يعتبر مرض السرطان معضلة صحية معقدة تواجه الكثير من دول العالم غنية كانت أم فقيرة نتيجة الكلفة الباهظة للعلاج, وللحد من تكلفة العلاج الخاص بالسرطان تم إنشاء الكثير من المراكز التي تعمل على الاكتشاف المبكر للسرطان لأن الاكتشاف المبكر يرفعنسبة الشفاء إلى نسبة عالية جدا تقترب من الـ100%وتقلل من كلفة العلاج كثيرا, وقد حققالكشف المبكر نجاحا كبيرا في سرطان الثدي وعنق الرحم بصورة خاصة.
قبل الكشف المبكر تأتي أهمية الوقاية من السرطانللعلم بأن40%من حالات السرطان قابلة للوقاية وخاصة عندما نعلم بأن التبغ مسؤول عن 30% من حالات السرطانفالشروع بالقيام ببرامج خاصة بمكافحة التبغ سوف يقلل الإصابة بالسرطان بنسبة كبيرة جدا.
بعد الكشف المبكر والوقاية تأتي أهمية التشخيص المبكر, والفارق بين التشخيص المبكر والكشف المبكر هو أن التشخيص المبكر يتم تشخيص المرض بعد ظهور أعراض بسيطة لدى المصاب ويتم تشخيص المرض في مراحله الأولى, أما الكشف المبكر فهو اكتشاف المرض قبل ظهور أي أعراض لدى المصاب, وتأتي أهمية التشخيص المبكر في نسبة الشفاء حيث تتجاوز نسبة الشفاء في جميع انواع السرطان عند تشخيصه في مراحله المبكرة الـ 80%.
وهنا أريد أن أوجّه رسالة هامة من خلال هذا المقال لجميع من يقرأه أن وسيلة التشخيص المبكر غالبا ما تكون أخذ خزعة من الورم, وتعتبر الخزعة أو العينة هي الوسيلة الأنجع في تشخيص الأورام السرطانية ولا يمكن الاستغناء عنها في التشخيص مطلقا, ويتكرر السؤال دوما هل الخزعة خطيرة وتتسبب بانتشار المرض؟ ولهذا الاعتقاد يتردد الكثير من الناس في عمل الخزعة ولا يأتون إلا في مراحل متأخرة جدا وتكون فرصة الشفاء قد قلت بشكل كبير, ولهذا نقول ونكرر وبمسؤولية علمية ومهنية بان الخزعة هي وسيلة من الوسائل التشخيصية الهامة والأساسية لتشخيص السرطان ولا تحمل أي ضرر على المريض, ولا يجب أن يكون هناك أي تردد في عملها خاصة عند إجرائها لدى المتخصصين في مجال تشخيص وعلاج الأورام .
نسبة الإصابة السنوية بالسرطان تتراوح بين. 80-120 حالة لكل 100 ألف من السكان, وتقدر الإصابة السنوية بالسرطان في اليمن ما بين25- 30 ألف حالة سنويا, ويحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى بنسبة تصل إلى 15% من الحالات لدى الجنسين, أما الأكثر شيوعا لدى الذكور وبحسب الحالات المسجلة في المركز الوطني لعلاج الأورام في العاميين الماضيين فهو سرطان الغدد اللمفاوية .
ويأتي ترتيب الحالات الأخرى على التوالي سرطان الجهاز الهضمي والرأس والرقبة.
في نهاية هذا المقال أريد أن أتحدث عن بعض العادات التي قد تكون سببا رئيسيا في انتشار السرطان وأهمها لدى الشعب اليمني هي عادة تناول القات واستخدام “الشمة أو البردقان”, وهناك علاقة كبيرة جدا بين سرطان تجويف الفم واستخدام التبغ بأشكاله المختلفة, ونسبة الإصابة لدى اليمنيين بسرطان تجويف الفم مرتفعة جدا مقارنة بالكثير من دول العالم, وتقترب من نسب الإصابة في دول مثل الهند وباكستان التي تستخدم التبغ أيضا للمضغ وبأشكال مختلفة.
ونلاحظ هنا أننا يمكن أن نتجنب أو نقلل من احتمالية الإصابة بالسرطان باتباع نظام غذائي جيد مع الإقلاع عن التدخين ومضغ التبغ, ومحاربة استخدام المبيدات السامة في الزراعة إلا بالقدر العلمي المسموح به عالميا مع ممارسة أي نوع من الرياضة, وكلها أمور بمقدور الجميع عملها.
•رئيس المجلس العلمي في المركز الوطني لعلاج الأورام واستشاري علاج الأورام