مدير البرنامج الوطني لمكافحة السل لـ“الطبية“: نغطي كافة المحافظات من خلال ثلاثة مستويات
يواصل البرنامج الوطني لمكافحة السل أنشطته في مختلف المحافظات على جميع المستويات “المركزي، الوسطي والمديريات“ رغم الصعوبات التي فاقمتها الحرب كتعرض بعض مراكزه للتدمير.
وبحسب مدير البرنامج الدكتور عصام محمد مهيوب يواجه البرنامج جملة من التحديات منها صعوبة شراء الأدوية والمحاليل وإدخالها إلى اليمن بسبب الحصار، وارتفاع تكلفة الشحن والتأمين على السفن، بالإضافة إلى زيادة تكلفة توزيع الأدوية والمحاليل وتوصيلها إلى وحدات مكافحة السل في المحافظات والمديريات.
و رغم هذه الصعوبات يؤكد الدكتور مهيوب في حديثه لـ (المجلة الطبية) أن البرنامج يحرص على وصول الخدمة إلى المريض ومعالجة الإصابات وتيسير حصولهم على الأدوية .
واقترح مدير البرنامج عددا من الإجراءات الكفيلة بالمساهمة في تجاوز الصعوبات وتجويد ودعم أنشطة البرنامج خلال الفترة القادمة، مشددا على الاستمرار في تعزيز وعي المجتمع حول المرض وأهمية وصول المصاب الى الوحدات والمراكز والالتزام بالخطة العلاجية حتى يتم الشفاء.
الطبية – حوار/ جميل مفرح|
* ما هي آلية أنشطة المركز لمكافحة السل؟
– آلية تنفيذ أنشطة البرنامج تعتمد على عدد من النقاط والمراحل في مقدمتها الاكتشاف المبكر لحالات السل بإجراء فحص البصاق للمرضى الذين يعانون من سعال لأكثر من أسبوعين وذلك باستخدام أحدث وسائل الفحص، ويجري هذا عبر استهداف الفئات المجتمعية الأكثر عرضة للإصابة بالسل وإجراء الفحوصات لها، ومن هذه الفئات (الأشخاص المخالطون لمرضى سل سواء في المنزل أو أماكن الإقامة الأخرى، المرضى المصابون بفيروس العوز المناعي البشري، مرضى السكر، المرضى الذين يستخدمون أدوية تثبط المناعة مثل مرضى السرطان).
وهذه الآلية أثبتت فعاليتها بشكل كبير، حيث تعمل على سرعة كسر سلسلة العدوى بشكل سريع جدا وتحقيق الشفاء للمرضى.
قد يهمك .. 5 إرشادات للحفاظ على التركيز والطاقة أثناء الصيام
* ما هو النطاق الجغرافي لأنشطة البرنامج؟
– أنشطة البرنامج الوطني لمكافحة السل يغطي كافة المحافظات والمديريات في البلاد عبر ثلاثة مستويات هي المستوى المركزي والمستوى الوسطي المتمثل في المحافظات والمستوى الثالث الذي يتم على مستوى المديريات، كما يتم التنسيق والتعاون بين المعنيين بمكافحة السل بالمديريات وعمال الرعاية الصحية الأولية في الوحدات الصحية من المستوى الطرفي لمتابعة مرضى السل تحت المعالجة ومتابعة المتخلفين والمنقطعين عن المعالجة بالإضافة إلى التثقيف الصحي حول مرض السل في المستوى الطرفي.
* مركز واحد في اليمن لعلاج هذا المرض.. هل هو كاف؟ وهل يحتاج المرض إلى مراكز لعلاج و رعاية المرضى؟
– البرنامج لديه أكثر من 280 وحدة مكافحة سل منتشرة في معظم المديريات (وحدة مكافحة سل في كل مديرية) أما بالنسبة للمراكز الكبيرة فيوجد 3 مراكز في كل من صنعاء والحديدة وعدن، بالإضافة إلى مركز الدرن في تعز –متوقف حاليا بعد أن تعرض للنهب مؤخرا–.
ومن المهم التوضيح أن هذه الوحدات الخاصة بمكافحة السل المذكورة والمنتشرة في معظم المديريات هي وحدات تشخيصية وعلاجية في نفس الوقت، فالمريض لا يحتاج لأن يحضر إلى صنعاء أو عواصم المحافظات، بل بإمكانه زيارة مركز المديرية المقيم فيها حيث تتوفر خدمات السل التشخيصية والعلاجية.
* هل هناك حملات معينة ينفذها المركز؟ وهل الأنشطة مرتبطة بمواسم معينة؟
– البرنامج لا ينفذ حملات معينة بين السكان، لأن المرض ينتشر بأعداد قليلة بين أوساط المجتمع حيث يقدر معدل الإصابات السنوية بالسل بـ 48 إصابة لكل 100 ألف نسمة من السكان سنوياً، بمعنى إذا تم إجراء حملة فحص لسكان مديرية عددهم 100 ألف نسمة فإنه سيتم اكتشاف ما يقارب 48 حالة وقد تكون الحالات أقل.
من جانب آخر فإن تكلفة إجراء الحملات عالية جدا، ومع ذلك يتم إجراء حملات توعية بين أوساط المجتمع وخصوصا مخيمات النازحين واللاجئين والإصلاحيات المركزية والمهمشين، وكذلك حملات توعوية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السل والذي يصادف 24 مارس من كل عام..
* إلى أي مدى تأثر عمل المركز بالحرب خلال سنواتها السبع؟ وكيف تم التعامل مع ظروفها؟
– تأثر البرنامج بشكل كبير جدا خلال سنوات الحرب من عدة جوانب منها ما نال من بنيتها التحتية كما حدث من تدمير ونهب لمركز مكافحة السل في مدينة تعز، ومنها ما يتعلق بنشاط البرنامج حيث أصبح يواجه صعوبة كبيرة في شراء الأدوية والمحاليل وإدخالها إلى اليمن بسبب الحصار، بالإضافة إلى زيادة تكلفة شراء الأدوية وإيصالها إلى اليمن بسبب زيادة تكاليف الشحن والتأمين على السفن.
كما ارتفعت تكلفة توزيع الأدوية والمحاليل وتوصيلها إلى وحدات مكافحة السل في المحافظات والمديريات، وعلى مستوى المرضى تضاعفت معاناتهم في سبيل الحضور إلى وحدات مكافحة السل بسبب الأخطار الأمنية أو صعوبة المواصلات وارتفاع تكاليفها.
وفي ما يتعلق بتعامل البرنامج مع هذه التحديات ، يحرص البرنامج على التخفيف من الآثار والتعامل معها وفق الإمكانيات التي تضمن توفير الخدمة للمرضى كما يجب، كما يحرص البرنامج على الاستمرار وتكثيف النشاط التوعوي وتشجيع المرضى للحضور إلى وحدات مكافحة السل للفحص واستلام الأدوية.
إن البرنامج حريص على وصول الدواء إلى المريض لذلك يتم صرف الأدوية للمرضى حتى عبر أقربائهم في حالة عدم قدرة المريض على الوصول إلى وحدات مكافحة السل، كما بإمكان المريض الحصول على الدواء من أي وحدة سل حتى ولو كان المريض غير مسجل في نفس الوحدة وذلك بإحضار بطاقة المراجعة.
* بالنسبة للأدوية في هذه الظروف.. كيف يتم توفيرها؟ وهل أسعارها مناسبة للمواطن؟
– يتم شراء الأدوية عبر منظمة الهجرة الدولية وبدعم من الصندوق العالمي لمكافحة السل والإيدز والملاريا حيث يتم شراء الأدوية المضادة للسل من صندوق الدواء العالمي GDF وهي أدوية عالية الجودة وفعالة، وبالنسبة لأسعارها فإنها عالية نوعا ما لكنها تقدم لليمن مجانا، وبالتالي تصرف مجانا للمرضى أيضا.
* ما هي آلية استقبال بلاغات الإصابات والتعامل معها؟
– أي مريض يتم اكتشاف إصابته في أي مديرية يتم تسجيل اسمه في سجل خاص بمرضى السل وإعطاؤه العلاج حتى يشفى من المرض، ويتم الإبلاغ عن عدد الحالات المسجلة كل ثلاثة أشهر في مراكز المحافظات ومن ثم تجمع تلك البيانات وترسل إلى البرنامج في صنعاء .
* كم عدد الإصابات التي تم الإبلاغ عنها أو وصلت إلى المركز خلال العام الماضي؟ وهل تتزايد أو تقل مقارنة بالأعوام السابقة؟
– عدد الحالات التي تم الإبلاغ عنها في العام الماضي 2021م حوالي 9387 حالة، ولا يوجد زيادة في عدد الحالات لأن أنشطة البرنامج تحد من انتشار المرض في المجتمع.
إقرأ أيضاً .. الطرق الصحيحة لتفريش الأسنان
* ما هي أهم الصعوبات التي تواجه المركز وتحد من أداء أنشطته بالشكل المطلوب أو المفترض؟
– كثيرة هي الصعوبات التي تواجه نشاط البرنامج ، فعلى سبيل المثال لا يزال البرنامج يعتمد على الدعم الخارجي منذ إنشائه، وهو دعم غير كاف لتنفيذ أنشطة البرنامج المخططة في استراتيجية مكافحة السل .
كما لا توجد موازنات تشغيلية حكومية لفروع البرنامج في المحافظات والمديريات، وأيضا لا توجد أقسام رقود لمرضى السل المقاوم للأدوية بهدف العزل وإعطاء الأدوية تحت إشراف طبي.
ومن ضمن الصعوبات التي نواجهها مؤخرا تسرب بعض كوادر البرنامج المدربة سواء على المستوى المركزي أو المحافظات والمديريات بسبب عدم توفر الحوافز.
*ما الذي يمكن القيام به لدعم أنشطة البرنامج وتجويد الخدمات؟
– يمكن ذلك من خلال إيجاد حلول للصعوبات كالبحث عن مصادر أخرى لدعم أنشطة مكافحة السل وتغطية الفجوات التموينية لبعض الأنشطة الهامة، وزيادة المساهمة الحكومية في ميزانية مكافحة السل على المستوى المركزي.
أيضا نقترح تخصيص موازنات تشغيلية لفروع وحدات مكافحة السل في المحافظات والمديريات، والتنسيق مع المستشفيات لتخصيص –على الأقل– قسم رقود لمرضى السل المقاوم للأدوية، بالإضافة إلى إلزام القطاع الصحي الخاص بإبلاغ البرنامج عن حالات السل أو تحويل الحالات للعلاج في البرنامج وكذلك من أجل حصر الحالات.
أجري هذا الحوار ضمن الحملة التي أطلقتها المجلة الطبية، تزامنا مع اليوم العالمي لمكافحة السل 2022، بالشراكة مع البرنامج الوطني لمكافحة السل والمركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بصنعاء ومنظمة الهجرة الدولية ومنصة (عوافي).