الانسجام ما جعلني أقرأها مستمتعاً من الجلدة إلى الجلدة كما يقال بداية بالعناوين ونهاية بحل كلماتها المتقاطعة.
أخبرني العزيز وائل أنه يطمح لأن يجعل من مجلته الوليدة عابرة للحدود.
أمنياتي لك يا عزيزي تحقيق أمنيتك وطموحك, ونحن على ثقة بامتلاكك كل مقومات التميّز والتألق والإبداع.