يعرف السل بأنه من الأمراض المعدية تسببه بشكل أساسي المتفطرة السلّية، يؤثر بشكل رئيسي على الرئتين (السل الرئوي) ولكنه قد يهاجم أي جزء من الجسم (السل خارج الرئة).
وتنتقل عدوى السل عبر الهواء ما يسهل انتشار العدوى، ومع هذا فلا تنتقل العدوى إلا من خلال الأشخاص المصابين بالسل الرئوي وذلك عندما يقوم الشخص المصاب بالسعال أو العطس أو التحدث أو البصق أو الضحك أو الغناء، لأنهم حينها يفرزون جراثيم السل، المعروفة باسم “العصيات“، في الهواء، وعند استنشاق شخص سليم هذا الهواء الملوث بجراثيم السل يصاب بالعدوى.
لكن هذا لا يعني أن السل من الأمراض التي تنتقل بسهولة، فرغم أن العدوى تنتقل عبر الهواء إلا أنها لا تحدث إلا في حال الاحتكاك المباشر مع أشخاص مصابين بالمرض لفترة طويلة، إذ يعتبر الازدحام في المنزل أو في مكان العمل أحد العوامل المهمة المهيئة لانتقال العدوى.
أعراض السل
تختلف أعراض الإصابة بمرض السل باختلاف نوعها ففي الوقت الذي لا تظهر أي أعراض على الشخص المصاب بالعدوى ولا يحمل المرض، تظهر على الشخص المصاب بالسل الرئوي عدد من الأعراض مثل السعال المستمر ،فقدان الوزن، الحمى، فقدان الشهية، الإجهاد، التعرق الليلي، ضيق النفس والبلغم المصبوغ بالدم أو بعض هذه الأعراض.
أما الشخص المصاب بمرض السل خارج الرئة فقد تظهر عليه أعراض عامة مثل فقدان الوزن، الحمى، التعرق الليلي، بينما هناك أعراض أخرى يعتمد ظهورها على الأعضاء المصابة في الجسم، فمثلا ظهور التورم، وأحياناً مع تصريف صديد عند إصابة الغدد الليمفاوية، وألم وتورم عندما تتأثر المفاصل، وقد يعاني من صداع وحمى وتصلب في الرقبة ونعاس عند الإصابة بالتهاب السحايا السلّي.
الفرق بين الحامل للعصيات والمريض
هناك فرق بين الإصابة بعصيات السل وبين وجود مرض السل، فالشخص المصاب بعصيات السل لديه بكتيريا السل في جسده، ولكن جهازه المناعي يحميه من ظهور مضاعفات المرض عليه، كما أنه لا يتسبب في نشر المرض أو انتقاله إلى أشخاص آخرين.
بينما الشخص المصاب بمرض السل فهو مريض ومعرض لخطر الموت، وإذا لم يعالج هذا الشخص بشكل صحيح، فقد ينشر المرض وينقله إلى أشخاص آخرين ويموتون خلال أشهر أو في غضون سنوات قليلة.
اختبارات السل
على الرغم من وجود أكثر من اختبار جلدي للكشف عن السل، إلا أن الطريقة المفضلة هي اختبار مانتو Mantoux ، وفي هذا الاختبار يتم وضع كمية من مادة الاختبار تحت سطح الطبقات العليا لجلد الساعد بالحقن داخل الأدمة.
وبعد ثلاثة أيام، يفحص أحد العاملين الصحيين الذراع للتأكد من عدم حدوث تورم به ويقوم بقياس حجم هذا التورم في الذراع وإذا ما بلغ التورم بالذراع حجماً معيناً، يكون هذا الاختبار له دلالته وأهميته ويفترض أن هذا الشخص مصاب بالسل.
ومع ذلك، فإن هذا الاختبار قد تكون نتيجته إيجابية أيضاً لدى الأشخاص الذين سبق تطعيمهم بلقاح السل BCG،وهذا قد يدعو إلى التشكك عند التفرقة بين الأشخاص أصحاب الاختبارات الإيجابية بسبب تطعيمهم بلقاح السلBCG والمرضى الإيجابيين بسبب إصابتهم بالفعل بمرض السل النشط.
ولذلك فمن الضروري إجراء تحليل دقيق للأعراض بالإضافة إلى فحوصات مختبرية إضافية لاستكمال عملية التشخيص.
الوقاية من السل
للوقاية من انتشار مرض السل هناك أقسام مختلفة في مقدمتها إجراءات للحد من انتشار المرض من الشخص المصاب وذلك من خلال عدة التزامات منها:
– تقديم العلاج المناسب للأشخاص المرضى بالسل، فالعلاج سريعًا بالطريقة المناسبة “من 6 إلى 12 شهر” يخفف الأعراض وعدوانية المرض، وبالتالي يصبح الشخص غير معدٍ.
– الالتزام بآداب السعال، ويكون ذلك باستخدام المناديل عند السعال أو العطس، والتخلص منها بالطريقة الصحيحة وعدم السعال بالكفين أو في الهواء في وجه الأشخاص بالإضافة إلى غسل اليدين دائمًا.
– عدم الخروج من المنزل وزيارة الأهل والأقارب أو استخدام مواصلات النقل العام، واستخدام الأقنعة للحماية من انتقال المرض وتهوية المنزل دائما بشكل جيد والقيام ببسترة الحليب قبل شربه.
الفئات الأكثر عرضةلمخاطر السل
جميع الفئات العمرية معرضة لمخاطر السل ولكن غالباً ما يصيب السل البالغين في سنوات العمر التي تشهد ذروة إنتاجيتهم، وتزداد احتمالات تعرض مرضى فيروس العوز المناعي البشري للإصابة بالسل الفاعل 18 ضعفاً كما تزيد احتمالات الإصابة بالسل الفاعل أيضاً بين الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية أخرى تؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي.
وتزيد المخاطر التي يتعرّض لها الأشخاص المصابون بنقص التغذية 3 أضعاف مقارنة بغيرهم، كما يؤدي تعاطي الكحول وتدخين التبغ إلى زيادة مخاطر الإصابة بمرض السل بـ3,3 أضعاف و1,6 ضعف بالترتيب.
العلاج
السل مرض يُمكن علاجه والشفاء منه، ويُعالَج السل الفاعل الحساس للأدوية بدورة علاج موحدة تمتد لستة أشهر باستخدام 4 أدوية مضادة للميكروبات تُقدم للمريض إلى جانب المعلومات والدعم بمعرفة أحد العاملين الصحيين أو المتطوعين المدربين، وفي غياب هذا الدعم سيكون الالتزام بالعلاج أصعب.
أنجزت هذه المادة ضمن الحملة التي أطلقتها المجلة الطبية، تزامنا مع اليوم العالمي لمكافحة السل2022، بالشراكةمع البرنامج الوطني لمكافحة السل والمركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بصنعاء ومنظمة الهجرة الدولية ومنصة (عوافي).
