المجلة الطبية

السل في مخيمات النازحين

-
د. محمد عبدالكريم النمر*

خلفت الحرب على اليمن التي تدخل عامها الثامن الكثير من المآسي والأحزان، وأدت إلى نزوح الكثير من السكان من مدنهم وقراهم بعد أن فقدوا كل ما كانوا يملكونه وأصبحوا بين ليلة وضحاها فقراء يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء، ولجأوا إلى مخيمات يفتقر الكثير منها إلى مقومات الحياة الصحية، فهناك نقص في كل شيء، نقص في الخيام والغذاء والمياه الصالحة للشرب، مع نقص أو انعدام في خدمات الرعاية الصحية الأولية..

كل ذلك جعل من هذه المخيمات وسكانها بؤرة مناسبة لانتشار مرض السل أو الدرن، والذي لا يزال يشكل السبب الرابع للوفيات على مستوى العالم.

قد يهمك .. 5 خطوات للوقاية من مرض السل

واستشعاراً بأهمية هذا الموضوع وإحساساً بمعاناة هذه الشريحة الاجتماعية، فقد قام البرنامج الوطني لمكافحة السل بتأسيس الفريق الطبي المتنقل الخاص بالبرنامج، والذي كان من مهامه الأساسية زيارة مخيمات النازحين لتنفيذ عدة مهام شملت رفع مستوى الوعي الصحي لسكان هذه المخيمات حول مرض السل، وذلك من خلال القيام بجلسات تثقيف صحي تم فيها تناول وشرح مرض السل من جميع جوانبه بأسلوب سهل ومبسط.

كما عمل على توزيع بروشورات توعوية تثقيفية حول مرض السل، والبحث عن الحالات المشتبهة وعمل فحص البصاق لهذه الحالات، ومن ثم معالجة الحالات الإيجابية بحسب سياسة المعالجة الوطنية للبرنامج الوطني لمكافحة السل.

ومن ضمن أنشطة الفريق تقديم النصائح حول بعض الأمراض الشائعة المنتشرة بين سكان المخيمات ومعالجة بعض الحالات بحسب الأدوية المتوفرة لدى الفريق، وتدريب العاملين الصحيين وقادة المجتمع على كيفية التعرف على حالات السل المشتبهة وكيفية التعامل معها.

حملات أيضا نفذت زيارات للمرافق الصحية القريبة من المخيمات وذلك للتنسيق من أجل تقديم الخدمات للنازحين بشكل مجاني أو بأقل تكلفة ممكنة.

إقرأ أيضاً .. ترسبات جيرية .. ابتسامة صفراء

وخلال الفترة من عام 2019م إلى عام 2021م قام الفريق بتنفيذ عدد 34 زيارة ميدانية إلى 8 محافظات قام خلالها بزيارة عدد 54 مخيماً للنازحين نفذ خلالها عدد 709 جلسات تثقيف صحي استفاد منها 130338 نازحاً، وقد كانت عدد حالات السل المشتبهة 1279 حالة، كانت الحالات الإيجابية منها 105 حالات، كما تم تدريب عدد 351 فرداً من قادة المجتمع وعدد 120 عاملاً صحياً.

ولا يزال مرض السل يشكل هاجساً يؤرق العالم بأكمله، آملين أن تتضافر جميع الجهود لتخليص اليمن والبشرية من هذا المرض الذي عمق الجراح وأزهق الكثير من الأرواح.

* مسؤول الفريق الطبي المتنقل للبرنامج الوطني لمكافحة السل

كُتب هذا المقال ضمن الحملة التي أطلقتها المجلة الطبية، تزامنا مع اليوم العالمي لمكافحة السل   2022، بالشراكة  مع البرنامج الوطني لمكافحة السل والمركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بصنعاء ومنظمة الهجرة الدولية ومنصة (عوافي).

الآن.. بإمكانك الإشتراك في قناة الطبية على اليوتيوب

Exit mobile version