وصلت العشرينية أمل مهيوب “اسم مستعار“ من قرية الظبرة في محافظة تعز، وسط اليمن، إلى وحدة مكافحة السل في مديريتها في حالة طارئة حيث كانت تعاني من الشحوب ونقص الوزن والإرهاق والحمى.
كانت مهيوب قد زارت عددا من الأطباء، لكن حالتها تفاقمت بشكل متسارع، وحين وصولها إلى وحدة مكافحة السل أجري لها فحص البصاق وكشافة الصدر، لتظهر النتائج إصابتها بعدوى السل.
حصلت الفتاة على أدوية السل من الخط الأول، لكن صحتها لم تتحسن رغم التزامها بالخطة العلاجية مما دفعها للعودة إلى وحدة مكافحة السل، وفقا لمنسق السل في تعز الدكتور سعيد سفيان الذي أشرف على علاج الفتاة.
بعد إخضاع الفتاة العشرينية للفحص عبر جهاز “الجين اكسبرت“، جاءت النتائج مؤكدة إصابتها بمرض السل المقاوم للأدوية، وقد أكد الدكتور سفيان لـ“الطبية“ أن “إصابة أمل كانت خطيرة وليست عادية“، مشيراً إلى أنها حصلت على الأدوية المناسبة والمتعارف عليها بين الأطباء بـ“أدوية الخط الثاني“ التي تُعطى للمصابين بالسل المقاوم للأدوية.
التزمت أمل بالخطة العلاجية الجديدة لتعود بعد شهرين إلى وحدة مكافحة السل وقد تحسنت صحتها بشكل ملحوظ، وفقا للدكتور سفيان، الذي أوضح بأن مساندة عائلة مهيوب للمريضة على المستوى النفسي والمادي والإشراف المستمر على الحالة ساهم إلى حد كبير في تحسّن حالتها الصحية.
وشدّد سفيان على ضرورة التزام المريض بخطة العلاج خاصة في حال فشلت الحالة في الاستجابة لعلاج الخط الأول، إذ يصبح الالتزام بأدوية الخط الثاني –الخاصة بالسل المقاوم للأدوية– مهما جدا لشفاء الحالة، وتجنبا لحدوث انتكاسة في حالة الإهمال، وأيضا حتى لا تنتشر العدوى في المحيطين بالمصاب.
وسجلت إصابات مرض السل في اليمن لعام 2021 زيادة بنسبة ضئيلة عن عددها في العام 2020 الذي شهد تراجعا ملحوظا إذ يعد الأقل بين الأعوام الأربعة السابقة، وفقاً لإحصائيات البرنامج الوطني لمكافحة السل.
وكان مدير البرنامج الوطني لمكافحة السل في صنعاء الدكتور عصام محمد مهيوب قد أكد لـ“الطبية“ أن وحدات مكافحة السل في مختلف المديريات تقدم خدمات التشخيص والعلاج لكل المرضى بالإضافة إلى الفرق الميدانية التي تستهدف مخيمات النازحين والفئات الضعيفة، داعيا المؤسسات ذات العلاقة بالجانب الصحي إلى تبني حملات لتعزيز وعي المواطن والتعريف بأن مرض السل يمكن علاجه.
أنجزت هذه المادة ضمن الحملة التي أطلقتها المجلة الطبية، تزامنا مع اليوم العالمي لمكافحة السل2022، بالشراكةمع البرنامج الوطني لمكافحة السل والمركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بصنعاء ومنظمة الهجرة الدولية ومنصة (عوافي).