الخمسيني عبده علي، كان، كغيره من اليمنيين، يكابد الحياة ويكافح من أجل تأمين لقمة عيش كريمة لنفسه وأسرته على مدى سنوات حياته، إلا أن ورماً سرطانياً امتطى قامة العم عبده عليليغرس أنيابه في رقبته كالوحش الكاسر ليوقف تلك الحياة المفعمة بالحب والإنسانية والكفاح والحيوية والنشاط والعمل الدؤوب..
لقد أعاق هذا المرض الخبيث حياة العم عبده علي كغيره من اليمنيين خاصة أولئك الفقراء الذين لا يمتلكون المال لمواجهة المرض في مراحله الأولى مما يتيح لهذا الوحش السرطاني الشارد من الفتك بالكثير من المواطنين اليمنيين.
العم عبده علي يسكن في دكان هو وزوجته وابنه وأبناء ابنه .. معاناة العم عبده مركّبة ومضاعفة عدة مرات، رغم أنه ومنذ نعومة أظافره لم يكل أو يمل في الكفاح والبحث عن لقمة العيش الحلال.
كرس العم عبده علي نفسه لجمع لقمة العيش وضحى بصحته من أجل توفير قوته المعيشي ومصاريفه هو وأسرته، ولم يكترث لمرضه في ظل أزمة الحرب ومعاناة البلاد التي تشبه معاناته تماما،لكن الورم زاد ولم يستطع تحمله كذلك الحمل الثقيل الذي على رقبته وغيره الكثير من أبناء الوطن يعانون الكثير من الأحمال والأثقال التيتتضاعف يوميا خصوصا من يصابون بالسرطان.
يحمل العم عبده على كاهله وفوق رقبته ورماً يزن فوق اثنين كيلو وبشكل دائم لا يفارقه لا في رحيله أو ترحاله وحتى في نومه يرافقه على الدوام وينغص حياته منذ سنتين تقريبا.
الزائر لمراكز علاج الأورام سواء في صنعاء أو في المحافظات اليمنية الأخرى سيرى حالات أرهقها المرض وظروفهاالصحية صعبة تدمي القلوب القاسية.
والسرطان أكثر الأمراض التي تفتك باليمنيين أطفالا ورجالا أو نساء، هذا ما تؤكدهالإحصائيات لدى الجهات الرسمية وهي مخيفة جدا، حيث تؤكد الأرقام أن مركز علاج الأورام بصنعاء وحده استقبل خلال الفترة ما بين 2005 و2021 أكثر من 80.000 حالة مصابة بالسرطان، نصفهم على الأقل ماتوا.
مأساة اليمنيين مع مرض السرطان كبيرة جدا خاصة مع انعدام العلاج المناسب وارتفاع ثمنه وغياب دور المنظمات وأحيانا عدم توفر الأجهزة العلاجية والتشخيصية، مما يضطر المريض اليمني إلى مواجهة هذا المرض وجها لوجهوباستسلام وبرضى كامل حتى الموت.